الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
في ملتقاه الثقافي يوم الاربعاء الماضي تطرق السيد عمار الحكيم الى عدة امور وكما عودنا في كل ملتقى فان عمار العراق يبدأ حديثة بتناول بعض الجوانب من شخصية جده الامام علي بن ابي طالب (عليهما السلام) ثم يتسلسل في حديثه وطرحه للمواضيع ليتناول اخر المستجدات على الساحة السياسية المحلية وكذلك العربية والعالمية ، وكلنا يعرف ان اهم حدث سياسي محلي هو انفصال منظمة بدر عن تيار شهيد المحراب حيث تكلم السيد عمار الحكيم عن هذا الموضوع مشددا على ان الانفصال جاء بعد ان (وصلت بدر الى النضج في الشخصية السياسية واستقلالية القرار) ،والحكيم بقوله هذا انما اراد ان يزرع الثقة اكبر واكبر ببدر وهي اشادة من رجل عرف بحكمته وتفهمه للامور، وفي نفس الوقت ربما اراد السيد عمار الحكيم ان يوصل الى بدر فكرة بانكم تملكون شخصية تربت في احضان تيار شهيد المحراب وعلى هذه الشخصية مسؤولية كبيرة وهي تشق طريقها وخطواتها الاولى وعليها ان لاتكون تابعة لشخصية اخرى او شخصيات اخرى هي وليدة اللحظة لا تملك مقومات واساسيات ومجالات شخصية بدر التي نشأت وترعرعت واشتد ساعدها في تيار يشهد له الاعداء قبل الاصدقاء بأنه تيار اصيل وغير دخيل وتيار له الفضل في مقارعة الدكتاتورية والطاغية وانه (تيار شهيد المحراب) لم يأت وليد لحظة او صدفة عابرة ، لذلك ومن هذا المنطلق تقع على بدر مسؤولية خطيرة وجسيمة وعليها تحمل مسؤولياتها بكل قوة وعدم الانقياد او الدوران ضمن فلك اخر هو غريب عن التوجهات والتطلعات التي تربت عليها. واضاف السيد الحكيم (لقد تعجب البعض من الانفصال الهادئ بين بدر وتيار شهيد المحراب، بان التاريخ السياسي في العراق القديم والمعاصر لا يعرف مفردة الانفصال الا من خلال الانشقاق، مبينا ان تيار شهيد المحراب يمنح المساحات الواسعة للنمو والتطور والانفتاح، وان مشروع تيار شهيد المحراب هو مشروع الوطن) وكلام السيد عمار الحكيم في هذا المقطع واضح وصريح لايقبل اي معنى اخر انه وبكل بساطة يضع الوطن (العراق) نصب عينيه متطلعا الى ان الابن الشرعي (بدر) لتيار شهيد المحراب هو ابن بار للوطن وانه سعيد بان يقوم هذا الابن بواجبه على خير وجه كما قامت وتقوم بهذا الواجب عائلته الشرعية التي ولد من رحمها .ولفت السيد عمار الحكيم ( بان لبدر حق الاختيار فمن يريد تيار شهيد المحراب فمكانه القلب ومؤسسات هذا التيار، متمنيا لمن يريد البقاء ضمن اطار منظمة بدر التوفيق) وبألتفاتته هذا فان السيد عمار الحكيم يؤكد ويجسد الصورة الحقيقية للاب الذي يريد الخير لكل اولاده وكيف لا وهو يعرض لاولاده السكن في بيت الرحمن انه القلب وكلنا نعرف ان القلب تقع عليه مسؤولية ضخ الدم الى كل اعضاء الجسم فاذا ما خرج عضو ما عن القلب او بعيد عنه فبكل تأكيد سيصيبه ما لايحمد عقباه، وتمنى السيد عمار الجكيم لبدر (التوفيق في مسيرتها الجديدة والثبات على الاسلام والوطن، داعيا اياها الى تقديم مشروعها السياسي وان تحافظ على تاريخها الجهادي) وامنيات السيد عمار الحكيم واضحة انه يدعوها بكل صراحة ان تحافظ على هويتها التاريخية الجهادية ونلاحظ ان السيد عمار الحكيم يؤكد ويركز على التاريخ لانه من لا يملك تاريخ لا يملك حاضر او مستقبل وحتى لو ملك حاضر فانه حاضر قصير وحاضر لايستطيع ان يجاري الاحداث والتطورات لانه لا يملك قاعدة قوية ثابته (التاريخ)، ونلاحظ ايضا تاكيد السيد عمار الحكيم اكثر من مرة واكثر من مكان على الاسلام والوطن ، نعم ان وحدة العراق ارضا وشعبا هي غاية تيار شهيد المحراب وتطلعاته .وشدد السيد الحكيم في ملتقاه على ان (ليس من الانصاف ان يتحدث عن تاريخ الامة وجهادها دون الوقوف عند بدر والبدريين واصفا اياهم بـرجال العراق الاصلاء وانهم رفضوا الركوع امام هيمنة الطاغية ودفعوا ثمنا باهضا دفاعا عن الاسلام رغم كل محاولات التشويش التي تعرضوا لها). والسيد عمار الحكيم يشير الى محاولات التشويش التي تعرض لها بدر في الماضي واعتقد انه اراد ايضا ان يحذرهم من التشويش الذي تعرضوا له او يتعرضون له حاليا وكلام كثير ربما لا يسعفني المقام ان اتكلم بتفصيل اكثر . وذكر الحكيم بتاريخ منظمة بدر الذي عده( تاريخا طويلا يبدأ ولا ينتهي في مواجهة الظلم والاستبداد، موضحا ان بدر ولدت من رحم معاناة الشعب العراقي وتحملت مسؤولية الانتصار له، مضيفا بان البدريين عنوانا للتضحية) وليس غريبا ان يشيد الوالد بولده . وعن كتلة المواطن في البرلمان ومجالس المحافظات اكد الحكيم ان من ينتمي لهذه الكتلة عليه الالتزام بتوجهات تيار شهيد المحراب ، ومما لايقبل الشك ان توجهات تيار شهيد المحراب تأتي من خلال تفكير التيار وليس عن طريق تفكير غريب عنه او لايمت بصلة اليه. وفي نظرة سريعة على بداية كلام السيد عمار الحكيم عن جده الامام علي (عليه السلام) وكيف كان دور الامام في الاسلام خصوصا بعد التحاق الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) بالرفيق الاعلى وتخلي مجموعة من المسلمين عن توصيات رسولنا الكريم وعدم مساندتهم للامام علي (عليه السلام) لكن النتيجة بقى ويبقى الامام علي خالدا الى قيام الساعة وما بعدها لان الحق معه وهو مع الحق ، وما ضر امامنا من تخلف عنه او لم ينصره لانه عليه السلام مؤيد من عند الله تعالى.
https://telegram.me/buratha