عون الربيعي
يفرحنا بكل تاكيد ان تكون للعراق حكومة وشعبا علاقات ودية مع اشقاءنا العرب في السعودية والخليج ومع شعوب المنطقة بشكل عام تحكمها موازين المصلحة والاحترام المتبادل وسياسة عدم التدخل ونحن كمواطنين ربما نتساءل لماذا هذا الصمت العربي الدبلوماسي تجاه قضايا العراق المصيرية عندما كانت تطرح في مجلس الامن بل لماذا تتعمد انظمة بعينها الدفع باتجاه الحاق الاذى بالعراق حكومة وشعبا؟؟.. وحين تحين اللحظة وتلوح الفرصة للتقارب لابد ان نتساءل ايضا ماالذي استجد لتكون الامور بهذه الوتيرة المتصاعدة وبعد الف لماذا..
نتساءل لماذا تطبيع العلاقات مع السعودية وإرسال فالح الفياض من اجل ترتيب زيارة المالكي الى هناك مع تقديم قربان سخي من اجل تحقيق هذه الغاية عبر تبادل المعتقلين المجرمين الملطخة أيديهم بدماء العراقيين وإيقاف أحكام الإعدام ضدهم تحت شعار مصلحة الوطن والشعب. فضلا عن ترحيب صحيفة البيان الصادرة عن حزب الدعوة بتصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بخصوص ربط إرسال الوفد السعودي للقمة بموقف العراق من سوريا.
اما ما يزعجنا فعلا فهو ذلك الغزل السمج الذي صدر عن مستشار الامن القومي فالح الفياض بوصفه لنظام بشار الاسد بأنه أسوأ نظام على وجه المعمورة.ولانعرف للفياض تصريحات او مواقف مشابهة من قضية سوريا او شخص الاسد ولسنا في طور الدفاع عنه او دعم توجهاته لانها شان داخلي كما نعارض تدخل انظمة العرب الطائفية او غيرها من الانظمة الاخرى الديكتاتورية والديمقراطية على حد سواء في الشأن السوري لانه اشبه بصب الزيت على نار الشرق الاوسط المتقدة على الدوام قد نرحب بجهود الوساطة وحل المشاكل عبر اليات متفق عليها بين السوريين انفسهم مع تحفظنا على تصريحات بعض الساسة العراقيين المتشنجة ازاء الاوضاع هناك اذن اين تكمن المشكلة وبشكل جدي؟.. وللاجابة لابد من معرفة المبادرات العراقية التي اطلقت لايجاد حالة الوئام التام او بوادر حسن النية التي تقدم بها العراق للسعوديين وهي كثيرة وكثيرة جدا لكن ان تصل الامور الى المساومة على حساب دماء العراقيين ومصيرهم فهذا امر مرفوض ولابد من الوقوف عنده حتى وان لم يرضي ذلك البعض لعلمنا بأن انظمة الخليج مهما تظاهرت بالنزول عند رغبة حكومة العراق الحالية فأنها انما تريد تحقيق امر اكثر اهمية هو اسقاط نظام بشار الاسد عبر بوابة قمة بغداد ولن يكون هذا الامر ممكنا مالم يكن للعراق انعقاد القمة موقف مؤيد او متغاضي عن المشروع الخليجي الداعي لاجماع عربي بهذا الشأن مع نية سعودية في عدم الخوض بتفاصيل الوضع الداخلي في العراق مقابل هذا المطلب- المكسب ان تم تمريره بهدوء ولربما تكون هناك اتفاقات اخرى اوضح يتم فيها الاتفاق على تخلي السعوديين بشكل واضح عن المطلك والهاشمي مقابل تسليم حكومة العراق مجرمي وارهابيي العائلة السعودية المالكة الذين تم اعتقالهم متلبسين بقتل وتهجير الابرياء من العراقيين وما قضية تبادل السجناء والمحكومين الا بداية الخيط لامور اكبر واخطر نطالب بالحذر منها والتعامل وفق ماتمليه مصلحة البلاد وتحفظ ارواح ودماء العباد ويكفينا مساومة لان المساومة لم تحقق للعراق والعراقيين غير الدمار والذل والهوان.
https://telegram.me/buratha