خميس البدر
كلنا نترقب أنّ نعيش ربيعنا ونأكل من بركات شعبان، وهكذا عرفناه في يوم اختزل كلّ آمال الشعب العراقي، واختزن الكثير من همومه وآلامه يوم بقى وسيبقى عنوان للشعوب إذا أرادت أن تكون رغم أنوف الطواغيت والظلم، الذي كان صورة ماثلة في عيون أبناء الشعب العراقي، كابوس جثم على صدر الرافدين ليرسم على ربوعه وآفاقه لونين لا ثالث لهما الرمادي والزيتوني واسماء ومفاهيم عنوانها كلمة واحدة البعث الكافر، أتت الانتفاضة الشعبانية لتكون بداية لحلم وتُأسس لأمل وتكتب لانتصار وتؤكد أن الشعب اذا أراد فلا بُدّ أنّ يستجيب القدر، وعلى مر السنين التي مرت وتعاقبت على ذلك اليوم تبقى حلاوته ومرارة ما بعده أخاديد في وجنات أمهاتنا، ودموع في عيون آبائنا، وغصة في أفواهنا، نحن صبية تلك الأيام، ، مادة وأداة، وطاقة وعنفوان، الانتفاضة الشعبانية وربيع العراق الذي توحدت وتحالفت ضده كُلّ أعاصير وفصول ورياح وعواصف الجهل والحقد والانتقام والبغض الطائفي، لتتحرك لاجتثاثه من الوجود فكانت أنّ نشرت الربيع المكلوم الجريح بنداوة ابتسامات اليتيم وحرارة دماء زاكيات وعطرها المسك باعثاً شرارة في كل الأصقاع وعلى امتداد نكبة الانتفاضة في المهجر الواسع لتكتب رمال رفحاء أسطورة ومعجزة سطرها أبناء الانتفاضة يوماً من الأيام وليتحول هذا اليوم إلى كل أيام السنة، يهتف بسنا شعبان وروح شعبان وأمل شعبان وحياة شعبان وآفاق شعبان وخلاص شعبان وبداية شعبان وثارات شعبان وانطلاق نحو الخلاص من البعث الكافر والى الأبد في أرض علي وكربلاء الحسين ولتمتد إلى كل تلك الوجوه المسخ وكل من تحالف ومد وناصر وشابه البعث في بلاد العرب وان لبس الأقنعة واستتر، فربيع شعبان سلبهم وعراهم واخزاهم فجاءت نهاياتهم متشابهة وستبقى مستمرة حتى لا يبقى منهم على وجه الأرض دياراً ويبقى وجه شعبان ناصعاً أبيض السر والسريرة، وان كان في آذار وان مر على ذكراها عقدين وسنة وان اغتيل الكثير من تفاصيلها وسرقها صيادي الجوائز وركب موجتها الانتهازيين ودعاة البطولات الزائفة فشعبان يبقى يتحدث عن أبناءه وانتفاضتهم، خلدتهم سطور كتب مدادها بالدم والعرق فكان ثمرها رزق حلال فلا تخلطوه بالشبهات وحافظوا على ما أنتجه أبناء الانتفاضة وهم يرددون كلا للبعث ونريدها دولة عدالة ومساواة وحرية نريدها من ذكرى علي وكان صداها الشعب يُريد إسقاط النظام، فكان ربيعهم فلنعش في رحاب ذكرى الانتفاضة ولنترقب أنّ يزهو زهر ربيعنا ونستنشق عطره ونأكل رطباً جنياً من بركات شعبان فخير أعمال أمتي انتظار الفرج (جعلنا والجميع من أنصار الإمام الحجة المهدي المنتظر عليه السلام ) وليد شعبان ومنجز ومحقق كل الآمال جعلنا الله من خير المنتظرين، لهذا انطلقت انتفاضة شعبان فلتبقى انتفاضة شعبانية لا شرقية ولا غربية.
https://telegram.me/buratha