( بقلم : ولاء الصفار )
لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، أمام ذلك الإجرام والعنف الأعمى الذي اخذ يطال أبناء العراق الأبرياء ويزهق أرواح العشرات منهم يوميا بدون أدنى سبب، والكل ينظر إلى تلك المناظر البشعة من دون أن يحرك ساكنا، وفي مقدمتهم مجلس نوابنا الموقر الذي تحول من مجلس للنواب إلى مجلس لغض النظرعن الإرهاب، تملؤه المهاترات والمشاحنات مع جل احترامي لبعض الرموز الوطنية المخلصة المهمة،
حيث بدأ هذا المجلس يفقد ثقة العراقيين الذين كانوا قد وضعوا فيه جل آمالهم وعلقوا عليه أمانيهم بان يلبي رغباتهم ويدافع عن حقوقهم، إلا انه مع شديد الأسف، نجده إما أن يعقد بنصاب غير متكامل، أو أن يعقد للمشاجرة والصراع بين شخصياته ولا يعير أية أهمية لتلك الدماء الطاهرة التي تراق على ارض البلاد، يشاركهم في الجلوس على مصطبات المتفرجين أشقائنا الأعراب، الذين ينظرون إلى الصراع الداخلي في العراق وكأنهم أمام مشهد سينمائي يعرض حلبة ملاكمة لخصمين متناحرين، فتشجع فئة منهم هذا الخصم والفئة الأخرى تشجع الآخر، وهم يصرخون بالأهازيج وينثرون الورود حين سقوط احد الخصمين أو تعرضه للإصابة، وأمام تلك المهازل نجد حكومتنا الموقرة تبحث عن حلول جذرية لمعالجة الوضع والقضاء على الإرهاب، وكأنها لا تعلم من هم مروجي الإرهاب والداعمين له، حيث يغضون النظر على رمز الإرهاب في العراق (عدنان الدليمي) الذي اخذ على عاتقه حضور الندوات والمؤتمرات التي تعقد داخل وخارج البلاد للقضاء على شيعة العراق (باسم نصرة أبناء السنة)!!! وهو يذرف دموع التماسيح أمام الزعماء العرب، ويستصرخهم علهم يقدموا له الدعم في محاربة الشيعة، والغريب في الأمر أن هذا الرجل بين الفينة والأخرى ومن خلال سفرياته المكوكية يدخل إلى العراق حاملا معه الدولارات واضعا تحت عبائته أطنان المتفجرات!!! ليدعم بها ما يسمى بـ (المقاومة الشريفة)!!! التي تقوم على إساس إبادة شيعة هذا البلد.
والحكومة العراقية تقف موقف العاجز عن محاسبة مثل هذه الشخصيات وهم كثر في هذه الأيام، وكأنها تنتظر مختارا ثقفيا ليكون ذات جرأة وقوة ليقتص من الظالمين والأخذ بثار أتباع أهل البيت عليهم السلام.ومن خلال ذلك كله نتمنى من الحكومة العراقية أن تكون بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، وان يتحلى إخواننا البرلمانيون بجرأة اكبر من ذلك وان يؤدوا دورهم الحقيقي الذي وضعهم فيه أبناء العراق بعد ثورة الأصابع البنفسجية، وان يكونوا جادين في القضاء على الإرهاب ورموزه ويطبقوا القانون عن الخارجين عنه مهما كان مركزهم السياسي والاجتماعي .
https://telegram.me/buratha