المقالات

مانديلا والبيشمركة والبدريين وميزان الأنصاف!!

1274 14:41:00 2012-03-14

سعيد البدري

 من ينظر للشعوب وتاريخها الحديث والمعاصر، يجد إنّها تعتزُ بمن يعمل ويضحي من أجلها ويجلب لها الحريّة، ويُسهم في عتقها من رقة الذل والاستعباد، فحين تنحى المؤسسة السياسيّة في بلدان كثيرة عايشنا وقرأنا عن تجربتها في تكريم من ساهم بجهده وعرقه ودمه، وللمثال لابُدّ من الاعتبار من موقف الحكومات في الهند التي اعتبرت غاندي ورفاقه مميزين، رغم أن اغلبهم لم يتقلد منصباً سياسيّاً، لكنهم محترمون في أوساط أبناء بلدهم حكومة وشعباً، ولا يكاد احدهم يدخل مكاناً عاماً أو خاصاً حتّى ترى التبجيل والاحترام، ناهيك عن تجارب أخرى لبعض عظماء شعوبهم فهاهو الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا ومؤتمره الوطني وما لاقوه من احترام ليس في جنوب أفريقيا وحدها، بل على مستوى إفريقيا فهم أين ما ذهبوا وحلوا أو ارتحلوا يبقون هم أصحاب الفضل الأوّل في الانعتاق من طيش وقسوة نظام الفصل العنصري الذي أسسه المستعمرون وحكام بريتوريا الانكليز، وفي سنوات خلت من عمر تجربة العراق الديمقراطية حد الإجحاف ينال من عظماء الإرادة وتحت مسميات قد تكون محقة للوهلة الأولى، لكنّها ظالمة وباطلة في تعاملها، فبين ما يُكرم إقليم كردستان العراق رجالاته وشجعانه من تشكيلات البيشمركة ممن قارعوا النظام الصدامي، ويسن القوانين لتمكينهم من الوصول إلى مستويات عليا مكافأة لما عملوا وتعويضاً عما قاسوه من ظروف غايّة في التعقيد، حيث افنوا شبابهم في مقارعة الدكتاتورية والعنصرية، حين حملوا السلاح لقتال هذا النظام الشوفيني دفاعاً عن شعب كردستان. تقف قوانين صدام ذاتها لتحاكم المجاهدين وتقصيهم، نعم إن سجناء الرأي والمجاهدين العراقيين الذين لا يختلفون عن غيرهم من معارضي الأنظمة الجائرة المستبدة ولعقود طويلة فمنهم من قضى سنين طوال في زنازين النظام المقبور، ومنهم من التحق بصفوف المجاهدين في أهوار جنوب العراق، أو في جبال كردستان، أو في الجزيرة، أو حتى في داخل العراق، وقد حرموا من إكمال دراساتهم الجامعية الأمر الذي جعلهم خارج استحقاقهم الشرعي والقانوني والأخلاقي ولم ينصفهم أحد ولا نعلم لماذا لم تلتفت بعض الجهات عن مثل هذا الظلم رغم أن بعض الساسة قد اضطر ونقول اضطرَ، لأن أغلب الساسة حصل على شهادته إما من خلال تأثيراته وعلاقاته أو من خلال انخراطه بالدراسة قبيل تجبر صدام واستيلاءه على السلطة في العراق مع عصابته البعثية المارقة، لذا نطلب و نأمل من المسؤولين أنّ يسعوا بكل الطرق والوسائل لإعادة حقوق المجاهدين والسجناء السياسيين، تعويضاً عما فاتهم من حياتهم وفتح الباب أمامهم عبر تشريعات منصفة تستثنيهم وتعتبر سنوات جهادهم ومقارعتهم للنظام امتيازاً لا نقمة تحل بهم وتنكراً لتلك العذابات، فقط ليعيدوا لهم جزءاً من دين كبير دين ليس على حكومة العراق الحالية بل انه دين بذمة الوطن لهم لأنهم كانوا ومازالوا حماة هذا الوطن ومعدنهم نفيس لا يظهر إلاّ حين تشتد الصعاب وتظهر الخطوب !!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي
2012-03-16
اطمئن سيدي لن يحصل هذا"احد رؤس الدولة صرح لنا عندما عرضنا الامر عليه"الاتي: يامجاهدين نحن الان دولة اجيبلي واحد ارفع عنه الاجتثاث واخليه مدير عام اكرب عليه مثل المطي "عذرا من الحمار لان البعثيين شبهوا به" لو اجيبلي واحد يوكفلي بالبلعوم عالرايحة والجاية .انتهى كلام المجاهد السابق والمسؤول الكبير!وهكذا الجميع سيدي يريدون امعات وعبيد تسمع وتطيع والمجاهدين لايعرفون تلك الصنعة.المشكله مشكلت محترفين "بلعق حذاء السلطان"ونحن لم ولن نفعلها والدنيا ليست دار ثواب والعيشة اللة يتكفل بها ودعائنا ان يحشرنا اللة لقاء ما لقينا منهم ومن صدام مع اخوتنا الشهداء وامامهم(ع) واتركونا نحيا بهدوء فنحن اعرف بتكليفنا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك