الحاج هادي العكيلي
في ضوء ميراثنا الثقافي وحاجتنا الحالية وصورة المستقبل الذي نسعى اليه ،نرسم عادة اهدافنا التربوية .فالمدارس على اختلاف درجاتها ومراحلها تمثل انعكاساً للجهود والمساعي الواعية لابناء الامة في تحقيق اغراض واضحة وغايات مقصودة .فهي تنظم له وظيفته فيما يتصل باعداد مواطنين قادرين على الانتاج ومزودين من ثقافاتهم بالعناصر التي ينبغي المحافظة عليها .والمجتمع يستطيع ان يقرر مستقبله باختيار نوع التربية التي يقدمها للاجيال الصاعدة .فصغار اليوم مواطنوا الغد الذين سيؤثرون الحياة الاجتماعية ويقودون امورها .ومن هنا نجد ان الغد او المستقبل رهن بنوع الحياة التي يمكن ان تهيئها لهولاء الصغار في مدارسهم ،ورهن بمدى الكفاية والكفاءة في انماط التوجيه التي سنقدمهم بها في مراحل نموهم وتطورهم. ونحن جميعا على وعي بان الكبار يستطيعون عن طريق التربية وطريق ما في ايديهم من وسائل ،ان يسهموا الى حد كبير بمعاونة الجيل الصاعد على ان تتكون فيه فئات واعيه تسعى لحياة افضل وتنعم بعيش ارغد وتحتفظ بمثل وقيم اجتماعية اسمى .ومن اجل تطوير العملية التربوية في قطرنا الناهض ومواكبة احدث الاساليب المطبقة في البلدان المتقدمة في مجال تطوير قدرات التلاميذ وقابلياتهم الفكرية والابداعية .وتحقيقا للتوجيهات في الارتقاء بمستوى التعليم والكشف عن قدرات ومواهب الطلاب وصقلها .لذا دأبت وزارة التربية على تطبيق عدة انماط من التجارب التربوية الحديثة واخضاعها للتعليمات والاشراف والمتابعة للوصول في النهاية الى انجح الوسائل التي تحقق مستوى علمياً افضل واداء تربوي امثل .ومن التجارب التي نفذتها وزارة التربية منذ عدة سنوات هي تجربة ((المدارس الاهلية )) .حيث تم افتتاح كثير من المدارس على مختلف مراحلها ((الابتدائية - المتوسطة - الاعدادية )).ويدرس الطلاب في هذه المدارس الدروس الاكاديمية التي تعطى الى اقرانهم في المدارس الحكومية .ان هذه المدارس نمط تربوي جديد في التعليم .وقد تبنت وزارة التربية هذا النمط من المدارس بحكم التغييرات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدها القطر ،من اجل المساهمة في الارتقاء بالتعليم وتخفيف الزخم على المدارس الحكومية .ويعد هذا النمط من المدارس تجربة رائدة ونوعا متطورا في التعليم .وهي تجربة علمية تربوية ناجحة اثبتت جدارتها في العديد من البلدان المتطورة .الا ان هذه التجربة ورغم سنوات على البدء بها في العراق فهي مازالت بحاجة الى متطلبات علمية ونظرة تنظيمية .حيث اصدرت وزارة التربية متمثلة بوزيرها تعليمات خاصة بمنح اجازة تأسيس المدارس الاهلية والاجنبية رقم (2) لسنة 2004 استناداً الى احكام المادة (37)من نظام التعليم الاهلي والاجنبي رقم ( 1) لسنة 2004 .ومن الملاحظ ان اغلب المدارس الاهلية غير مستوفية للتعليمات .حيث ان بنايات المدارس الاهلية عبارة عن بيوتات مستأجرة لاتنطبق عليها الشروط لعدم ملائمتها للظروف الصحية لصغر مساحتها ولقلة التهوية مما تسبب انتشار الامراض بين الطلبة والتلاميذ .وكذلك عدم وجود ساحة مناسبة لتفعيل النشاطات اللاصفية والعاب الرياضية .وقلة الغرف في البناية مما يؤدي الى الغاء المكتبات والمختبرات التي بحاجة اليها من اجل تنشيط دروس المطالعة واجراء التجارب في المختبرات المعدومة في المدارس الحكومية .وكذلك عدم تجهيز المدارس الاهلية بوسائل التدفئة والتبريد المناسبة ،وقلة اعداد المرافق الصحية فهي لاتتناسب مع اعداد الطلبة في المدرسة .اما من ناحية الكادر التدريسي والتعليمي فاغلب المتوسطات والاعداديات تعتمد على المدرسين الحكومين المتميزين في تدريسهم بالتدريس بتلك المدارس كمحاضرين بدون اخذ موافقة المديرية العامة للتربية وهذا مخالف للتعليمات .حيث نجد المدرس غير مجد بتدريسه في المدارس الحكومية مما يؤثر على مستوى الطلبة علميا قد تجعلهم احيانا الانتقال الى المدارس الاهلية التي يجد فيها نفس مدرس المادة في المدارس الحكومية ولكن الفرق الوحيد هو ضمير المدرس الذي نجده يجد ويجتهد في المدارس الاهلية .فلماذا ياستاذي الفاضل ؟!!!اما في المدارس الاهلية الابتدائية فالاعتماد على المعلمين المتقاعدين وقسم من المعلمين غير متعينين من اقارب مؤسسي المدرسة الاهلية ونادراًما نجد المعلمين الحكوميين يحاضرون في المدارس الاهلية .حيث نجد المحاضرين في المدارس الاهلية من متقاعدين وغير متعينين فاقدين الحقوق يطرد على ابسط الاسباب لانه لاتوجد من يضمن حقوقه ويدافع عنها نتمنى ان تنشىءمنظمات اوجمعيات تدافع عن حقوق هولاء.ونصت المادة (16) من التعليمات ( يقوم الاشراف الاختصاصي والتربوي واقسام المديرية بزيارة المدارس الاهلية كلا ضمن اختصاصه كمشرف متابع او مشرف اختصاص .ولكن الاشراف اختصاص للمادة لم ينفع جدوى بسب ان اغلب المحاضرين في المدارس الاهلية على مختلف مراحلها هم متقاعدون او غير متعينين او مدرسين او معلمين حكومين فالتقويم لهم دون جدوى ،بل يجب الاعتماد على المشرف المتابع فقط لمتابعة قضايا المدرسة الاهلية .وبعد ان اصبحت المدارس الاهلية ظاهرة منتشرة في جميع انحاء القطر وهذه الظاهرة مالها من ايجابيات وما عليها من سلبيات فعلى وزارة التربية عقد مؤتمر خاص بالمدارس الاهلية يعالج جميع المشاكل وكذلك وضع ضوابط جديدة لمنح الاجازة او تجديدها ومنهــــــــــــــــــــــا:-1- تسجيل المشروع في دائرة الضمان الاجتماعي .2- التأمين الاجباري على المشروع 3- فرض ضربية دخل على المشروع .4- التأكيد على الموقف الامني للعاملين في المدارس الاهلية .5- اشتراك المدرسين والمعلمين الجدد في المدارس الاهلية بدورات التي تقيمها قسم الاعداد في المديرية العامة للتربية .كما نقترح مايلـــــــــــــــــــــــــــــــي:-1- تشكيل لجان وزارية لزيارة المدارس الاهلية ومعرفة صلاحية بناية المدرسة .2- اعطاء فرصة ثلاث سنوات لاكمال بناية المدرسة وفق التعليمات الصادرة وبعدها يتم اغلاق المدرسة .3- عدم فسح المجال والموافقة للموظف الحكومي (معلم او مدرس )بالدوام في المدارس الاهلية .4- تحديد اجور قبول الطلبة والتلاميذ في المدارس الاهلية بكافة مراحلها من قبل وزارة وفق دراسة مقدمة من قبل قسم التعليم العام في كل مديرية تربية في المحافظة .5- سحب اجازة المدرسة في حالة عدم تحقيق نسب نجاح اكثر من 50%لمدة ثلاث سنوات .سار الريل بحمد وشاهد حال المدارس الاهلية في قطرنا العراقي بهذه الحالة وكان حمد يتمنى ان يراها حالها حال المدارس الاهلية في البلدان المجاورة على الاقل .ولحمد رحلة ثانية بالريل يرى المدارس الاهلية على افضل حال .
https://telegram.me/buratha