خضير العواد
إن وجود السفير الفرنسي في الأنبار وضع كثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام بسبب طرحه لمواضيع ليس لها أي علاقة بمهمته المتواجد من أجلها وهي رعاية المصالح الفرنسية في العراق , ولكن زيارة هذا السفير الى محافظة الأنبار لم تهتم بالمصالح الفرنسية فيها بل كانت حول المصالح الفرنسية في سوريا , وكيفية التدخل في الوضع السوري من خلال هذه المحافظة العراقية التي ترتبط بحدود طويلة مع الشقيقة سوريا , وقد صرح بعدم الوقوف مكتوفي الأيدي للوضع الداخلي في سوريا من أرض العراق التي أعلنت حكومته بوقوفها مع سوريا حكومةً وشعباً وهي ترفض الأرهاب بكل أصنافه وعناوينه , وقد رفضة الحكومة العراقية جميع قرارات الجامعة العربية التي تدعم المعارضة السورية بكل أنواعها , ولكن تصريح السفير الفرنسي حول التدخل في الوضع السوري يعد تدخلاً صارخاً بالشأن العراقي الذي يرفض أستعمال العنف في التغير ,أما وجود السفير في الأنبار يبعث الى القلق والحذر من هذه الخطوة التي قد تؤدي الى تكوين قواعد داعمة للمعارضة السورية وهذا ما يرفضه أغلب الشعب العراقي لما له من مخاطر إستراتيجية لمستقبل العراق , فتحرك سفير دولة أجنبية في داخل العراق بهذا الشكل وهذه الخطورة يدفع الحكومة العراقية للقيام بواجبها إتجاه أمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية , فإهمال مثل هكذا تحرك يؤدي الى فتح الباب على مصراعيه للتدخلات الأجنبية بأمن العراق ومستقبله ويشجع بعثات دبلوماسية أخرى للتدخل بالشؤون الداخلية للعراق , مما يؤدي الى تهديد العملية السياسية الفتية في العراق المملؤة بالعقبات والعثرات , بالإضافة الى تدهور العلاقات الخارجية للعراق مع الدول المجاورة بسبب هذه التدخلات مما يؤدي الى تدهور العلاقات الخارجية والعراق في أشد الحاجة لها بسبب الوضع الدولي الذي تعاني منه الحكومة العراقية الذي حدث نتيجة التغير الكبير الذي طرأ على قيادة التي تقود العراق بعد عام 2003, لذا يتطلب من الحكومة العراقية تذكير السفير الفرنسي بمهام عمله الدبلوماسي وعليه الألتزام به وعدم تجاوزه والتعدي على صلاحياته الدبلوماسية ,لأن هذه التحركات تضعف العراق كبلد فتي أنهكه الأرهاب الدولي المدعوم من دول الجوار العربي وتعرقل قيام علاقات دولية متكافئة تعتمد على الأحترام المتبادل ما بين العراق ودول الجوار , فتحرك السفير الفرنسي وتصريحاته بهذه الطريقة أدت الى إستفزاز مشاعر العراقيين وجعلتهم يقلقون على مستقبلهم ومستقبل أجيالهم لأن التغير الذي تصبوا إليه فرنسا ومن يحالفها من العربان نتائجه سلبية بل يشكل أكبر تهديد لمستقبل العراق وشعبه , الذي عانا لمئات السنيين وقدم الألاف من الضحايا لكي يحصل على هذه المكتسبات , فليس من الحكمة أن يترك السفير الفرنسي بدون أي توبيخ وهو يريد تهديد مستقبل العراقيين من أجل مصالح بلاده التي ترغب بتغير الحكومة السورية بأخرى أرهابية لا تكن في داخلها للشعب العراقي وحكومته إلا العداء والبغض والدمار.
https://telegram.me/buratha