المقالات

وثيقة بغداد والدور العربي

1377 16:14:00 2007-02-06

( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

ان الحراك داخل الاروقة الحكومية العراقية سيودي الى معطيات تكتيكية للوقوف الجاد لحلحلة الاتجاهات المتصارعة ومعالجتها بسرعة وفاعلية والتحرك باتجاهها تحت اطار دولة المؤسسات القانونية، فقد كان للضربات الاستباقية الاثر الفاعل في وأد الفتن التي تحاول زعزعة الامن والاستقرار، لا سيما المدن الامنة، فلا بد من انهاء المظاهر المسلحة بفرض سلطة القانون ليطال جميع الخارجين عليه، فما يجري اليوم من عمليات اجرامية لم يشهد مثيلها التاريخ العالمي، والتهجير القسري المستمر لاتباع اهل البيت(ع) هو حلقة من سلسلة تامرية لاجهاض التجربة الديمقراطية في العراق، في الوقت الذي تسعى اليه الحكومة المنتخبة ورموزنا الدينية لاستثمار العملية السياسية عبر كل الاذرع المتاحة لها سياسيا ودينيا وعسكريا واقتصاديا، غير ان العقبة الاساسية التي ما زالت تعترض المشروع الوطني هو رفض البعض للعملية التغييرية وبحثهم عن المصالح والادوار على حساب دماء العراقيين ووحدة نسيجهم، مما يحتم ان يغتنم هؤلاء المعارضين، ولا ندري ماذا يعارضون، الفرصة ليعرضوا اجنداتهم بعد ان يعيدوا منهجياتها ومنطلقاتهم، بدل الصراخ الفضفاض، فلا خيار ولا بديل عن العملية السياسية، ولم يعد خافيا الدور العربي المتغير الذي ينتقص الى الرؤيا غير الواضحة من حيث الاسباب والتداعيات، وذلك لعدم تفعيل دورهم في ارساء العوامل الفاعلة للحد من الارهاب التكفيري، وبالخصوص من بعض دول الجوار الاقليمي، حيث بقت اسيرة المواقف التراجعية غير الصادقة في شعارتها التي ترفعها،فيجب وقف التدخل في السيادة الوطنية فالحوارات واللقاءات التي تعقد مع الجهات غير الحكومية هي غير مجدية ولا تعبر عن الارادة الوطنية والاجماع العراقي، فضلا عن الاملاءات التي تقوم بها بعض الدول لتصفية حساباتها على اشلاء العراقيين،

ومما يضع بعض الدول العربية امام ازدواجية حقيقية في المعايير واللغة والمواقف هو تابين البرلمانات للمجرم صدام مما يدلل القراءة المتدنية للاحداث السياسية والتطورات التي طرأت على المشهد العراقي، كما يبين فهما سياسيا قاصرا، في الوقت الذي نعتقد فيه بلعب الدول لا سيما الجوار الاقليمي دور اساسي وفعال في ارساء الاستقرار في العراق، والسعي لتحويل الاجتماعات الى رؤيا صادقة وبلورت مواقف واضحة المعالم ازاء العملية السياسية الجارية في العراق، ودعمها والخروج بوثيقة بغداد التي ستبين مدى تفاعل الدول المشاركة في المؤتمر الاقليمي المزمع عقده في بغداد بالنسبة للاوضاع العراقية، من اجل تعزيز اواصر الثقة بين مكونات الشعب العراقي، ونبذ ثقافة العنف، وتجفيف منابع الارهاب بتسوية الخلافات وفق المشاريع الوحدوية لتهيئة الظروف الكفيلة لوقف دوامة العنف والاحتقان الطائفي، الذي يستهدف اللحمة والنسيج الوطني وترتيب الموازين لتهيئة البناء الحقيقي للبنى الارتكازية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك