طارق درويش
أعلامنا العراقي في عراقنا الجديد هو غير الذي ألفناه قبل سقوط صنم العوجه في بغداد ربيع 2003, واليوم وببركة التغيير صار بمقدور الجميع الأطلاع و الحصول على أعلام ألكتروني ومرئي ومسموع ومكتوب ومنشور وحلقات التواصل الأجتماعي المتمثله بالمسنجر والبالتوك واللذين أصبحا موضة قديمه أضافة الى تقنية أي فون وبما يحتويه من خدمة الفيسبوك والتويتر.القصد من طرح هذا الموضوع هو في يومنا الحالي وفي عراقنا الجديد كل من أستطاع اليوم ومن خلال أمتلاكه أو أستئجاره لجهاز كمبيوتر وبمقدوره الضغط على بضعة أحرف بالعربيه وأرسال هذه الأسطر أو لنقل الشخابيط الى احدى المواقع العراقيه على الأنترنت وما أكثرها , وأذا به يصبح الكاتب الصحفي والمحلل الأستراتيجي والمنّظر الميتافيزيقي والأديب الألمعي البارز الجهبذ ألى أخر القائمة لمسميات القائد الضروره المطمور في العوجه .في الأمس القريب ( قبل السقوط) كان بين ظهرانينا من يكتب لقاء دراهم معدوده يُستعطف عليه به من قبل بعض دكاكين الشحاذة السياسيه واللطيف في الأمر أن هذا الكاتب وأمثاله عديدون كان يطلب من أصدقائه ملاحظة ماكتبه والتنبيه للعبارات اللغوية والأخطاء النحويه. لكي يرسلها عبر البريد ويتقاضى عليها مبلغاً لا يتجاوز الخمسون دولاراً , وما أن أشتهر هذا الكاتب عند تلكم الصحيفة والواجهة السياسية سرعان ما قام بنفش ريشه عليهم مطالباً أياهم بزيادة الأجر , وفي عين الوقت يقوم بحركات أستعلائيه على رفاقه وأصدقائه اللذين لولا هم لما تمكن أن يصبح كاتباً مشخبطاً في النشره الجداريه المدرسيه,.لكن اليوم فالأمرمختلف فالعراق تحرر والأنترنت صار متاحاً للجميع وأجهزة الطباعه الألكترونيه والرقميه الراقيه أصبحت في متناول الجميع والمال الوفير المكتسب من الحلال المشبوه ومن السحت الحرام يمتلكه الذوات من حواسم قدامى وحواسم جدد وبأستطاعتهم تسخير أي طالب في أحدى الكليات وأبتزازه بشكل مباشر أو غير مباشر أو أخر محتاج وذو عوز ولقاء دراهم معدوده يقوم بكتابة أسطر ومن ثم تذييلها بأسماء الذوات وما أكثرهم في يومنا هذا.وأخرون من صنف هؤلاء الكتاب ( أطلاق مفردة كاتب عليهم جزافيه ) يعمدون في وضح النهار ومن دون أية موانع تردعهم سواء كانت دينيه أو أخلاقيه أو مهنيه على أقل تقدير للسطو على نصوص الأخرين ,, وبسرعة البرق ترى هذا الكاتب قد نشر له عدة مقالات في المواقع المتعطشه لملأ وتجديد صفحاتها , أذن تقنية اللأستنساخ أو القطع واللصق متوفرة في أيدي الجميع , وعلى حين يأتي من لا عهد له باللغه العربيه أو قواعدها أو نحوها وصرفها وبلاغتها يسطو على جهود أناس سهروا الليالي وصرفوا أوقاتاً ليخرجوا للقاريئ العراقي أو العربي مقالة يُستفاد منها. ولكن أصحاب النفوس المريضه المعجونة بالشيطنه تأبى أن ترعوي , وهذا هو قمة الفساد والذي يماثله عين الفساد المستشري في مفاصل الدوله العراقيه الجديده , وأمثال هذا الكاتب اللص كثيرون والأنكى من من كل هذا أن يذيل المقاله بأسمه وبعبارات طنانة ورنانه شكلها جذاب ومغري ولو اطلع القاريئ على ما فعله هذا الكاتب الذي يذيل مع أسمه لقب دكتور أو المعلم وأحياناً المحب للجميع أو أحياناً المربي أو يكون مثلاً رئيساً لمعهد حلبوص وشركائه للأنماء واللغف والشفط أو رئيساً لمركز التهليس والتفليش النووي والقسم الأخر من هؤلاء النماذج تترأس ( وعلى الهواء مباشرة ) مراكز بحوث للأعتناء بالحيتان والكواسر الطائره . كل هذا يحدث في وضح النهار ومن دون أي رادع يردعهم. (القسم الأعظم منهم مصابون بعقد نفسيه ونرجسيه تفوق الحد المعقول) ؟الحاله النرجسيه والمرضيه تسري أيضاً في عقول البعض من أصحاب المواقع ( في أغلب الأحيان هذه المواقع واجهات سياسيه )و ينشرون فقط لمن يؤلههم من دون الله سبحانه وتعالى ويسبح بأسماء أصنامهم وهؤلاء هم الداء الأكبر ويضربون الأرقام القياسيه في نرجسيتهم وأستعلائهم وأذلالهم للأخرين من المخلصين المتفانين حباً للعراق وأهله المظلومين المذبوحين, فأمثال هؤلاء من أصحاب المواقع كأن يكون منتدى أو موقع خبري أو موقع عام لا ينشرون لشخص ألا بشروطهم وهو باديئ ذي بدأ تقديم فروض الطاعه لقائد المسيره وقائد الركب المؤمن ومنقذ الأمه وووو؟؟ ويجب أن تتضمن المقالة عبارات النفاق والتزلف لأولي النعمه من أصحاب أو المشرفين على هذا الموقع.الملاحظه الأخيره وأختم بها ,لا أحد يستطيع أن ينكر أو أن يتنكر وجود الكثير من المخلصين المحبين المهنيين والمتفانين ف يعملهم ذوداً عن شعبهم وبلدهم العراق المظلوم الجريح وهؤلاء أيضاً مساكين طال الكثير منهم النسيان ولكنهم لم ييأسوا ولا زال الكثير منهم في عنفوانه والأباء والأخلاص .والأخر وهم قلة ونستجير بالله منهم ومن تصرفاتهم ( أتخيل هنا لو أن أحدهم كان بمستوى محمد حسنين هيكل أو غير ه من المعروفين من كتاب أو صحفين لامعين ؟ او من أصحاب المواقع الراقيه المتميزه؟ كيف سيتعاملون مع الناس) هنا أذكر نفسي وألأخرين ممن يكتبون أستهواءً أو لقضاء فراغ أو أنهم كتاب مهنيون , ضرورة الأبتعاد عن الأستعلاء والتكبر والنرجسيه, أهمس في أذان اللذين أتينا على ذكرهم أصحاب مواقع أو كتاب أنه لو دامت لغيركم لما أتت أليكم , ولكم في فرعون فيما مضى واليوم صدام ومبارك والقذاف ي والطالح علي أين هم؟ وكيف أمسوا وأصبحوا, فالرجاء النزول من صهوة حصانكم الأجوف والتواصل مع من يتواصل معكم ,, لا أن تتنكروا لهم أو أن تتستعلوا عليهم أو ترموا برسائلهم الى سلة المهملات أو تتجاهلوا وتهملوا أو تساؤلاتهم ,,,.فمهمة الكاتب والصحفي والأعلامي هو التواصل مع الأخر أينما كان وفي أي زمان كان وكائناً من كان. فالتكبر هو داء ووبال على صاحبه, يعني بالمختصر المفيد التواضع ثم التواضع ثم التواضع ولا غير وبهذا ينجح كل من يريد أيصال فكره وصوته الى الملأ.
https://telegram.me/buratha