خضير العواد
لقد أثبت الشعب البحريني بعد مرور أكثر من سنة على ثورته الغراء إنه قدر المسؤولية في تحقيق ما يصبوا إليه من حقوقه المسلوبة لمئات السنيين, وخصوصاً بعد التحدي الكبير الذي فرضه حمد بن خليفة على الشعب عندما نعتهم بالشراذم ولكن خروج الشعب بهذا العدد الكبير قد أفزع العائلة المالكة وجعلها تعيد كل حساباتها فالأمر ليس بمزحة يمكن تلافيه , لأن الشعب مصمم على الانتصار وتحقيق جميع الأهداف التي ضحى من أجلها بخيرة أبناءه ,فخروج الشعب بهذا الحجم من ناحية العدد والتوحد خلف قيادة واحدة يجعل الحقوق قريبة المنال ولكن يجب أن تستمر هذه المظاهرات وبهذا الشكل من الضخامة والتوحد ,ومع زيادة معنويات وإصرار الشعب البحريني نلاحظ إن العائلة المالكة في البحرين يزداد قلقها يوماً بعد أخر ومعنوياتها تقل وتتدهور بعد كل خروج للشعب مطالباً بإزاحة الظلم والفساد المتمثل بآل خليفة , لأن هذه العائلة تدريجياً تقطع خيوط علاقتها بشعبها مع إصرارها على الطرق العنجهية التي تعامل بها الشعب البحريني الثائرالمسالم , ومع وجود تصميم الشعب على الأستمرار بالثورة حتى تحقيق كل الحقوق وتقديم كل التضحيات من أجل هذا الهدف , على العائلة المالكة أن تفكر جدياً في طريق العودة للشعب لأنه الحامي الحقيقي الوحيد لها , ومع تدهور الوضع الداخلي السعودي الذي يمثل صمام الأمان والساند الوحيد للحكومة البحرينية وقرب نهاية الرجل الحديدي في المملكة واللاعب الأساسي في ملف البحرين الأمير نايف بن عبد العزيز الذي ذهب لأمريكا لغرض العلاج , ولكن هذه المستشفى لا يدخلها إلا الذي صحته في حالة خطرة جداً وفي كثير من الأحيان نتيجته الموت كما حدث مع سلطان بن عبد العزيز, وفي كل الأحتمالات إن كان موت نايف أو خروجه من المستشفى مشافى فأن هيبته قد أهتزت وتضائلت والرجل الحديدي أصبح رجل هزيل ينهشه المرض من كل جانب فيتوقع المرء في كل لحظة سماع خبر وفاته , ومع موت الرجل القوي وولي العهد في المملكة السعودية ستبدأ هوت المشاكل الداخلية تتسع مع عدم وجود الشخصية المتفق عليها من قبل عائلة آل سعود لولاية العهد وزدياة الأضطرابات في داخل المملكة إن كانت في جنوب المملكة المتمثلة بأبها أو في الشمال المتمثلة في عرعر أو المنطقة الشرقية المتثلة بالقطيف , من خلال هذه الأضطرابات المتنوعة بالطوائف السعودية إن كانت شيعية أو سنية يدل هذا الأمر على أن جميع فئات الشعب السعودي غير راضية على حكم آل سعود وتريد إجراءات تغيرات حقيقية في المملكة , هذه الأضطرابات وقرب موت ولي العهد سيجعل عائلة آل سعود تهتم بالدرجة الأولى في وضعها الداخلي وسوف تغض النظر بعض الشئ لأنشغاله بأمن السعودية عن أحداث البحرين وخصوصاً والرجل الأكثر إهتماماً بالقضية البحرينية ما بين الموت والحياة أي وضعه لا يسعفه في تقديم الدعم للعائلة الخليفية , مع وضع آل سعود المتزايد في التدهور وتصاعد همت الشعب البحريني في التغير عندها ستجد العائلة الخليفية في موقف محرج لاتحسد عليها إلا إذا لحقت على نفسها و أوصلت الخيوط من جديد مع شعبها البحريني من خلال تقديم مبادرة حقيقة وليس لمضيعة الوقت تحتوي على أهم مطالب الشعب البحريني , عندها ستنجوا بنفسها وتحافظ على حكمها للبحرين وإلا فستكون عندها مواجهة حقيقية مع شعبها نتيجتها الحتمية هزيمتها وطردها من جزيرة البحرين والى الأبد لأن الذي يدعمهم محتار بنفسه ومشاكله الداخلية وهو الأن يريد المحافظة على ملكه فكيف يحافظ على ملك آل خليفة ( فاقد الشئ لا يعطيه ) , فالأيام القليلة القادمة ستظهر النتائج السعيدة والتي يتمناها كل مواطن حر في البحرين وهذا يتطلب التأكيد والإصرار على إخراج المظاهرات الضخمة مع وحدة الكلمة لأن كل المعطيات تؤكد على قرب الأنتصار أما من خلال إستجابة آل خليفة لمطالب الشعب أو إندحارهذه العائلة والى الابد من حياة الشعب البحريني, لأن الشعوب الحية لا يمكن دحرها من قبل أعتى القوى في العالم لأن أصحاب المبادئ يحلى لهم الموت في سبيل تحقيق مبادئهم فلهذا تكون المواجهة لهم أحلى من العسل وأصحاب الدنيا تحلى لهم الحياة ويعملون جاهدين من أجل بقائهم أحياء فهزيمتهم تكون أسهل ما يمكن لأنهم يهربون من المواجهة خوفاً من الموت ولكن يتطلب الصبر مع الظفر وأنتم له أهلاً يا شعب البحرين الأبطال.
https://telegram.me/buratha