الحاج هادي العكيلي
من العادات الشائعة في العراق وخاصة في المناطق الريفية من وسط وجنوب العراق هي ارتداء العقال العربي عندما يبدأ الانسان بالتحول من مرحلة الطفولة الى مرحلة نضج اعلى منها وتسمى بالعامية (جبير ) اي اصبح الشخص صاحب دراية ومشورة ويعتبر العقال رمز كرامته وهيبته .فعندما يسقط عقاله من على رأسه يعتبر بمثابة اهانة لكرامته .فكيف حال الانسان العراقي في عهد النظام البعثي البائد عندما جعل من عقال الشخص اداة لاهانته لسحبه وربطه به واداة لضربة .!!!!!!!!!واليوم البعثيون يلجئون الى العقال العربي الذي اهانوا وحقروا لابسيه يرتدونه ويتجولون به في مناطقهم وفي الاسواق ومراجعة الدوائر الحكومية ،هي لاسباب التخفي من انظار الاخرين ،ام انه وجد في العقال اعادة لهيبته وكرامته التي سلبها منه النظام البعثي ،ام وسيلة لتقارب مع اهله وعمامه التي انقطعت الصلة بهم بسبب موقفهم من النظام البعثي ،ام انه يبحث عن (فصل )يداعي به كل من يعتدي على عقاله الذي كان سابقا ًلايحترمه ولا يحترم من لابسه .ام ماذا ؟ّ! ومع العقال العربي التجأ البعثيون الى تطويل اللحية حيث كانوا يحاسبون الناس عليها فكل شخص لحيته طويلة يحسب على الاحزاب الاسلامية المعادية لفكر حزب البعث فيعتقل ويسجن واحيانا يعدم ،فما بالهم اليوم بتطويل لحاياهم ليكونوا ((ضاع ابتر بين البتران )). ام هي طريقة لتحول الفكري من علمانية البعث الكافر الى اسلامية الاحزاب الاسلامية ليسجل معهم وياخذ له (منصب )ويصبغ نفسه بالصبغة الاسلامية .او قد يلجأ الى ان يجعل نفسه (ملا) يقرأ في المأتم الحسينية في القرى والارياف بعيدا عن اضواء المدينة مستفيدا من الدورة الايمانية في عهد النظام البعثي البائد التي اشترك فيها مطرزة ببعض الابيات الشعرية (النواعي )من خلال الكتب المتوفرة في الاسواق الان بعد ان كانت ممنوع التداول بها يحبس ويسجن كل من وجد عنده كتاب ديني واليوم الكتب الدينية متوفرة في كل مكان .او اتخذ اللحية الطويلة طريقة للتقريب الى رجال الدين المعروفين وحضور مجالسهم والصلاة خلفهم وتسبيحة (101)والصلاة على محمد وال محمد الذي كان يرددها يحكم عليه بكونه من تنظيم حزب الدعوة وكأن الصلاة على محمد وال محمد مخصوصة بحزب الدعوة .ام يحسبها في نفسه الطريق نحو التوبة الى الله ،فان ظن البعثيون بان لبس العقال العربي وتطويل اللحية هو الطريق الى التوبة الى الله فهم مخطئون .فالله لايغفر لهم ذنوبهم بلبس العقال العربي وتطويل اللحية الا اذا كانت توبتهم خالصة لوجه الله والنية في عدم الرجوع الى الاعمال الدنيئه مرة ثانية واسترجاع حقوق الناس التي اختصبوها والاعتذار من الناس الذين اساءوا لهم .هل يفعلها البعثيون ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!صدقوني لم يعلن البعثيون التوبة الى الله وان اعلنوا التوبة فانما يعلنونها امام نسائهم او اطفالهم الذين اصبحوا في موقف محرج امام انظار الناس سواء كانوا اهلهم او جيرانهم .فاشكالهم تنم على انهم تابوا من خلال لبس العقال العربي وتطويل اللحية ولكن قلوبهم تنضح حقداًوكراهية لابناء شعبهم لكونهم فقدوا الكرسي والزعامة التي كانوا من خلالها يصدرون قرارات الاعدام والسجن والتعذيب واشاعة ثقافة المقابر الجماعية بسبب اللحية الطويلة ولباس العقال الذي لم يحترموه ،فأحذروهم فأن عادوا فسيجعلونكم ((شذراً مذراً )) ونذكرهم بقول الله سبحانه وتعالى (( وما الله بغافلٍ عما يعمل الظالمون )).
https://telegram.me/buratha