سليم الرميثي
تناقلت الصحف والاخبار عن احداث مؤسفة جدا عما يجري من قتل وتصفيات لشباب بعمر الزهور لاسباب وحجج فارغة لايقرها دين سماوي ولا قانون انساني في كل بقاع المعمورة ولايحدث هكذا نوع من قتل الاخر على الظنة والشك الا مع العصابات والمافيات التي انسلخت منها كل القيم الانسانية.فضياع الشباب او لهوهم بامور قد تكون غريبة وجديدة على المجتمع العراقي او حتى العربي لايعني التخلي عن هؤلاء الشباب وتركهم للقتل والترويع بايدي اناس اعطوا لانفسهم الحق بمحاسبة الاخرين والتحكم بمصيرهم.فظاهرة الايمو او غيرها لدى الشباب لاتعدوا كونها حالة طارئة ستمر وتنتهي حالها حال كل الحالات التي يمر بها الشباب في اعمار المراهقة وستختفي تدريجيا من المجتمع ولاتحتاج الى كل هذه الضوضاء الاعلامية بقدر ماتحتاج الى معالجات هي اساسا من مسؤولية المجتمع ومن ثم الدولة.بدل ان نقتل شبابنا علينا ان نهتم بهم وندرس الاسباب التي ادت الى انحارفهم وضياعهم وذلك من خلال التوعية الدينية او الثقافية وتوجيه الشباب بكل هدوء نحو الطريق الصحيح والاخلاق الحميدة التي تساعدهم على بناء حياتهم ومستقبلهم.وهذه مهمة رجال الدين والمثقفين في المجتمع العراقي وايضا مسؤولية الدولة بتوفير فرص عمل و اماكن ونوادي تحتضن هؤلاء بدل ان يتسكعوا في الشوارع.فاذا تحدثنا عن اهمية الدين ورجاله ودورهم في توعية الشباب فنقول ان هذا يثبت مقدرة هؤلاء على اعادة الشباب الى السلوك القويم الذي يخدم المجتمع وتكون مهمتهم كمهمة الانبياء في الدعوة لان الله بعث برسله وانبياءه الى غير المؤمنين من البشر ولم يبعثهم الى اناس يعبدون الله والا فليس من العجب ان يستمع المؤمن والمتدين الى خطيب منبر او الى امام جماعة بل العجب ان يستمع شاب من الذين ضلّوا الطريق السوي الى توجيه وارشاد رجل دين ومن ثم اعادته الى المجتمع وربما سيكون هذا الشاب عنصر فعالا وصالحا اكثر من غيره وبدل ان نقسوا على هؤلاء الشباب علينا ان نحتضنهم ونتعاطف معهم بل نعاملهم بكل لطف ومحبة لاعادتهم الى اهلهم ومجتمعهم اذا كنا حقا نحب ديننا ومجتمعنا..الكتاب والمثقفين ايضا هؤلاء لايقل دورهم عن دور رجال الدين في التوجيه الصحيح وحث الشباب على الدراسة والعمل والابداع لخدمة المجتمع والوطن لان مجتمعنا لايعاني فقط من ظاهرة الايمو بل هناك ظواهر اشد فتكا واخطر مثل انتشار المخدرات واللصوصية والكذب والغش واللا ابالية كل هذه الظواهر تحتاج الى التفاتة من الدولة ومثقفيها وعمل دراسات من قبل مختصين واكادميين لمعالجتها في المجتمع لانها قد تكون حالات مرضية تحتاج الى معالجات نفسية وهذا امر طبيعي يحدث لكل انسان وخصوصا ونحن في العراق تعرضنا الى ظروف عصيبة منذ عقود من الزمن ولايزال مجتمعنا يتعرض الى صدمات عنيفة حتما اثرت وستؤثر سلبا على تفكيره واسلوب حباته.اما هذا الذي نسمعه من قتل وسفك دماء للشباب فهي جريمة لاتختلف عن جرائم الارهاب التي يعاني منها مجتمعنا وعلى المجتمع ان يكون خير معين للجهات الامنية في رصد المجرمين والاخبار عنهم..فاحتضان الشباب الان اصبح واجب شرعي ووطني على رجال الدولة وعلى كل افراد المجتمع.
https://telegram.me/buratha