المقالات

السيد "علي الدباغ" ومفهوم الحرية!!

863 19:01:00 2012-03-11

هلال بدر

الحرية مسألة نسبية تختلف من بلد إلى آخر؛ والحرية تمنح لمن يفهمها ويعرف قدرها وقيمتها وكيف يتصرف في أجوائها وإلى إي حد أو حدود ومَنْ يضع هذه الحدود والمساحات, وبالتالي فإن "للحرية حدود"!!

في بلاد الغرب ونخص بالذكر منها البلدان السكندنافية فإن هذه البلدان فيها للحرية إحترام وحدود؛ فلا يستطيع أي فرد فيها - إلا إذا كان مجنوناً - أن يمشي في الشارع العام عار عن الملابس!! ولا يستطيع أن يدخل مطعماً يأكل ويشرب ولم يدفع الحساب للكاشير ويقول له "حرية"!

في يوم ما وفي إحدى ساحات كرة القدم في إحدى البلدان الأوروبية نزل رجل وسط الساحة وخلع ملابسه وبدأ يركض في الساحة عرضا وطولا! والشرطة وراءه!! حتى ألقي القبض عليه و"شبع قنادر"!!

وأغرب ما في تصريح السيد علي الدباغ (الناطق الرسمي باسم الحكومة)!! أن هذه الظاهرة هي "حرية شخصية" وعادة إجتماعية يجب إحترامها!!... بربكم هو هذا كلام معقول ومقبول؟؟ إن عدم وجود قوانين تمنع هكذا تصرفات لا يعطي الحق للسيد الدباغ ولا لحكومته! أن يسمح بها ويسكت عنها.. بل معالجتها بأساليب حضارية إنسانية بعيدا عن العنف والظلم والإهانة.. لأن هؤلاء أولادنا وعلينا تصحيح أفكارهم ومسيرة حياتهم بشيء من الحزم الأبوي!!

هذه الحرية الشخصية ليست في مجال الكتابة والأدب ولا في ساحة من ساحات الخطابة والكلام ولا هي في مجال الفن والمسرح ولا هي في السينما والإخراج مثلا!! إنما هي ظاهرة غريبة على مجتمعنا ولا حاجة لنا بها وقد تكون مرض معدي يسري على أطفالنا وشبابنا الذي تكون له الرغبة والميل إلى مثل هذه التصرفات للفراغ وعدم الاهتمام به, والبطالة والجلوس في المقاهي أمام شاشات التلفاز وما تعرضه من مشاهد شاذة يحاول هذا النفر من الصبيان والشباب تقليد ما يشاهده ويعبر عنها بهذا المظهر وتلك التصرفات التي لم تكن يوما ما من عاداتنا وتقاليدنا و "العادات الاجتماعية" التي لم يوضح لنا "الدباغ" متى كانت من عاداتنا وتقاليدنا!!؟

إن هذه "الظاهرة" تتحمل مسؤوليتها الحكومة وأجهزتها المختصة والتي من واجبها رعاية الشباب وتهيئة النوادي وأماكن الترفيه والرياضة والتوجيه الممنهج ويكونوا تحت إشرافهم ورعايتهم بدل أن يكونوا ضحايا الشذوذ والضياع ومن ثم ظلم المنظمات الدينية التي لم تهتم بهم وبتربيتهم ولم تعالج مشاكلهم بالتعاون مع الحكومة ومنظماتها الرسمية.. ويقال "قبل أن تقطع يد السارق عليك معرفة سبب السرقة ومعالجتها".

إن في البلد فوضى! ومن هذه الفوضى؛ فوضى الإعلام وبعثرته وانتماءه ونفاقه وإرتزاقه! وبسبب "الأسبقية"! جعلوا من تصرف بعض الصبية والذين وصفوا بـ "الأيمو" أو مصاصي الدماء أو عبدت الشيطان أو رواد المقابر!! كل تلك النعوت تناولتها الصحف الرخيصة والقنوات الخبيثة! والأفواه النتنة! ليضيفوا إلى معاناة الناس ومشاكلهم هموم إضافية, ثم يختمها "الدباغ" ويصفها بأنها "عادة اجتماعية" و "حرية شخصية"!!؟ يعني "جاء ليكحلها؛ فعماها"!!.. لا.. إنها ليست عادة اجتماعية ولا حرية شخصية, إنما هو عبث صبية ضائعين تتحمل الحكومة و"ناطقها الرسمي" تبعتها وعليهم معالجتها على أنها "حالة" شاذة ضارة وليس "عادة اجتماعية" ولا "حرية شخصية" وندعو السيد "الدباغ" أن يراجع أفكاره ومعتقداته وعاداتنا وحريتنا ثم يبرر هذه "الظاهرة"

ربما نتوقع من السيد الناطق الرسمي إدعاءه بأن ترجمة تصريحاته كان خاطئة أو مقصود أو كان هناك خطأ مطبعي!!؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
راصد وطني
2012-03-12
على عادته الدباغ كل تصريحاته ليس فيها لاطعم ولا رائحه ولاذوق حتى... فاقد الشيء لايعطيه فالدباغ ليس لديه شي جديد حتى يقدمه للعراقيين سوى أن يبرر كل ظاهره أول عمل بتبريرات ما أنزل ألله بها من سلطان متى كان العراق لديه هذه الظواهر ؟؟؟ ليجيبنا سيادة الدباغ لكن للأسف هؤلاء ليسوا أناس مناسبين لأماكن مناسبه فالحكومه برمتها فاقده التخطيط لمجمل نواحي الحياة بالعراق فهي مشغوله بوضعها السياسي وكيفية المحافظه على مكتسباتها الشخصيه تسعة سنوات بعد السقوط ماذا قدمت هذه الحكومه ليجيبنا الدباغ الناطق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك