المقالات

رموز الانقلابات الصامتة

691 10:55:00 2012-03-11

/ حافظ آل بشارة

خبر جديد يقول ان رغد بنت صدام تخطط لشن انقلاب عسكري في العراق ، هذه لغة قديمة لها زمنها وثقافتها التذكارية ، اصحاب هذه الثقافة لا يجدون ما يؤذون به خصومهم غير هذه الاقاويل ، اختاروا اسم رغد لزجه في الخبر لانها ترمز الى تراث الانقلابات المنقرض ، زياد ابن طارق عزيز يصف رغد في منفاها الاردني بأنها تنفق الاموال كيفما تريد وسفرها دائما في الدرجة الاولى من الخطوط الجوية وان اجرة تصفيف شعرها تكفي لعيش خمسة اسر عراقية لمدة شهر ، وانها تسافر من عمان الى لندن وباريس من اجل شراء ملابسها وعطورها ، اذا كانت تلك منشغلة بمثل هذه الأمور اللطيفة فهل يمكنها ان تفكر بانقلاب عسكري ؟ ولماذا تفكر بانقلاب اذا كانت تمتلك كل هذه الثروة ؟ صحيح انها قدمت اموالا لشبكات ارهابية في العراق بدل اعلان براءتها من سياسة الوالد وعاداته الخطيرة ، الامر الذي جعلها مطلوبة للقانون ،اعتقد ان الخبر مختلق ، رغد وبقايا والدها لا يحتاجون الى انقلاب بالصيغ التقليدية في العراق ، لانهم نفذوا انقلابهم منذ اكثر من 4 سنوات ، وهم اليوم حاضرون في الحكومة والبرلمان ويتحكمون بالمفاصل الرئيسسية في اغلب السلطات ، سياسة الدولة ساعدتهم بشكل سحري لا يصدق على تنفيذ انقلابهم الصامت بطريقة الاختراق الصاعد وليس النازل ، كانت الانقلابات التقليدية تنفذ عادة بالهجوم على مقر الرئيس وقتله او تسفيره والسيطرة على وزارة الدفاع ومبنى الاذاعة ثم قراءة البيان رقم واحد ، اما الانقلاب الجديد في الالفية الثالثة فقد تم تنفيذه بالمقلوب اذ زحفت المجموعات من الاسفل وهي تبسط نفوذها على دوائر الدولة تدريجيا وتطوق مخالفيها وتدفع بهم الى العزلة والتهميش ، أزاحة الصغار انطلاقا نحو الكبار ، اهم العوامل المساعدة للانقلاب هو ان التغيير في العراق استهدف الوجوه والمسميات وابقى على الثوابت الثقافية الخاطئة التي بنيت عليها السلطة في العراق منذ القدم ، اي التحالف بين الأسر السياسية والاسر ذات الوجاهة الاجتماعية والبرجوازية الصغيرة ، سواء تم هذا التحالف عبر الانقلابات او الصفقات او التوافقات ، شكل واحد لخارطة الهيمنة يعاد اخراجه بصيغ مختلفة ، بنية ثابتة يمكن للخصوم اختراقها بسهولة بلا انقلاب ، وتجد احيانا ان الاسرة التأريخية تنشطر بين البعثيين والاسلاميين والشيوعيين ، فهي تضم الاطياف الثلاثة وتسمح لهم بالعمل في اروقة وواجهات السلطة متصالحين بسبب وحدة الانتماء الاسري الذي يتحول في لحظة الى عنصر توحيد يتجاوز قوة التنافر الاديولوجي ، فاذا كنت من اسرة آل فلان فانت صاحب الحق التأريخي في السلطة مهما تقلبت بين الولاءات والاحزاب ، اسمك العائلي اكبر من انتماءك السياسي ، رغد وحزبها عائدون الى السلطة صعودا بسلم معكوس من الاسفل الى الاعلى ، معتمدين على سياسة التغلغل الصامت ، مستثمرين البنية التقليدية لهيكلية السلطة وتحالفاتها التأريخية . الخلل الاكبر الاشد خطرا من اي انقلاب ملخصه ان الشعب العراقي مازال هو الغائب الأكبر في تطورات بناء الدولة العراقية ، أليس كذالك ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ناصر الحازم
2012-03-13
ورده دكتور
الدكتور شريف العراقي
2012-03-12
عليكم بعمل فرقة شديدة المراس تنزل الى الشارع عند الشدائد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك