عمار احمد
اخيرا وبعد الكثير من الشد والجذب والتردد والاقدام .. تم الااعلان يوم امس عن انفصال منظمة بدر عن قيادة السيد الحكيم بأعلان بيان رسمي عبر وسائل الاعلام.يعتقد بعض من المتحمسين لفكرة وخطوة الانفصال لحسابات خاصة بهم اكثر مما هي تتعلق بتأريخ وحاضر ومستقبل منظمة بدر ورجالها، ان يوم اعلان الانفصال هو يوم تأريخي وكأن منظمة بدر كانت حبيسة زنزانة مظلمة، والان تحررت من تلك الزنزانة واصبحت تتمتع بالحرية.. هذه الرؤية تعتبر قاصرة بكل معنى الكلمة واصحابها لاينظرون الى ابعد من مواضع اقدامهم.. ليس المهم الانفصال او عدمه وانما المهم فعلا هو مابعد الانفصال.. فالمفروغ منه ان الانفصال خطوة في الاتجاه الخاطيء ، اذ كيف بكيان سياسي له تأريخ عريق في الجهاد والمواجهة ان يتخلى بين ليلة وضحاها عن قيادته ورمزيته، ليتحرك في فضاء سياسي واسع ومعقد ومتداخل بلا بوصلة ولاتجاه واضح ومحدد؟... مالذي سيحدث بعد انفصال بدر عن قيادة السيد الحكيم؟.. ربما مازال الوقت مبكرا للاجابة على مثل هذا التساؤل. ولكن من الممكن استشراف بعض خطوط المستقبل للذين تحمسوا وطبلوا وزمروا للانفصال والقطيعة عن تأريخ ناصع ومشرف... سوف يظهر اشخاصا يتنافسون بصورة قد تكون غير شرفية على المواقع والمناصب العليا، بعضهم من الموجودين الان في بدر، وبعضهم من الذين غادروها في الماضي ويجدون في خطوة الانفصال اليوم فرصة سانحة للعودة بقوة الى مواقع الصدارة والتأثير والنفوذ ، وهذا ما يعني امكانية اصطدامهم بالموجودين ، والذين قادوا موجة الانفصال... والجميع -اي كلا الفريقين- سيتسابقون على طرق الابواب المختلفة للحصول على التأثير والمال والنفوذ والمناصب الحكومية العليا، وفي خضم هذا السعي المحموم ستغيب وتتلاشى كل القيم والمباديء والضوابط والمعايير، واذا كانت هناك قاعدة جماهيرية ستنفض عنهم، واذا لم تكن، فمن المستحيل ان ينجحوا في تكوينها... والمشكلة ان دعاة الانفصال والمتحمسين لهم سيدركون خطأهم الفادح والكارثي.. ولكن بعد فوات الاوان ..
https://telegram.me/buratha