ابو الحكم غالب زنجيل
الصحافة ، بدأت معرفتي بها منذ صغري عبر جرائد ومجلات (أستاذي) أبي الذي كان يجلُبها معهُ . ولن اقول أو استخدم التعبير الجاهز وهو منذ نعومة أضفاري فقطعاً سأكون من الكاذبين .. بل الحقيقة هي عندما كنت يافعاً أو اقل بقليل ، ويافعاً هذه كانت في فترةً ما تؤرُقني وأنا اقرأُها ولا استطيع فهمُها عندما كانت تُكتب على احدى كتب الدراسة في مراحلها الاولى اذ اسعفتني ذاكرتي . وكنتُ من العندِ أن لا اسئل عن معناها لأني وأنا اليافع أو اقل ظننتُ أن السؤال يجعلني أبدو كمن لا يعرف .والمعرفة بالذات هي لُب موضوعي هنا وبسببها سقتُ هذه الأسطر والتي من المؤكد أن يجدها البعض ممله او هي مجرد ثرثرة (يافع سابق ) . المهم أن المعرفة ضرورية لمَعْشَر الصحفيين لكي يُصيغوا كتاباتهم وافكارهم وبسببها يسترزقون ويشتهرون ايضاً . وبسبب قربي من هذا الوسط كما اسلفتُ وبسبب التكنلوجيا المُريعه ومقدار الحرية التي لم يحلُم بها الصحفي العراقي على وجه الخصوص في هذا الزمان ، أجد أو بالاصح أقرأ لهم كثيراً من المقالات المنشورة عبر المواقع الالكترونية ومع الاسف بكل (سَفه الحرية ) من عدم رقابة أو محظورات واجبه ، على الاقل مراعاةً لمشاعر الاخرين . وذلك حين يتجاوز ( جُزء من المَعْشَر) على مقدسات البعض أو حتى على الذات الالهيه احياناً .. ومنهم من يتشدق ويتفاخر بالمُنكر وبشُربهِ وما يجلُبه من سعاده وهيام بعيداً عن سوداوية الواقع كما يعتقد ويكتُب ، والبعض الاخر يُمرر علينا ألفاظاً أو أيحاءات قبيحه سوقيه بدقيق العبارة . وكأن الحرية المنفلته التي لم تنضبط بأي ضابط بيئي أو مكاني على الاقل ، اخرجت علينا ما بداخل جُزءاً من هؤلاء المعشر واخلاقياتهم الحقيقة بعيداً عن الانغماس بالتقيه الاخلاقية في زمن الدكتاتورية ... وحتى أُبدد ما قد يتبادر الى الاذهان بأني ربطت بين الدكتاتورية والاخلاق وجعلتهم في زاوية واحده ، أقول أن مواقف الدكتاتور بأعتبارهِ راعِ للأخلاق وقائد حملة أيمانية وشعاراته الخاوية الرنانه هي من جعلته لا يسمح بهكذا اعلام وليس اخلاقياته (الزفت) صراحتاً ، فالتقيه الاخلاقية أُجبِروا عليها ليس أِلا .ذكرتُ أن كل هذا واكثر ايضاً موجود في المواقع والصحف ، ولكن ما يهُمني ويستفزني فعلاً وأجزم بأن غيري كذلك ، هو تعالي جزء لا بأس بهِ من هؤلاء (المَعْشَر) وتكبرهُم على قرائهِم ووصفهم بالغباء وعدم المعرفة ، وذلك حينما يتناول الصحفي في كتاباته قضيةً ما وبغض النظر عن مدى صدقيتهِ أو حقيقة امتلاكهِ براهين أو ادلة تَسند ما يربو اليه . نجد أن هذا الصحفي يدس في خاتمة مقالتهِ جملة هي بالذات ما أعنيه ، وتكون على شاكلة ( أن من الحُمق من يتصور غير هذا ) أو بصيغة اخرى ( وهذا يعرفه فقط من يمتلك بصر وبصيره ) وغيرها الكثير الكثير، وكلاً حسب أسلوبه او كلماته المنمقه . وكأننا الجُهال وهم الأعلمون.. فهكذا جُملً (كريهةً) بالنسبة لي ، تدُل على ضعف الكاتب أو ضعف اسانيده وحُجيتهُ في المقال ولهذا يلجأ الى الترهيب القسري أو الانتقاص من القاريء مُسبقاً ، بل ربما يستشرف رد فعل القاريء ولهذا يكتُب ما ذكرنا.وختاماً أقول يا معشرالصحفيين رفقاً بقرائكم من كلماتكم الحادة . فالمعلومة اليوم اصبحت يسيرة على الجميع ، وانتهى زمن يافع عنيد لا يُريد أن يسئل حتى لا يُقال عنه لا يَعرف ..
https://telegram.me/buratha