الشيخ حسن الراشد
كل المعطيات تشير الى ان دول الخليج ومملكة ال سعود كانت متورطة من رأسها حتى اخمص قدميها في دعم الارهاب في العراق وتسليح الارهابيين وتمويلهم بالاموال الطائلة ..
فقد عان العراق وشعبه من عنف الارهاب واعمال عصاباته الاجرامية والتي لم تقتصر فقط على الدعم المالي والاعلامي وانما تجاوز الامر ليشمل التسليح وايصال مختلف اسلحة القتل والفتك والتفجير الى الارهابيين لتخريب العراق واسقاط نظامه الديمقراطي ..نحن ابناء العراق كنا نعلم بهذا الامرو كنا على يقين بدعم انظمة الاستبداد والتخلف والرجعية في الخليج للارهابيين وتسليحها لهم وتمويلهم بالملياراد من الدولارات والتي كانت تتدفق عليهم من كل حدب وصوب وعبر قنوات لا عد لها ولا حصر ‘و قد اثبتت الانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة والتي دفعت دول الخليج المئات الملايين من الدولارات لترجيح كفة عملائها في القائمة العراقية ومولت حملات الانتخابية للموالين لها بانها ضالعة في تخريب العملية السياسية في العراق وانها مستمرة في نهجها العدواني الطائفي ضد العراق ونظامه الجديد بكل الوسائل والاساليب الارهابية .
والمفارقة هنا تتجلى اكثر في ثورات ما يسمى "الربيع العربي" والتي كشفت المستور واظهرت الحقيقة الى السطح ‘ حيث عندما كان شعب العراق ومثقفيه يصرخون ليلا ونهارا بتورط حكام ال سعود وشركاءهم في الخليج في الدم العراقي عبر ارسال الارهابيين الى العراق وتمويلهم بالسلاح والمال والسيارات المفخخة والتي كانت تحصد المئات والالاف من الابرياء كان العالم لا يصدقنا وكان الاعراب يتشمتون بنا وكنا في حينها نحذر نظام الرئيس بشار الاسد من التساهل مع الارهابيين ودخولهم عبر الاراضي السورية الى العراق بل وقد تجاوز الامر ان استطاع حكام ال سعود والخليج من الضحك عليه واقناعه بمرور الاسلحة والارهابيين الى الاراضي العراقية ‘ وجاء خريف " الثورات الاعرابية" بعد انتهاء مرحلة ربيعها عند بوابة اليمن ليبدأ ذلك الخريف في سوريا وبروز الحقائق وبدأ تساقط الاوراق الخريفية عبر دعوات العلنية التي اطلقها ويطلقها السعوديون والقطريون على لسان الصهيوني حمد بن جاسم ال ثاني والوهابي الحاقد فيصل ال سعود بتسليح المعارضة السورية وهي دعوات لم تكن الا تحصيل للحاصل حيث ان الاسلحة قد تم تهريبها الى سوريا وبكميات رهيبة وان الاموال والدولارات قد تم ايصالها الى الاطراف المعنية فيها لشراء الذمم وان الاجهزة المتطورة للاتصالات قد وصلت الى ايادي الغدر والخيانة والارهاب في الشام وكان للاتراك والاردنيين وحتى لجماعات العمالة والطائفية في لبنان دور كبير في تهريب كل تلك الامور ولم تكن دعوات التسليح القطرية والسعودية الا لذر الرماد في العيون وهذا الامر اثبت بما لا يدعوا الى الشك ان الاساليب ذاتها اتبعت في العراق بعد سقوط هبلهم في بغداد في ابريل من عام 2003 حيث في العراق كان التواطؤ خفيا وفي سوريا كان الامر مكشوفا والهدف كان ومايزال واحدا وهو اسقاط النظام باي ثمن وتحويل البلدين الى ساحة للاقتتال الداخلي ومرتعا للارهابيين العرب .أوليس دخول الارهابيين الليبيين والتوانسة والمغاربة وحتى الوهابيين الانجاس من اتباع ال سعود الى العراق كان يتم عبر بوابات الترك والعرب ‘ الم تقدم الجماعات المتطرفة الى ارض الرافدين بدعم عربي وبعد ان يتم تدريبهم على اساليب القتل والتفجير والذبح في معسكرات خارج العراق وتهرب اليهم السيارات المفخخة عبر الاردن وسوريا والممرات البحرية المرتبطة بالموانئ الاماراتية ؟؟
هذا الامر اليوم يحدث في سويا وان المئات بل الالاف يتدربون في معسكرات الليبية والاردنية ويتم دفعهم زرافات زرافات عبر الارضي التركية والادرنية الى سوريا الا ان هذه المرة كما يعتقد المراقبون العرب وغير العرب بان اسقاط النظام في سوريا يعتبر بالنسبة لحكام الخليج وال سعود "الموت والحياة" وان بقاء وصمود الاسد يشكل لهم كابوسا قد يؤدي الى تغيير الخارطة السياسية من الجذور في المنطقة وان رحيل الاسد يعتبر لهم بوابة دخول العراق واسقاط نظامه الديمقراطي المنتخب ولاعادة المنطقة الى مربع القمع والقتل والاقصاء الطائفي .
ان خطاب التسليح للمعارضة السورية الذي اطلقه حكام قطر وال سعود يجب ان يتخذه المسؤولون في العراق وايران والقيادة السياسية في البلدين حجة ومبررا للقيام بالمثل حيث كما يقول المثل المعروف "ان الحديد لا يفله الا الحديد" وان لغة السلاح التي يتعامل بها الطغاة مع الشعوب يجب ان تقابل بنفس اللغة ‘ هذه فرصة تاريخية سنحت للقيادات السياسة في كل من العراق وايران في قيام طغاة الخليج بكسر الخطوط الحمراء وتوفير مبررات دعم المعارضين للانظمة الرجعية الديكتاتورية في الخليج الفارسي بالاسلحة ووسائل المقاومة للاطاحة بها كما هم اليوم يفعلون في سوريا وكما فعلوها في السنوات الاخيرة في العراق وفشلوا .
المتتبع لخطاب الاعلام العربي وحتى لبعض الكتاب في الغرب يلمس بوضوح لغة التحريض للمعارضة السورية على التخريب والقتل والتفجير وتقديم الارشادات في اساليب ضرب البنية التحتية للبلاد واستهداف انابيب الغاز والبترول وقتل رجال الامن والجيش وتفجير المصانع والمراكز التجارية هذا الخطاب لم يكن دارجا في كتابات الاقلام البارزة في الغرب الا ان الازمة السورية فضحت وجوها كثيرا وقلبت المعايير الاخلاقية وحولت المحرمات الى عكسها وهو ما كان في يوما ما يعتبر "ارهابا" فيما لو كان الفاعل مناضلا او مطاردا من الطغاة ‘ لذلك يجب ان يتم التعامل مع هذه اللغة بذات اللغة واعادة الكرة الى ملاعبهم وهذه فرصة الدول التي عانت من ارهاب العرب وطغيانهم وجبروتهم وطائفيتهم ان يقوموا بتسليح المعارضين وارسال الاسلحة ووسائل صنع ادوات المقاومة اليهم عبر المنافذ الكثيرة القائمة على حدود العراق وسوريا او حتى عبر مياه الخليج للمعارضين في المنطقة لان هذا المنطق هو المنطق الوحيد الذي يفهمه طغاة الخليج والاقزام في قطر ومملكة ال عبد الوهاب .ان شعوب الخليج وخاصة في الخليج والجزيرة العربية تعيش حالة الثورة الحقيقية ‘ وهي بحاجة اليوم الى الدعم الواسع سياسيا واعلاميا وعسكريا وماليا وان هذا الدعم كفيل لردع حكام العمالة ودورهم في تخريب العراق ونشر الارهاب والطائفية ‘ ان دول الخليج ليست باكثر غنى من العراق وايران وان الثروة البشرية والنفطية في البلدين المذكورين تضاهي كل دول الخليج مجتمعة بعشرات الاضعاف فلماذا اذن نترك المجال لهؤلاء الطغاة كي يعبثوا بامن واستقرار مناطقنا فيما هم ينعموا بالراحة والطمئنينة؟؟
https://telegram.me/buratha