الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
دعوة السيد عمار الحكيم الى جعل البصرة عاصمة العراق الاقتصادية لم تأت عن فراغ وهي دعوة مبنية على اسس واعتبارات اخلاقية في المقام الاول وقبل الخوض والحديث عن هذه الدعوة الحكيمية لابد من التذكير بأمور ودعوات حدثت عند الماضي الحاضر واقصد دعوة عزيز العراق (رض) عندما دعا وطالب بالاقاليم الغير طائفية ولكن للأسف لم يتم تبني دعوته وبعد مرور عقد من الزمن نجد ان معارضي الدعوة العزيزية اصبحوا من اشد المطالبين بضرورة اقامة الاقاليم وهذا الموضوع ليس محور حديثنا ولكن وجدت ان من الفائدة التذكير به حتى نستفاد او على الاصح يستفاد المعارض من اخطاء الماضي القريب.لقد دعا السيد عمار الحكيم خلال ملتقاه الثقافي الى ضرورة جعل محافظة البصرة عاصمة الخير وعاصمة العراق الاقتصادية مذكرا في الوقت نفسة بأهمية البصرة وموقعها الاستراتيجي خصوصا وان البصرة تمثل إطلالة العراق على الخليج العربي وحلقة الوصل بين العراق ودول الخليج العربي ، حيث يحدها من الشمال محافظتا ميسان وذي قار ، ومن الشرق الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن الجنوب الخليج العربي ودولة الكويت الشقيقة ، ومن الغرب محافظة المثنى ، وتحتضن البصرة ثروات طبيعية هائلة في مقدمتها النفط حيث يتركز الجزء الأعظم من الاحتياطي النفطي العراقي فيها متمثلا في 15 حقلا منها عشرة حقول منتجة وخمسة ما زالت تنتظر التطوير والإنتاج، وتحتوي هذه الحقول احتياطيا نفطيا يقدر بأكثر من 65 مليار برميل، أي نسبة 59% تقريبا من إجمالي الاحتياطي النفطي العراقي ومن أصل ستة حقول عملاقة موجودة في العراق توجد أربعة منها في البصرة .،ويعتبرحقل الرميلة الشمالي عملاق الحقول العراقية ويمتد من غرب مدينة البصرة متجها جنوبا وهو تاسع أعظم حقل نفطي عالمي وبطبقاته توجد أجود أنواع النفط، وتتميز عملية استخراج النفط في البصرة بتدني كلفة الإنتاج فهي الاوطأ على النطاق العالمي وذلك لأن حقول النفط والغاز تقع على اليابسة وفي أعماق قريبة جدا من سطح التربة ، ومعظمها ذات جدوى اقتصادية عالية بسبب حجم الاحتياطي الضخم فيها وكبر مساحتها, ولا تتضمن تركيبات جيولوجية معقدة بسبب ضعف الحركات الميكانيكية للصخور خصوصاً في المنطقة الجنوبية بسبب انحدار الأراضي نحو الخليج العربي , اضافة الى النفط فأن البصرة تحوي الأراضي الصالحة للزراعة والمياه وتمتلك ايضا قدرات صناعية كبيرة وأيد عاملة كفوءة كما ان فيها إمكانات واعدة للسياحة ، هذه الامور كفيلة بان توفر لاهل البصرة حياة رغيدة ولكن الواقع يقول غير هذا فغالبية اهل البصرة يعيشون اوضاعا اقتصادية ومعيشية صعبة جدا لذلك وحسب نظرة السيد عمار ونظرة كل انسان شريف فانه لابد من الاهتمام بهذه المدينة.وانا اعتقد انه يجب تبني فكرة السيد عماروالعمل كل حسب موقعه حتى يتم تجسيد هذه الفكرة وتطبيقها على ارض الواقع ، والحكيم بدعوته هذه انما اراد تحقيق شيء من العدالة لابناء هذه المحافظة المظلومة التي عانت ما عانت شأنها شأن غالبية المحافظات العراقية الاخرى لكن الذي يميزها انها تطفو على بحيرة من الخيرات والثروات التي لم تنعم بها لذلك جاءت دعوة السيد عمار بعد اطلاعه على ارض الواقع حيث قام سماحته ويقوم بزيارات ميدانية الى كافة مناطق العراق وهو بزياراته هذه انما يريد الوقوف واللقاء بشكل شخصي ومباشر مع المواطن ولا يريد ان يعتمد على التقارير الورقية المقدمة وهي طريقة اعتاد عليها جل اهل الحل والعقد في البلاد .نتمنى صادقين ان يتم تبني فكرة السيد عمار وان يبتعد البعض عن النظرات الضيقة للامور وان ينظروا الى مصلحة العراق اولا واخيرا وان لا يفكروا بأن هذه الدعوة تحسب للسيد عمار وهي فعلا تحسب له وتعتبر سابقة نحو الخير والرفاهية لهذا الشعب المحروم ، لان خير البصرة هو خير كل اهل العراق وهو الاساس الذي يتم عليه بناء واقع ومستقبل اقتصادي يذهب بالعراق الى مصافي الدول المتقدمة ويجعله على رأس كل دول المنطقة .
https://telegram.me/buratha