خميس البدر
لم يكن الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره حالة عابرة او شخصية هامشية بل كان قائدا وعالما وعارفا وإنسانا بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معانى صاحب موقف ومبدئي لا يساوم ولا يهادن ويسير بخطوات ثابتة وراسخة لتحقيق أهدافه فلا يقف عند الصغائر او الأمور الجانبية او التفاصيل الغير مهمة والأمور الثانوية فيركز على الأهم والهدف الأسمى لا يرى الأمور بإطار شخصي او فئوي بل يتعدى الى الأعم والأصل ويؤسس قواعد العمل بوضوح ودقة فلا يهم هل أثيرة زوبعة هنا او ترهة هناك او لمز او نبز بموقف من جاهل او عديم الرأي او انتهازي او وصولي او من لم تتضح عنده الرؤيا بعد فيبقي كل هذه الأمور خلف ظهره ويتقدم لذلك دائما تراه متقدما على الآخرين بخطوة او خطوتين بل مترفعا عنهم متساميا محلقا في أجواء لا يعرفونها من أجواء اليقين والإخلاص ونكران الذات وهذا ما يفسر تغريده خارج السرب دائما او بتعبير ادق حاجة الآخرين اليه وعدم حاجته أليهم لا لأنه متكبرا او نرجسي محب لشخصه بل لانه سبق الجميع وسباقا لهم بكثير من الأمور فيصلون متأخرين لقناعات وتجارب جربها قبلهم او لأنه لا يدخل بمطبات او يكون بعيدا عن مواطن الشبهة هكذا شخصية وبهذه المواصفات انقسم الناس تجاهها بين حاقد وناقد وفاقد وحاسد وأكثر منهم من هو محب ومناصر ومساند وكل ينظر له من خلال القسم الذي ينتمي اليه فكانت حياته حافلة بالأحداث والمواقف فدفع طوال حياته ثمن المبدئية والالتزام بخط ال البيت عليهم السلام وخطه الحسيني في محاربة الظالم وطاعة ومناصرة المرجعية الرشيدة وعدم مخالفتها في كل لحظة من تلك الحياة الطويلة فلم يكن صياد فرص وجوائز على حساب ذلك المنهج الواضح وعلى هذا المنهج سار من جاء بعده حكيما بعد حكيم فعزيز العراق لم يكن سوى حكيما أخر من ضرب أروع الأمثلة وأنبل المواقف في تحمل المسؤولية والالتزام بنهج شهيد المحراب وكذلك نجله الحكيم البار السيد عمار وهو يصارع ويكافح ويجاهد وحيدا كما كان سلفيه لا يعتمد الا على الله وتوفيقه ومن نذروا أنفسهم لهذا المنهج وخدمة أبناء هذا الوطن الجريح والدفاع عنه والوصول به الى بر الأمان قال الحكيم الكثير وكان صاحب فضل على الكثيرين وصاحب مبادرة وسبق في كل الميادين لكنه لم يطالب بالثمن او المقابل او جزاء او رد إحسان من احد لأنه يعتبر هذا من الواجب وهذا تكليفه الشرعي نعم قال الكثير في حياته ولم يبقى شي لم يقله تحدث في كل شي الا كلمة واحدة لم يقلها لم يقل انا صاحب الفضل لم يقل لولاي لم يقل انا خلصتكم انا حررتكم بل يرجع الأمور كلها الى الله وفضله وتوفيقه وبقي يتحدث دائما بضمير الجمع نحن فعلنا ونحن نقول ونحن نريد ولا زال هذا المنهج واضحا سالما قويا ثابتا رغم الداء والأعداء واقفا متحديا مترفعا وان كان صدره مليئة بالجراحات والطعنات فلن يهمه كل ذلك ولم يئن او يشتكي او يتألم او ينحني ولم ينسحب عن المواجهة فحكيمنا عمار باق في الميدان والراية العلوية بيده في ارض الحسين صانعا كربلاء جديدة وبنفس شعاراتها هيهات منا الذلة ...
https://telegram.me/buratha