المقالات

جامعة الدول السعودية القطرية

822 08:09:00 2012-03-08

خضير العواد

الجامعة العربية كأي مؤسسة دولية تربط مجموعة من الدول بمواثيق وتعهدات منها المحافظة على المصالح العربية المشتركة , الدفاع المشترك , مساندة الدول العربية التي تتعرض الى مشاكل إن كانت سياسية أو إقتصادية , بالإضافة الى القضية المحورية للأمة العربية وهي القضية الفلسطينية ,ولكن عمل مؤسسة الجامعة العربية منذ تأسيسها عام 1945 وحتى هذه الايام نلاحظه في تراجع مستمر حتى فقد ثقة الشعوب العربية , وأصبحت إجتماعات القمم العربية فارغة إلا من الخطابات والكلمات المعسولة التي لا تحل ولا تربط بل مجرد كلمات مختارة بشكل جيد تناغم مشاعر وتطلعات الشعوب العربية , ولكنها مجرد كلمات متواجدة في القواميس العربية وتخرج بشكل أحرف مجردة من كل معنى حقيقي من أفواه القادة العرب الذي أبدى الكثير منهم الأستهزاء والأمتعاظ من هذه القمم التي لم تحقق حتى رغباتهم المتواضعة , لم تحقق إجتماعات القمم العربية أي نجاح يذكر في أي مشكلة تعرضت لها الدول العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية بل أصبحت الجامعة العربية غطاء لكل تخاذل وتراجع للدول العربية في هذه المسألة حتى أفرغت هذه القضية من كل قدسيتها ومحتواها لدى الشعوب العربية , وفي السنوات الأخير أصبحت تحركات الجامعة العربية تحركات مضادة لتطلعات الشعوب العربية بعد أن كانت تناغمهم في الماضي , لكن اليوم وبعد ضعف القوى المؤثرة في الساحة العربية كالعراق وسوريا ومصر والجزائر وأستحواذ دول الخليج وخصوصاً قطر والسعودية على القيادة العربية فهذه الدول مزقت الستار وبدأت تلعب على المكشوف وأعطت ظهرها للميثاق الذي تأسست عليه الجامعة العربية وحولت بنود ميثاقها الى النقيض فالدفاع المشترك أصبح الأستجداء والتوسل من أجل سحب الجيوش الغربية لضرب البلدان العربية التي لا تتفق معها , وحل المشاكل أصبح خلق المشاكل للشعوب العربية من أجل تنفيذ المخططات الغربية فيها , أما القضية الفلسطينية فأصبحت من القضايا المزعجة للجامعة العربية تريد بأي شكل التخلص منها , فقامت الدول العربية بقيادة السعودية بمحاصرة غزة وقطع كل شئ عنها حتى المواد الغذائية لكي تستجيب حركة حماس للشروط الإسرائيلية , أما سلامة الشعوب العربية فأصبحت من الأمور التي لا تعتني بها بل تتهاملها وهذا يظهر جلياً من خلال موقف الجامعة العربية الخجول إتجاه المجازر اليومية بحق الشعب العراقي , على الرغم بأن القاصي والداني قد أصبح على يقين بأن أغلب هذه العمليات الإرهابية مدعومة من قبل السعودية أما مادياً أو بأرسال الأرهابيين الى العراق , أما موقف الجامعة من ثورة شعب البحرين فكان متخاذلاً وجباناً وهو يغمض عينيه ويصم أذانه لكي لا يرى ويسمع قتل الشعب البحريني من قبل القوات السعودية المحتلة , وبالوقت نفسه تتصارخ الجامعة العربية بقيادة قطر والسعودية من أجل حرية وسلامة وديمقراطية الشعب السوري؟؟؟ وهذه الدول نفسها هي التي تقتل الشعب البحريني ونقذت الرئيس اليمني علي عبد الصالح الذي قتل ودمر الشعب اليمني ونصّبت لهم رئيساً بمهزلة إنتخابية , وهي ترشيح شخص واحد للرئاسة وعلى الجميع أن ينتخبوه هذه هي الديمقراطية السعودية والقطرية التي يريدها الغرب , أما الدول التي أطاحت بأنظمتها الدكتاتورية فلم تخلص من السعودية وقطر فقد سرقت الثورة المصرية ولم تلبي تطلعات وأهداف الشعب المصري والمال السعودي غير تركيبة مجلس الشعب المصري من خلال دخول الوهابية فيه بشكل قوي ومريب , أما ليبيا فقد بدوأ بتمزيقها من خلال إثارت المشاكل القبلية فهذه برقة تعلن الفدرالية من جهة واحدة, أما تونس فألمال القطري والسعودي يضخ هناك من أجل تغذية النعرات الطائفية وإبعاد الشعب التونسي عن قضاياه المهمة , والجامعة العربية لا يعنيها أي شئ فقط الوضع في سوريا وتبذل أقصى ما عندها من جهد من أجل تغير الحكم في سوريا ولم تترك أي طريق أو وسيلة أو حيلة من أجل إنجاح هذه المهمة علماً أن المستفيد الوحيد فيها هو الكيان الإسرائيلي , ولكن السعودية و قطر لا يهدئ لهم بال حتى يطمئنوا بأن الشعوب العربية قد قبلت بالكيان الصهيوني كبلد بديل عن فلسطين وهذا لا يتم إلا إذا تغيرت الحكومة السورية ومن ثم القضاء على المقاومة في لبنان وفلسطين , وقد بذلت السعودية وقطر مليارات الدولارات على الإعلام من أجل دعم مشاريعهم الخيانية من خلال قناتي الجزيرة و العربية اللتان لعبتا دوراً مهماً وخطيراً في تنفيذ كل المخططات السعودية والقطرية فكانت بحق حرب إعلامية من الدرجة الأولى والضحية الوحيد فيها هو الشعب العربي والمجرم هو من يقود هذه الماكنة الإعلامية الخبيثة . فمن المفارقات إطلاق أسم الجامعة العربية على هذا التجمع لأن كل ما يقوم به هو عبارة عن تحركات سعودية وقطرية ولا يعتني بأي مصلحة عربية بل المصلحة الغربية والخليجية وخصوصاً القطرية والسعودية هي التي يجب أن يعتنا بها , فإذا لم تتغير الجامعة العربية بإتجاه الشعوب العربية ومصالحها فيجب أن يغيّر أسمها الى جامعة الدول السعودية القطرية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــد مغير
2012-03-10
تسلم إيدك أستاذي خضير فعلا ً مقال رائع . هذه حقيقة الجامعة التي لا تسير إلا بخطى الباطل . تعسا ً لهم
قاسم بلشان التميمي
2012-03-09
الاستاذ خضير العواد مقال رائع واتمنى لك مزيدا من الموفقية ولكن اخشى عليك من بعض التعليقات (الاعرابية ، الافريقية) قاسم بلشان التميمي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك