عباس المرياني
تداولت وسائل الاعلام منذ بداية مطلع عام 2011 مصطلح ربيع الثورات الذي اطلق على الثورات العربية التي اطاحت بعدد من الحكومات العربية المعتقة، والتي اشعل فتيلها شاب [عربنجي] في مدينة بو زيد التونسية فاحرقت عرش زين العابدين بن علي في تونس مرورا بعميد الزعماء العرب وسيدهم حسني مبارك في مصر ثم اقتلعت القذافي بيوم ليس له مثيل من ليبيا وحملت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على جناح التنازل الى منفى لم يحدد بعد"؟ومراجعة بسيطة لنتائج ومعطيات ثورات الربيع العربي التي اشعلها بوعزيزي وزلزل عروش الطغاة من وراءه مارد جديد لم تحسب له الحكومات العربية اي حساب يسمى تويتر والفيس بوك الا ان النتيجة واحدة وهي انهيار الانظمة الديكتاتورية في المنطقة والبقية تاتي وان اختلفت النهايات بين القتل والهروب والسجن والمنفى".وإذا كان التقدم التكنولوجي هو من خدم ثورات الربيع العربي بعدان جعل العالم قرية واحدة.. اصبح فيها من المستحيل حجب الحقيقة بسبب انتشار وسائل الاعلام واصبح بالامكان الحصول على المعلومة بكل يسر وسهولة بالاضافة الى ان الدول الكبرى وصلت الى قناعة كاملة بضرورة التغيير وركوب موجة الثورات والمساعدة في الاطاحة باصدقاء الامس بعد ان انتهى دورهم وبالتالي فان عدم المشاركة باسقاطهم سيجعل هذه الدول وبالخصوص امريكا واسرائيل خارج قواعد اللعبة او قربها".لكن كل هذه الفرص لم تكن متوفرة في الانتفاضة الشعبانية التي جرت في عام 1991 والتي جاءت ردا على الهزائم المتكررة التي مني بها الجيش العراقي بسبب طيش النظام البعثي واستهتارة فجاءت الانتفاضة الشعبانية الصفعة المدوية التي سحقت كبرياء البعث ومرغت انفه في وحل الهزيمة في كل محافظات الوسط والجنوب ..بينما امتنعت عن السير في هذه الانتفاضة المباركة المحافظات البيضاء التي ينتمي معظم سكانها الى نفس الطائفة التي ينحدر منها طاغية العراق المقبور.بينما استفاد اقليم كردستان من دعم الغرب له فاعاد بناء تاريخه ومستقبله خدمهم في ذلك تطبيق خطوط الطول والعرض".ورغم عدم وجود الفيس بوك وتويتر او تطبيق الحضر الجوي كما حدث في الاقليم وتخلي امريكا عن دعمها للشعب العراقي بالاضافة الى وقوف دول الخليج العربية الى جانب صدام في سحق الانتفاضة الشعبانية"وهو الذي سحق الدول العربية بجبروت طغيانه وجعل ملوكها ورؤسائها مثل الجرذان" الا ان ابناء الوسط والجنوب بقيادة المرجعية المباركة في النجف الاشرف والتي كانت متمثلة بالامام الخوئي رضوان الله تعالى عليه ومن ورائهم ابناء المقاومة الاسلامية من ابطال المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في ذلك الحين وتشكيلاته العسكرية تمكنوا من تحطيم قيود البعث بكل قوة واقتدار واسقطوا نظرية الخوف القاتلة التي كان صدام يلتحف بها لاخضاع اهلنا وقدموا اغلى التضحيات التي لا زالت شاخصة امام جميع العالم الذي ادار وجهه لها والتي تمثلت في الاف المقابر الجماعية المكتشفة وغير المكتشفة".ان ربيع العراق سبق الربيع العربي بعقدين من الزمن واستطاع ان يقف وحده بوجه اعتى طاغية عرفه التاريخ وفتح الباب على مصراعية لمرحلة التحولات التي اطاحت بصدام ابتداءا قبل ان تطيح باقرانه فيما بعد".واذا كانت خيمة صفوان خيمة التخاذل والذل والهوان هي التي اعادت صدام ومكنته من سحق الانتفاضة الشعبانية بمساعدة امريكا ودول الخليج فبكل تاكيد ان دماء المجاهدين من ابناء شعبنا المبارك هي التي كانت نبراسا اضاءت ظلام ليل البعث الدامي والذي اسفر صبحه بتضحيات الابطال من ابناء تيار شهيد المحراب وابناء شعبنا الغيور ليصنع تاريخ العراق الجديد وان تأخر صبحه قليلا".
https://telegram.me/buratha