خميس البدر
عندما كنت طفلا كنت انظر الى عائلتي الكبيرة بإعجاب وسعادة وإعجابي كان بابي وأمي وكيف كانا يديران أمور هذه العائلة وتلبية متطلباتها وطبيعة الحال كنت اجهل كيف وبأي صورة وطريقة يتم ذلك المهم انا سعيد باني احصل على كل ما أريد وكانت هنالك منغصات لتلك السعادة تتمثل بفرض بعض الأمور وخاصة الأكلات وطعمها ولا احد يأبه باعتراضاتي وتذمري فالمهم ان الحالة مستورة اما الملابس فتخضع دائما لذوق يخالف رغبتي وفي أحيان كثيرة يخالف حتى رغبة العائلة فمراعاة المجتمع والخوف من النقد وتجنب الغيبة وهنا كنت أرى كثرة تذمر الأكبر سنا مني فبعضهم بدأ يلبس بصورة مختلفة وطريقة الحديث مع أبي بدأت تختلف وتقبله لحديثهم كان يختلف عن تقبله لحديثي وراحوا يخرجون بالنيابة عنه في مناسبات اجتماعية ويعتمد عليهم في أمور البيت وإتمام بعض متطلبات البيت وكذلك تفعل امي معهم ومع أخواتي وصاروا يحملونهم بعض متطلباتنا حتى ألعابهم بدت مختلفة عن ألعابي وكنت احسدهم على ذلك ولا زلت اذكر زواج أخي الأكبر وكيف أعطي حرية الاختيار وكيف كان يتصرف داخل البيت مع زوجته بكل استقلال فأمور زوجته يتكفلها هو ولا احد غيره مع دعم لم نكن نعلم به من قبل أبي وأمي وفرح الجميع بمولوده البكر كرار وبدأت الحياة تتجدد في بيتنا الصغير والذي كان واسعا فيما راح يصغر أكثر مما اضطرنا للبحث عن سكن أوسع كبرت وها انا انظر الى بلدي العراق كوطن ولشعبه كعائلتي الكبيرة وسعادتي تكبر عندما أرى إباءه في سعادة ويعتمدون على أنفسهم ويطورون قابلياتهم وحزني يستمر ويطول عند كل نظرة بؤس وحرمان ترتسم في وجه رجل كبير او امرأة او شاب عاطل عن العمل او طفل في تقاطع مرور يستجدي او يبيع الحلويات او ساحة مملوءة بالأنقاض والنفايات او مراجعتي للعاصمة بغداد لأتفه الأسباب والحجة ذاتها منذ عقود لم تتغير لا توجد تعليمات ..الوزارة ما تقبل ..مدير الدائرة في محافظتي لا يستطيع التصريح عن امور دائرته او يطلب احتياجات منتسبيها او يجيب المواطن عن سبب التأخير في انجاز المعاملة او إكمال المشروع القضية (مو يمه) فهي صلاحيات الجهات العليا وهل تدري تلك الجهات بهذه المعاناة او الاحتياجات طبعا لا المحافظ في محافظتي يدري ما تحتاجه بلدتي او القرية المجاورة لنا فما يدري الجهات العليا والمركز ..الحكومة المركزية تتحدث عن مشروع وزاري وتعليمات الوزارة تأتي لقضية مجهولة بالنسبة لها ومع كل هذه المسميات هذا هو حال بلديتي ومحافظتي وحال المواطن مع الحكومة المركزية مما اضطرها والمحافظات الأخرى لرفع الصوت عاليا منادية باللامركزية ومنهم من اضطر للمطالبة بتطبيق الدستور والمناداة بالفدرالية واضطرت بعض المحافظات ومن يدري لعل الحال يضطرها الى التطرف أكثر والمناداة بأمور غير دستورية والذنب ذنب المركز وسطوته المقيتة وتصرفاته العنجهية تجاه المحافظات وأبناءها رحم الله شهيد المحراب الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم كم كان عارفا بأمور العراق وسابقا للأحداث ولديه بعد نظر فيما يطرحه من مشاريع سياسية وخطابات لا أظنها الا خارجة من أعماق قلبه وعن يقين وقناعة بأنها حل مشكلة العراق ولم يساوم او يفرض رأيه بل كان يشخص المشكلة ويعطي الحل حيث كان يضع إصبعه على العلة ويعطي الدواء ويترك الأمر للجمهور وقناعاته فكم نادي وكم قال بان اللامركزية هي الحل للعراق ومشاكله وكان عزيز العراق قد أكد وفي أكثر من مناسبة على اللامركزية وما تعنيه من حل ناجع لمشاكل العراقيين فالفدرالية هي الخلاص للعراقيين وحل يرضي جميع الأطراف ولكن أنصاف المثقفين ودعاة الوطنية الزائفة وأصحاب المزايدات الرخيصة ومن لا يرى ولا يسمع الا لصوت الفئوية والانا النشاز وقفوا حجر عثرة بوجه هذا التوجه و زايدوا على تيار شهيد المحراب وراحوا يشنعون وينادون بالويل والثبور على وحدة الوطن فكان عزيز العراق كجده أمير المؤمنين عليه السلام ولسان حاله خطبته الشقشقية في نهج البلاغة اليوم وقد تبين الزبد مما ينفع الناس نرى عودة أهل العراق الى أصالة الموقف الى من لا يريد حمدا ولا شكورا فالقلب نفس القلب والهم نفس الهم والخطاب نفس الخطاب هذا هو سماحة السيد عمار الحكيم يغرد خارج سرب السياسيين ويعلو فوق الكل ويلملم الجميع وينظر الى الجميع بمستوى واحد فعنده العراق أولا كما كان شهيد المحراب وعزيز العراق يتبنى إعطاء صلاحيات أكثر لمجالس المحافظات وإتباع اللامركزية في أدارة الدولة العراقية وإعطاء الحقوق والابتعاد عن لغة المكرمات والهبات على أبناء البلد وأصحاب الخير وأهل الفضل والمنة ولا زلت اذكر كلمات شهيد المحراب عندما وطئت قدمه ارض الناصرية (لسنا أيتام لأحد نحن أيتام آل محمد عليهم السلام وسنبقى كذلك ) وعودا على بدأ تذكرت القرارات التي كانت تتخذ بسهولة داخل عائلتي وكل يتحمل مسؤولية اختياراته والجهد يوزع على الجميع والفائدة للجميع مثل الضرر فالكل يتحمله ولا احد يتنصل من مسؤوليته واختياراته فكان أبي لا مركزيا في أدارة البيت عرفت ذلك متأخرا ومتأخر جدا
https://telegram.me/buratha