عباس المرياني
لم يتبقى على موعد انعقاد القمة العربية في بغداد الا اسابيع قليلة دون وجود بوادر واضحة لرفض او قبول انعقاد هذه القمة من قبل معظم الدول والممالك والمحميات العربية فيما الجانب العراقي اعلن اكتمال استعداداته مع الجامعة العربية لاستقبال اصحاب الجلالة والنيافة وفق الموعد المحدد وهو نهاية اذار الجاري ".ورغم ان الأمنيات بانعقاد القمة العربية في بغداد "الغريبة" كبيرة لاعتبارات متعددة من اهمها انها تاتي في ظروف استثانية للعراق وللعرب خاصة بعد التغيرات الجوهرية التي تعيشها المنطقة والتي أطلت بقرنها على العديد من العواصم العربية بسبب الربيع العربي الذي أطاح بأباطرة الديكتاتوريات العربية في مصر ام العروبة وتونس الخضراء وليبيا القذافي ملك الملوك وقاتل الذباب بالاضافة الى علي صالح صاحب اقل الخسائر في بطولة التسقيط الفردي للملوك والزعماء العرب.كما ان القمة ستعيد بغداد الى احضان الجامعة العربية من اوسع الابواب في المرحلة المقبلة كحاضرة للدنيا بعدا ان حاولت الاقدار والحروب والعرب تحجيم دورها وتقليل شأنها وهي عقيلة العواصم العربية وهي الجديرة دائما وابدا بهذه القيادة لانها عرنين الشرف ومجد التاريخ واطلالة الحاضر والمستقبل ".ومع كل ما يمكن ان يقال عن بغداد وشرفها ومجدها ورغم كل الامنيات التي تختلج في صدورنا بلم الشمل وتناسي الاحقاد والضغائن الا ان واقع الحال يغني عن المقال فالعرب ليس على طرف واحد من الود مع العراق حتى يمكن لبغداد ان تكون جميلة في عيون الخليج ومصر وليبيا واليمن والاردن ويتجاهلوا ايام العراق الدامية بل على العكس فان الكثير من هذه الدول [ما عدى الصومال رغم انها لم تدعى الى القمة وموريتانيا وجزر القمر] تبحث عن حجج واهية لعدم الحضور وافشال انعقاد القمة في بغداد حتى تبقى القيادة خليجية قطرية لحين من الوقت ينتهي باكتمال الربيع العربي وعندها يكون حكم الاسد قد انتهى واسقط ما بيد حزب الله في لبنان وفرق العراق عن احبته وقزمة الجمهورية الاسلامية الايرانية عندها يمكن للعرب ان يقولوا لبغداد خذي القمة وتزيني بالبيانات والخطابات الرنانة التي تصدر باوامر مسبقة واصرفي المليارات واشتري او لا تشتري المصفحات فقد اشتفينا بثأر الوليد وابي حفص وابي تبارك والاهم ثأر ابي الحفرالقائد الفرار ".وستكون ذريعة الملف الامني هي الحجة الاقوى لدى الملوك العرب لعدم المجيء الى بغداد لانهم من فصيلة لم يخلق الله مثلها في البلاد وربما سيطالبون بيوم او يومين لم تسيل فيهم الدماء وواقع الحال ان القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية وكالة بالاضافة الى وزير الدفاع وكالة ومدير الاستخبارات وكالة ومدير صنف المدفعية وكالة ورئيس القوة البحرية وكالة سيعجزون عن تقديم جواب شافي عن الملف الامني المتدهور فالسبت دامي والاحد دموي والاثنين والثلاثاء اكثر دموية والاربعاء الخميس والجمعة ايام سوداء دموية عندها لم يبق يوم يمكن ان يبعث الاطمأنان في قلوب الملوك من اجل الحضور الى بغداد الا اذا تم جعل الاسبوع ثمانية او تسعة ايام شرط ان يتم الاعلان عن هذا الخبر يوم وصول القادة العرب لان الجماعات الارهابية المسلحة قادرة على ان تجعل ايام العراق كلها دامية في ظل غياب التخطيط الصحيح لبناء منظومة الدفاع مع ضعف الجهد الاستخباري ووجود حالات الاختراق والفساد المالي والاداري".ان ما جرى في حديثة قد يكون القشة التي ستقصم ظهر الحكومة العراقية في افشال مساعيها لعودة واستعادة العرب الذين يبحثون عن اي ذريعة ولا اظن ان هناك ذريعة اقوى من ذريعة التدهور الامني حتى يقول العرب لبغداد معذرة فدمائنا غالية اكثر من ان نمنحك صك العودة والظفر بصولجان القيادة وما عليك الا الانتظار حتى يتم تعيين وزيري الدفاع والداخلية وهم بهذا لن يعودوا الى بغداد ابدا ؟؟
https://telegram.me/buratha