أحمد عبد راضي
الحديث عن قمة بغداد وصل الى مراحله النهائية، فالتحضيرات قائمة على قدم وساق والمسؤولون عن الملف يعملون على وضع اللمسات الأخيرة، وبينما يعلن القادة العرب (بقضهم وقضيضهم) عزمهم حضور قمة بغداد نزولا عند رغبة الدولة الديمقراطية الأولى المتمتعة بنسمات الربيع العربي، ينبري (الشيخ) حارث الضاري متحدثا باسم هيئة علماء السنة ليحذر وينهى عن حضور القمة باعتباره -واقصد الحضور- إضفاء مشروعية لنظام غير مشروع على حد وصف وتعبير الضاري. وللحديث عن مدى صدقية دعواه لابد من الوقوف عند بعض الأمور التي تتعلق بمسألة المشروعية:أولا: فيما يخص حضور العرب الى قمة بغداد لم ولن يكون سابقة او حدث جديد على القادة العرب فقد عقدت قمم كثيرة في أوضاع امنية وسياسية اكثر سوءا من تلك التي يشهدها العالم العربي الآن وبالتالي فإن الأصل في قضية حضور القمة من عدمها هو الاستجابة والتواجد في القمة اينما ومتى ما عقدت.ثانيا: لا يمكن وصف الوضع الحالي للعرب بالمثالي، لكنه وكما يجب أن يعرف الضاري أفضل بكثير مما كان عليه قبل سنوات اذا تكلمنا عن المشروعية التي منحت لعدد من القادة العرب الذين تسيدوا شعوبهم بفضل الربيع العربي المشروع وحتى بنظر الضاري وغيره ممن يعدون أنفسهم دعاة للتحرر ونبذ العبودية وعبادة الاشخاص كما قالوا وصرحوا في اكثر من مناسبة.ثالثا: الضاري وغيره اثبت بالدليل الواضح انه من الغباء بمكان بحيث لم يحسب حساب ما ستؤول اليه الامور بعد القمة فقد وضع نفسه في مأزق سوف لا يحسد عليه، لأن حضور العرب الى بغداد بات أمرا واقعا وشيكا شاء الضاري ام أبى، وبالتالي فإن مواقف ما بعد القمة ستكون على الأقل من جهة الضاري وهيئته سلبية ولا يمكن وضعها في خانة الاعجاب او الرضا، خصوصا عن رجل خرج من بلده ليستجدي عطف المناوئين للعراق الجديد للوقوف معه ضد وطنه وشعبه.رابعا: يعرف الجميع ان وراء اعلان حضور البعض الى بغداد أسباب ومسوغات كثيرة قد يكون جزءا كبيرا منها -واقصد المضمر- ليس لصالح "حكومة بغداد" كما يسميها بعضهم وإنما للولوج داخل الخيمة على قاعدة ان تكون داخل الخيمة أفضل من ان تكون خارجها، وهذا أمر يقره الجميع فمواقف بعض من اعلنوا حضورهم القمة كانت واضحة ومعلنة فهي منذ سقوط النظام في العراق وقفت موقفا معاديا للتغيير وترحمت على الماضي كثيرا وترجمت هذا بوسائل وأساليب عدة من بينها الانتحاريون وسياراتهم المفخخة ومن بينها ايضا الأموال التي تصل الى (المجاهدين) كدعم او كهدايا.القمة العربية أخيرا ستعقد في بغداد وسيحضرها العرب وربما ستقر فيها بعض المقررات ولكن الأهم من هذا ان العراق اليوم يحظى بمشروعية دولية "قسرية" لو جاز التعبير سيكون آخر من وقع على بنودها هم إخواننا العرب.
https://telegram.me/buratha