المقالات

سرطان المؤسسات .... وعطر النزاهة !!

896 16:10:00 2012-03-06

حميد سامي

المهمة الرئيسية التي يتوجب على الحكومة معالجتها بحزم هي قضية الفساد الإداري فالفساد الإداري يعتبر بمثابة مرض السرطان الذي يصيب المفاصل الحكومية في البلد ولا يقل خطورة عن مرض الإرهاب وبعد سقوط النظام البائد توقع المواطن بأنه تخلص من هذا المرض ولكن ما يؤسف له مازال السرطان يأخذ مجراه والمواطن في حيرة ويتساءل عن الحل والحلول ولا يزال متشائم بالمستقبل في ظل وجود هذا الفساد الخانق .وانأ اتساءل كسائر الموطنين متى نتخلص من هذه الافة والمستفيدين منها على حساب الشعب العراقي ومتى نشم رائحة النزاهة وعطر الإخلاص في دوائرنا ولماذا يتلاعب البعض باموال المضطهدين والأيتام والأرامل وعوائل الشهداء والمسحوقين من أبناء جلدتنا ؟ألا يكفي ما رأيناه في صفحات تاريخنا من دمار وخراب وفقر .ولماذا لايحس المسوؤلين بان هذه الأموال أمانة في أعناقه وأنها ملك عام ولا يجوز لهم سرقتها والتصرف بها بما تشتهي انفسهم .والفساد في العراق يتخطى حدوده المعقولة ليتجه إلى ابعد نقطة في الخيال .فاليوم في النظام العراقي الحديث صار جميع المسوؤلين القدامى والجدد في قفص الاتهام على قدم وساق فمن هو المتهم ومن هو البريء؟ومن يتحمل مسؤولية التلاعب بمصير شعب لم يكن حظه مع حكومته الحاضرة بأوفر من حظه مع حكومته السابقة؟وهل هناك من يستطيع أن يوقف عجلة الفساد المستشري في جميع مفاصل الدوائر الحكومية ومؤسساتها أم أن المسالة خرجت من أيدي الجميع ولم يعد بوسع احد أن يحرك ساكناً؟وتشترك الأحزاب السياسية والشخصيات السياسية المشاركة في الحكم أو المتحالفة معها .ومنها شخصيات سياسية ذات صيت في عمليات غير مشروعة تساعد في الشروع على أعمال فساد وإفساد للمؤسسات الحكومية .وقد هيئا الفراغ السياسي والإداري الذي خلفه سقوط النظام البائد فرصة ثمينة لتشكيلاته الحزبية البعثية لأن تملا الدوائر الحكومية بالموظفين المنتمين أو المتعاونين معها من خلال التوافق السياسي فيما بينها وتكون غالبية الأحزاب والشخصيات السياسية لا تمتلك كادراً سياسياً بحجم الكادر المطلوب لتشغيل مناصب أدارية جديدة فان بعض الأحزاب عمدت إلى فتح باب الانتماء إلى خطها . وقدمت عدة مغريات للجماهير من أهمها الوعود بالتوظيف ألا أن أعضاء بعض الأحزاب من تولوا طلبات التوظيف حرفوا مهمة التوظيف عن مسارها الصحيح واخذوا يتعاملون بالرشوة مقابل كل طلب يتقدم به المواطن العاطل عن العمل كما لعبت العلاقات الشخصية والحزبية والعشائرية في ملفات التوظيف دوراً غير مسبوق فقدم بعض الشخصيات السياسية المرموقة أبناءه وأقرباؤه وأبناء عشيرته والمقربين له لتولي مناصب وزارية عالية دون مراعاة الخبرة والكفاءة المطلوبين في شغل هذه الوظائف ووكل بعض هذه الشخصيات أدارة الشؤون الأمنية لأقربائه وحزبه !كما تدخلت الأحزاب والشخصيات السياسية بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الاستحواذ على مشاريع اقتصاديه كبرى بالتعاقد مع الشركات الخارجية التي انيطت بها مهمة من مهمات الأعمار في العراق وقد فرضت الشخصيات الحزبية في أنحاء العراق على الدوائر الحكومية مثل مديريات التربية والصحة أسماء معينة تنتمي لاحزابها وخصوصا حزب الدعوة الحاكم . بينما ظل الكثير من العراقيين من ذوي الكفاءات عاطلين عن العمل قال تبارك وتعالى(وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك