خميس البدر
درج الحديث عن العراق بأنه بلد يشايع علي منذ ان وطئت قدم الإسلام أرضه واستنشقت أجواءه نسائم الدين المحمدي الحنيف وصار ذكره ملازما لذكر آل البيت عليهم السلام ولا تكاد تفرق بين الاثنين فالعراق يعني علي والحسين وكل تلك الرموز الكربلائية التي يأبى الدهر ان ينجب مثلها الا من هذا الطين وهذا التراب وماء دجلة والفرات ورغم كل ما قيل عن العراق ومحاولة مسخ هويته او التقليل من شانه او تشويه سمعته وتحريف تاريخه الا انه يأبى الا ان يكون علوي الانتماء حسيني الهوى والمزاج والتكوين والذي جرى على العراق من محن والآم لا يبتعد عن هذا المعنى والولاء للرسول محمد صلى الله عليه واله الأطهار وحب علي عند العراقيين عشق بجنون كما كان الظلم لهم بجنون وفاقت صنوفه الخيال والأساطير ضريبة توازي حبه لعلي وافتح وتصفح تاريخه من أين أردت وأنى شئت تجد مصداق هذا وبدون مبالغة ولست هنا في بحث عن العراق او تاريخ التشيع او حب آل البيت من عدمه بقدر ما نعنيه ا ن أهل هذا البلد جلهم وأغلبيتهم من هذا اللون من البشر لكنهم حتى الأمس القريب مغيبين لا يراد لهم الا ان يخالفوا فطرتهم وتركيبتهم وان تحدثوا جاءتهم التهمة الجاهزة والوسام الطائفي حتى بات أبناءه يخشون الحديث في هذا الموضوع اليوم ولقد ولى ذلك الزمن وعاد الحق المضيع الى أهله لا يريد أبناءه الا الانصاف00 والانصاف00 من من ؟من أبنائهم وإخوتهم ممثليهم الذين اعتلوا قيادة هذا البلد من اختاروهم وأوصلوهم الى هذه المناصب بدمائهم بتضحياتهم قبل الحبر البنفسجي وصناديق الانتخابات وقد يغفرون كل تقصير في الأرزاق والخدمات ويصبرون حتى تتحقق لكن لن يغفروا أي تهاون أو مزايدة على شخصيتهم وهويتهم التي حاربوا وظلموا من اجلها كل هذا الظلم ولحقهم كل هذا الحيف وكانوا يرزحون تحت اعتى دكتاتورية كيف وهم ألان يعيشون بدولة أسسوا أساسها وقدموا لها كل التنازلات واستبيحت كل مقدساتهم من اجل حمايتها وبناء أركانها ولازالوا يرون من ظلمهم ويحاورنه بالتي هي أحسن ويتعاملون معه على قدم المساواة لا الإقصاء والتهميش فاتحين قلوبهم واكفهم لطوي صفحة الماضي البغيضة اليوم بلدهم يشهد أقامة القمة العربية محفل أعطوا من أموالهم وجهدهم ووقتهم وسياستهم الشيء الكثير لإنجاحه لبلدان أصبحت تحاكي تجربته الديمقراطية دول تخطو خطواتها الأولى في طريق الألف ميل الذي تجاوز العراق ثلثيه فهم يردون بلدهم بهويته الناصعة البياض بشخصيته المرفوعة الرأس لا بهوية هجينة ورأس كرأس ألنعامه بلد علي يجب ان يكون لابي تراب قدره وشانه دماءه التي أريقت في محراب مسجد الكوفة يجب ان تكون نبراسا لدول الربيع وقمة بغداد التي طال انتظارها فيجب ان يكون المقام يليق بهكذا مناسبة والحضور العراقي بهذا النفس والوزن والمستوى فلا مزايدة ولا تجاذبات جانبية او عناوين اقل من الهامشية وكلنا ننظر الى هذه القمة بان تذيب جبال الجليد بين الأخوة العرب فنحن امرا واقعا مفروغا منه ونطرح حلول لمشاكلنا في هذه القمة وان لا تتحول الى خطابات إعلامية فالحقوق تؤخذ ولا تعطى نريد ان يكون الملف العراقي حاضرا وبقوة وان ينتقل هذا البلد الى مرحلة وصفحة جديدة تؤكد بان تضحياته لم تذهب سدى فالأمانة ثقيلة والمسؤولية كبيرة لكن نحن في هذه القمة اما نكون او لا نكون وليأخذ العراق زمام المبادرة ودوره الريادي في منظومته العربية وإطارها القمة العربية قمة بغداد فأهلا بجميع الحاضرين في عراق علي والحسين عراق الإسلام والعروبة.
https://telegram.me/buratha