حيدر عباس
لو استطلعت راي الشارع العراقي من الشمال الى الجنوب وسألته عن الاشياء التي قدمتها الجامعة العربية للعراق خلال السنوات التي تلت سقوط نظام صدام المجرم فسيأتيك الجواب لا شيء غير التأمر والخذلان والاستهداف ولو سألته ما الذي يمكن ان يقدمه العرب الى العراق اذا ما التئم شملهم في بغداد نهاية الشهر الحالي في قمة بغداد فسياتيك الجواب ان شملهم لن يلتأم وانهم لن يحضروا واذا حضروا لن ينفعوا واذا نفعوا لن يفوا".ورب قائل يقول ان وجود العرب الى جانب العراق وعودته الى حظيرة الأعراب ستمنحه قوة كبيرة تعزز شرعية نظامه السياسي الديمقراطي المتنوع وتوقف الاصوات التي تعزف على وتر الطائفية اوالتي تتباكى على اطلال الماضي وعلى ارث البعث المسلوب".وقد يحاول البعض ان يتناسى مرارة السنوات الماضية التي أعقبت سقوط صنم بغداد وما تركه الاشقاء من جراح في جسد العراق العزيز ويتقدم خطوة الى الامام ليحتضن حمد وخليفه وابن سعود ورئيس جزر القمر والمرزوقي وعبد الجليل ويصنع مزيجا من الاصالة والحداثة في ترحيبه بالاخوة الاشقاء عندما تطأ اقدامهم المباركة ارض العراق".ورغم ان حرارة الاشتياق والمحبة والاحتضان هي مجرد امنيات قد لا تتحقق على ارض الواقع لان الاشقاء قد لا يأتوا الى بغداد بسببب الظروف الامنية والشيعية والسنية او لان البرلمان العراقي لم يتفق بعد على شراء المصفحات المخصصة للضيوف الكرام ومعلوم ان الحديث عن المصفحات والحاجة اليها يعني ان الاوضاع الامنية في العراق ليست على ما يرام وهذا عذر كافي لان يبقى العراق بحسرة وألم على لهفة اللقاء ".وقد يكون شيخ الارهاب حارث الضاري الوحيد الذي سيشذ عن قاعدة التوقعات وانه على يقين من حضور الملوك والرؤساء واصحاب النيافة والسعادة الى بغداد خاصة بعد خروج اخر جندي امريكي محتل ومعلوم ان الاشقاء العرب يكرهون الامريكان ويلعنون الصهاينة في السر والعلن ".ولانه شبه متاكد من حضور اصدقائه وابناء عمومته اصحاب الجلالة والنيافة الى بغداد دعا الضاري اليوم الجميع الى عدم الحضور الى بغداد لان حضورهم تجني على التاريخ وتكريم لاذناب المحتل الذين لا ينتمون الى العرب والعروبة ".كما اعتبر رئيس هيئة المجرمين ان الحكومة الحالية فاقدة للشرعية وانها في طريقها الى الانهيار والزوال وان الجماهير العربية على وشك تحقيق كامل الاهداف في الوحدة والحرية والاشتراكية وما على وزير خارجية قطر الا الدعوة لسحب السفراء من العراق واللجوء الى الامم المتحدة وتسليح المقاومة الشريفة من اخوة صابرين وفرض الحصار الاقتصادي حتى يتم النصر وما النصر الا من دولة قطر الشقيقة".
ان استمرار الضاري بمنهجه المعادي للعراق يمثل بضاعة كاسدة لا يمكن تسويقها باي ثمن بخس وان حضور العرب من عدمهم الى العراق ليس بالامر المهم جدا حتى يعول عليه الضاري كل احلامه واحزانه فبغداد تجاوزت المحن وان الدور الان على الدول العربية ..وهم احوج ما يكونوا الى بغداد وتاريخها وحضارتها وتجربتها الرائدة".
https://telegram.me/buratha