صلاح جبر
قد أحكمت حلقات العزلة على المجتمع العراقي فلم يعد يرى وعلى مدى أربعة عقود سوى شعارات البعث الكاذبة ثم خطابات الأرعن صدام ووجهه القبيح ،فقد شدد الدكتاتور على نظرية ( الغلق الجمعي للمجتمع ) .وحاول الهاء المجتمع بشتى الطرق وكانت أشدها وقعاً طريقة تجويع العراقيين للحد الذي أصبح الإنسان العراقي عبارة عن آلة تعمل ليل نهار ولاهم له غير توفير لقمة العيش لعياله وبذلك استقر بصدام النوى وألقى عصاه حتى جاء أمر الله فقلب به سافله عاليه وأخرجه لم يكن العراقيين قبل العام 2003 يعرفون الكثير من المفاهيم لسبب طبيعي أن السلطة العفلقية بقيادة المقبور صدلم حسين من القصور إلى الجحور ليضرب به مثلاً للذين من بعده لعلهم يتقون ، وبعد أن جاء أمر الله اشرأبت أعناق العراقيين ومنوا النفس بنظام يعيد لهم كرامتهم ويشعرهم بالجزئية من هذا الوطن الذي سلبهم كل شي في عهد المقبور سالف الذكر ، وفعلاً تم لهم كتابة دستور بماء الذهب أذا جاز لي الوصف على الرغم من بعض الملاحظات عليه من قبل إخوة في الوطن قابلة للأخذ بها كون الدستور ليس نصاً ألهيا ، غير أن ما لم يكن في الحسبان أن ينقلب المالكي على الدستور ويجعله حبر على ورق أسوة بالدساتير العراقية التي سحقتها بصاطيل العسكريين فيما بعد بالبيان رقم واحد!! الذي ظل يورق أذهان العراقيين بسبب ماعانوه من تبعات تلك الانقلابات غير متعظ بما آلت اليه نهايات الأنظمة الدكتاتورية التي سبقته وآخرها نظام من مهر مذكرة إعدامه بتوقيعه! ترى ما الذي يجعل المالكي يفقد الذاكرة ؟ هل هي السلطة وامتيازاتها ؟أم أشياء لم يطلع عليها العراقيين بسبب تجربتهم الديمقراطية الجديدة ؟ فالعراقيين سمعوا أن اخطر أنواع الدكتاتوريات هي التي أنتجتها الديمقراطيات ! ولكونهم لم يعا يشوها بسبب النظام الشمولي الدكتاتوري في العراق أبان النظام السابق توضحت لهم بعد ان لمسوها مصاديق على ارض الواقع من خلال الإصرار الحكومي بقيادة المالكي على عدم الاعتراف بالنظام المركزي وتسويف قرار توسيع صلاحيات المحافظات وهن الضمانة الوحيدة على تقديم الخدمات وتطوير المحافظات دون الرجوع الى المركز والذي افشل الكثير من المشاريع التي تخدم المحافظات بسبب روتين المخاطبات بين المحافظات والمركز وبالتالي يواجه بعقبة انتهاء السنة المالية ويؤجل الى السنة اللاحقة وهكذا كتابنا وكتابكم والخدمات تشهد تراجعاً خطيراً وصل بإحصائية أخيرة تراجع إنتاج قطاع الكهرباء مثلاً (1000 ) ميكا واط عما كان عليه قبل تغيير النظام عام (2003 )!
https://telegram.me/buratha