احمد عبد الرحمن
ليست المرة الاولى التي يتواصل فيها رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم مع ابناء شعبه من مختلف الفئات والشرائح، ويتحدث اليهم عن قرب بكل صراحة ووضوح، ويسمع منهم ويصغي اليهم بكل اهتمام.لم تكن جولته الميدانية الواسعة والكبيرة في محافظة البصرة شيئا جديدا، بل ان مثل ذلك التحرك الشامل والمتعدد الجوانب والابعاد، مثل واحدا من ابرز واهم منهجيات واولويات وثوابت تيار شهيد المحراب في التواصل مع الامة.ولكن ما ميز زيارة السيد عمار الحكيم الاخيرة لمحافظة البصرة، هو انها غطت مساحات وميادين واسعة وكبيرة ، وعناوين اجتماعية واسعة ومتنوعة، وتضمنت احاديث وحوارات ونقاشات اتسمت بالوضوح والبساطة والعفوية بعيدا عن السياقات البروتوكولية التي الفها الناس واعتادها على التقيد بها السياسيون.ان ابعادا سياسية وانسانية واجتماعية مهمة انطوت عليها جولة السيد رئيس المجلس الاعلى في محافظة البصرة.والابعاد السياسية تمثلت في جانب منها بشرح وتوضيح مجمل الاوضاع السياسية الراهنة في الساحة العراقية لمختلف الناس الذي التقاهم والنخب التي اجتمع بها، ذلك الشرح والتوضيح الذي يعد مهما الى حد كبير لانه يتيح للجمهور الاحاطة بمجمل الاحداث والوقائع السياسية على حقيقتها.والابعاد الانسانية تمثلت بتفقد اعدادا كبيرة من ذوي الشهداء والارامل والاتيام والمتضررين السياسيين من العهد البائد، والعوائل المحرومة في المناطق المعدمة، والوقوف عن كثب على حجم المعاناة التي تعيشها تلك الفئات والشرائح، ومقدار الظلم والاضطهاد الذي تعرضت له في عهد النظام الصدامي البائد، والاهمال وعدم الاهتمام الذي ظلت تعاني منه حتى بعد سقوط ذلك النظام.والابعاد الاجتماعية في تلك الجولة تمثلت في الالتقاء والتواصل مع مكونات واجتماعية مختلفة كالعشائر والنساء والطلبة والشباب والمثقفين والاكاديميين ورجال الدين، وطرح هموم ومشكلات وطموحات وتطلعات وافكار ورؤى كثيرة. وجدت لها افقا واسعا وفضاءا فسيحا، واذان صاغية، ومشاركة وجدانية من قبل السيد عمار الحكيم.ولعل هذه المنهجية في التعامل والتعاطي والتواصل مع ابناء الشعب العراقي بصرف النظر عن توجهاتهم ومستوياتهم واعمارهم وخلفياتهم الفكرية السياسية، تعكس عمقا في الفهم، وتقديرا لاهمية الرأي العام، وضرورة اشراك الجميع في بناء البلد واصلاح اوضاعه، وتصحيح مسيرته الخاطئة التي دامت عقودا طويلة من الزمن.
https://telegram.me/buratha