بقلم سليمان الخفاجي
قيل في الشعر... (كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ .... والماء فوق ظهورها محمول) ولا أجد أفضل من هذا البيت وأكثر أدب ولياقة بانطباقه على حال البصرة وما عانته وتعانيه وإذا كان سابقا هنالك عذر او سبب وجيه أو منطقي لبقاء البصرة على حالها ودمارها فلا ادري أي عذر اليوم لبقائها تحت وطأة الفقر والعوز سوى جور المركز والنظرة الضيقة والحسابات الفئوية والمصالح الشخصية والفساد الذي بات ينخر جسد مؤسسات الدولة العراقية والكل ينادي بمحاربته فمدينة مثل البصرة بكل ما تتمتع به من إمكانيات طبيعية وبشرية من المفروض ان يكون حالها غير الحال الذي تعيشه اليوم وان يكون واقع أبنائها يشابه حال واقع ما يجاورها من الدول الأخرى في الخليج لتشابه البيئة والثروة الافتراضية وان كانت تزيد عنهم بكثير وان يكون حالهم أفضل حال من كل أبناء المحافظات الأخرى حتى العاصمة بغداد لكن هذا الكلام لا قيمة له بالنسبة لأهل البصرة فالواقع مرير وكل هذه الأحاديث لا تتعدى ان تكون بذر الملح على الجرح فيزداد صاحبه الم وحرقة وحسرة ولعرض هذه الحقائق فالبصرة تصدر أكثر من 70% من النفط العراقي وهو عماد الميزانية الاتحادية وفي البصرة المنفذ البحري الوحيد للعراق وفيها جامعتها التي تعد من اكبر وأقدم الجامعات في العراق وتحوي مصانع البيتروكيمياويات والغاز والمصافي الورق وكثير من الاختصاصات التي تنفرد بها عن باقي المحافظات وهناك أيضا مزارع الخضروات والتي تغطي السوق المحلية وتعتمد عليها الدولة العراقية في الأمن الغذائي لفترة من السنة كما الحال مع بساتين النخيل والثروة السمكية أيضا كبرها وحدودها التي ترتبط بثلاث دول مجاورة عدد سكانها الكبير كثاني محافظة بعد العاصمة في نسبة السكان تاريخها وميراثها الحضاري والذي تشترك به مع مدن هذا البلد المبتلى والقائمة تطول فنحن نتحدث عن البصرة أي عاقل تعرض عليه هذه البيانات وان كانت عامة وغير مدعمة بالأرقام فلا اعتقد بأنه يشك في كون أبناء هذه المدينة من الأثرياء وان شوارعها معبدة بالذهب بينما هم يتحسرون على أمبير كهرباء أو شربة الماء العذب لان ماء البصرة ترتفع فيه نسبة الملوحة ومن يغير الواقع فلا مصبح الوائلي وعصابته التي أثريت من خيرات البصرة وحولو فضيلة النفط إلى وكر من أوكار الرذيلة ولا الدعاة الذين صوروا لأبنائها القانون وصولته بالمنقذ الخارق فهاهم يمنعون عباد الله من ان يديروا أمورهم بأنفسهم فدولة القانون لا ترحم ولا تخلي رحمة الله تنزل لا تقبل بالحل الدستوري الفدرالية وتحسبه تقسيم ولا تقبل بإعطاء صلاحيات لأبناء المدينة وهم منهم ولا تقبل بتحويل مستحقات المدينة من البتر ودولار أو زيادتها لتبقى الحال معطلة حتى تأتي المكرمة والصيف على الأبواب وأجواء البصرة وما إدراك ما أجواء البصرة احد الحلول الترقيعية هو عقد مجلس الوزراء في البصرة والنتيجة ذر الرماد بالعيون أين الحل ؟؟ نعم جاء الحل قبل أيام خلال زيارة السيد عمار الحكيم ومناداته بجعل البصرة عاصمة العراق الاقتصادية وان تأخذ هذه المدينة استحقاقها ويتنعم أبنائها بخيراتها حالهم حال أبناء العراق الذين يعيشون من خيرها ومالها وهذا أمر مشروع والذي يعد جزء من حقوق واستحقاقات أبناء هذه المدينة كما انه سينعكس بالخير الوفير على العراق فبدل ان تتركز الدولة وتضخم المؤسسات والوزارات في بغداد وبدل ان تحتار الحكومة في أقامة أي محفل أو استحقاق للعراق كما هو الحال في القمة العربية اليوم سيكون قيام هذه العاصمة الاقتصادية متنفس للحكومة والوزارات ليمنح لها حرية اكبر وحلول اشمل لكثير من المشاكل الراهنة لكن من يسمع ومن يجيب نزل هذا المشروع وهذا الطرح على قلوب البصريين بالراحة والأمل وخاصة الطبقات المحرومة بان مشاكلهم ستحل بمجرد التفكير بهكذا أمر ناهيك عن استبشار أرباب الاقتصاد والتجارة فهم يعرفون ما هي نتائج نجاح هكذا مشروع وتبنيه من قبل الحكومة أو الحكومة المحلية فيها وهي بصرية بالتأكيد وربما تحدث آخرون عن ان هذا المشرع يجب ان يرى النور قبل خراب البصرة وان البقاء تحت رحمة المكرمات الحكومية هو الخراب بعينه فيا أبناء البصرة أتاكم الحكيم بخلاصكم فلا تفوتوا هذه المرة فرصتكم وخياركم كما فوتم فرصة ان تتحول البصرة إلى إقليم تحت عناوين ومخاوف غير واقعية وأجندات وتحليلات عفى عليها الدهر همها ان تبقى محافظتكم بقرة حلوب وممول دائم لميزانيات الوزارات الانفجارية ومشاريعها الكارتونية والتي لا ترقى إلى مستوى عمل بعض المقاولين والشركات المحلية عملا وتخطيطا وتنظيما نعم جاءكم الحكيم بالحل والخيار لكم فلا تجعلوه بيد غيركم جاءكم الحل قبل خراب البصرة فلا تنتظروا نداء المكرمات وانتم جربتم الجميع فجربوا انفسكم واعتمدوا عليها ولو مرة واحدة انتم أصحاب المنة فلا يمن عليكم احد وانتم أصحاب الخير فطالبوا بكامل نصيبكم من الخير الذي يشمل الجميع ألا انتم وهذه رسالة إلى دولة رئيس الحكومة أتاكم الحكيم كما عرفتموه دائما فلا تفوتوا الفرصة بحجة المركزية وقوة الدولة المركزية التي اكتويتم بنارها انتم قبل غيركم وقوة الدولة يصنعها أبنائها إذا تنعموا بخيراتها وجربت من الذي يحمي العراق والحكومة والدولة ومؤسساتها أيوجد غير أبناء هذه المدن فيا دولة الرئيس نتمنى ان ترفع وصايتك عن هذه المدن أو عن رفاقك ممن اخترتهم أنت لإدارة هذه المدن ليبيضوا وجوههم أمام أبناء جلدتهم وليتحمل الناس نتائج أعمالهم مثلما تحملوا نتائج اختيارهم لك ولا زالوا يتحملون وتحملوا نتائج أقرارهم الدستور الذي ساهمت في كتابته وألان تتنكر لمبادئه و بنوده !!!
https://telegram.me/buratha