الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
الشعب العراقي طيب وعلى (نياته) واعتقد انه لا يوجد احد يخالف هذا الرأي مع الاخذ بعين الاعتبار ان هناك نفر قليل ربما يخالف هذا الرأي ، وصفة (طيب) هي دون ادنى شك عبارة مدح لهذا الشعب ولكن اذا ما وصفنا سياسي ما بأنه (طيب) فأن الامر يختلف وربما يحسب على السياسي وينأى به بعيدا عن الحنكة السياسية والدراية بأدارة امور الدولة .حتى وقت قريب جدا كنت اظن ان السياسيين في بلادي لا يملكون صفة (طيب) وانا باعتقادي وظنوني هذه لم اقصد ذمهم بل على العكس فانا اقصد مدحهم والاشادة بهم ، ولكن ما الذي جعلني اقتنع بنسبة كبيرة ا ن السياسيين في بلادي او على الاصح اغلبهم يملكون صفة (طيب) واتت قناعتي هذه بعدما رأيت بأم عيني وسمعت (بأم اذني) تصريحات الكثير من رجال و(نساء) السياسة في بلادي وهم يتكلمون بنشوة وزهو عن (القمة العربية) المزمع عقدها في (بغداد الرشيد) حسب قول اعراب البادية وربيبي الحانات (الباريسية) وعراة البحر والغابات الافريقية ،لقد غاب عن الطيبين من ساسة البلاد ان الذين سوف يجتمعون في قمة العربان وانا اشك في اجتماعهم الا اذا اراد عمهم الكبير عبر البحار والمحيطات ، لان ارادة العم امر وواجب الانصياع له كما يصاع الجمل لرعاة الجزيرة الذين اصبحوا بأمر العم الكبير امراء وملوك بعدما كانوا ولا زالوا اعراب (حفاة) واقصد بمفردة حفاة انهم دون فكر او ارادة انهم كأنعامهم يأكلون ويشربون الى فترة محددة حيث يتم اقتطافهم عند نضجهم.و حقيقة انا متحير واريد ان اعرف ما الذي سوف يجنيه الشعب العراقي من عقد قمة الاعراب على ارضه ونحن كلنا نعرف ان جميع القمم العربية التي عقدت وسوف تعقد لا تقدم ولا تاخر او على الاصح تاخر ، فلو عقدت هذه القمة في بغداد فاننا سوف ندفع الثمن غاليا واغلى ونحن بدأنا فعلا بدفع فاتورة ثمن عقد القمة حيث شهدت بغدادنا عدة انفجارات راح ضحيتها اطفال وشيوخ وعجائز وشباب وراح ضحيتها املاك عامة وخاصة وراح ضحيتها خوف وقلق مستمر وليس هذا فحسب فكلنا ندفع الثمن يوميا عند ذهابنا الى عملنا حيث الطرق المغلقة ومئات وربما الاف نقاط التفتيش التي لاتغني عن جوع او خوف ، واعتقد ان المستفيد الوحيد من عقد القمة هو بعض رجال السياسة لينتهي الامر برجل واحد او اكثر بواحد حيث الهدف المنشود وهو (قطعة مذهبة) موضوعة على ميز انيق مكتوب عليها (الرئيس) حيث يجلس هذا الرئيس ملكا على الاعراب والرعاة والعراة وهو يعلم في داخل نفسه وهم يعلمون كيف يكون رئيس الاعراب وهو ليس من الاعراب!.وانا اعتقد واجزم ان القمة الموعودة سوف لم تعقد وحتى اذا تم عقدها فان التمثيل سوف يكون على مستوى راعي من الدرجة الثالثة او الرابعة وصياد وخمار ايضا من الدرجات المتدنية.ويبقى السؤال كيف نرجو خيرا من اناس قتلوا ومزقوا وفجروا شعبنا ؟ كيف نرجو خير من حفاة فجروا اجسادهم العفنة وسط جوامع وحسينيات وكنائس بلدي ؟ وكيف نرجو خير من راعي سفيه يملك اموالا طائلة حيث سخر هذه الاموال من اجل قتل وذبح اطفال ونساء وشيوخ وشباب بلدي؟انها قمة فاشلة لان الفاشل دائما يأتي بحلول فاشلة ومخجلة .نحن ليس بحاجة لحضور من قتل شعبه الاعزل وليس بحاجة لحضور من اعاق والده وليس بحاجة لحضور من استباح دم ابناء جلدتي وليس بحاجة لحضور من يعمل في الجهر والخفاء للقضاء على شعب قاد العالم وعلم الانسانية اول حرف وظهرت على ارضه اول قوانين العدالة .وانا ادعو كل سياسي طيب ان يقرأ مقالتي هذه حتى يرتد عن تحمسه لعقد القمة في بغداد كما ارتد اجداد الاعراب عن الدين المحمدي.
https://telegram.me/buratha