نور الحربي
مع تأكيدات كردستانية وعلى أعلى المستويات ان التصريحات المتعلقة بالحد من اللامركزية وتقوية المركز التي أطلقها رئيس الحكومة نوري المالكي مرفوضة جملة وتفصيلا ليس لان الكرد يخشون قوة المركز وسطوته واستئثاره بالقرار وتوزيع الثروة فحسب بل لان ذلك سينتج خللا كبيرا في موازين القوى ويؤسس لعودة التفرد وهناك من الأسباب الأخرى الكثيرة التي لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال أو المرور عندها مرور الكرام نعم قد يعتقد بعض من ترسخت في سلوكياتهم ودرجوا على التعامل مع الأمور بعنف وقهر وقوة ان العراق لايحكم ألا بالقوة والسطوة كما في تجنيد شيوخ العشائر سابق وحاليا لحفظ الأمن ومواصلة الاستقرار الذين يصرف عليهم من أموال الجياع فيما توهم آخرون ان قوة المركز تكمن في إضعاف المحافظات والأقاليم وجعلها تابعة ذليلة حقيرة ترضى بالفتات وتقبل الأيادي من اجل الفوز بالصدقات المركزية وهذا ما نراه مكتوبا على عدد من المركبات الحوضية وكابسات النفايات بخط واضح ومقروء (هدية رئيس الوزراء لمحافظة...) في مصداق واقعي على عقلية الصدقات المصروفة من مال الشعب الذي يتحجج بخدمته المسوؤل وكأن السيد الفلاني أو العلاني انفق ثروة خاصة وعمل بكد ليعيل شعبه المسكين أذن فالخلل في التفكير والمغالطة تكمن في المنطق الذي تساق به الحجج والتبريرات لتصدر بشكل عشوائي تارة ومنظم ومقصود تارة أخرى. بالعودة للكرد وموقفهم المتخوف من التلويح بالمركزية وهذا ليس رأيا كرديا محضا بكل تأكيد فالسواد الأعظم من الشيعة لهم نفس الرؤية والتوجه ولعل تاسيسات شهيد المحراب وعزيز العراق قدس الله نفسيهما وقيادات تيار شهيد المحراب عموما ترى ان المحافظات القوية القادرة على إدارة شؤونها قوة للمركز ودون أدنى شك ان قوة المركز وقراره الصلب في التنظيم والأداء الفاعل المقنع وبكل الاتجاهات السياسية والأمنية والخدمية سيفرض على المحافظات ان ترتقي وتعمل بنفس القوة والزخم مما ينتج بلدا قويا متماسكا يحتكم لمؤسسات دستورية مقنعة ترضي جميع الإطراف وهذا ما ينبغي بناؤه والالتفات أليه بكل جدية أما ان يكون المركز ضعيفا متخبطا يحاول مد اذرعه بكل الاتجاهات ويرى في المحافظات ومجالسها ونجاحاتها ندا لمشاريعه السياسية فهذا أمر غير مقبول . ان تجربة كردستان العراق مع وجود الملاحظات حولها كقضية لا ينفي أنها تجربة ناجحة بكل المقاييس في أطار العراق الاتحادي وهذا ليس عزفا على وتر كردستان أننا بلد متعدد يحتاج إلى ان يستنشق الناس فيه نسيم الحرية واللامركزية هي أدنى حقوق الفرد والمجتمع في ان يعيش حرا ويشعر بالكرامة بلا تلويح بعصا الحكومات المركزية المقيتة وتفكيرها المنغلق الذي حكمت به العراق وبدون اللامركزية التي هي أدنى حقوق أبناء الشعب كما ذكرت فما هي الجدوى من كل هذه التضحيات التي قدمت في سبيل حرية العراق او ماذا سيبقى في العراق بلا الدستور الذي صوت عليه العراقيون بدمائهم ودموعهم ليرسموا فرحة لأجيالهم القادمة على اقل التقادير وما جدوى ان يقدس بعضنا الدستور ان كان يحقق مطامحه ويعود لرفضه وضربه عرض الحائط ان لم ينسجم مع رغبته او رغبة حاشيته التي توهمه بأنه في سكة الحق ودفاعه عن متبنياته كدفاعه عن مقدس لا ينبغي المساس به رغم انه شخص واحد وفكرته تحتمل الخطأ كما أنها من وجهة نظر شركاءه في الوطن لا تحمل الصواب في هذا التوقيت وهذا الزمان وفي هذا العراق بكل ثقة وتأكيد.
https://telegram.me/buratha