عادل العتابي - كاتب واعلامي
كما هي أصنام الجاهلية، بعضها من التمر اللذيذ الذي يتناوله العابد بعد ان يشعر بالجوع، وبعضها من الخشب الذي يحرقه من يتغلغل البرد الى عظامه لكسب المزيد من الدفء، وبعضها يتم حياكته من خيوط قد تستر من لا يجد شيئا يضعه فوق جسده المتهالك، نجد ان هناك بعضا من العاملين في الرياضة ممن يمكن تشبيههم بتلك الاصنام، فهم لا يجدون مهنة أخرى بديلة عنها لأنهم وببساطة لايفقهون في علم او مهنة، ولا يملكون أية موهبة، او دراية، او إبداع، وتألق في أي عمل آخر، لذا فإنهم يتقاتلون اليوم لأجل الظفر بمنصب إداري في هذه الهيئة الادارية او تلك.
هذا القتال ليس من اجل الرياضة، والنادي، وتقديم الخدمة، بل للحصول على المزيد من المنافع الشخصية التي لا يجدها البعض الا من خلال الرياضة وعالمها الفسيح، الجميل، المتنامي، وبكل تأكيد فإن وصول مثل هؤلاء الى الادارات الرياضية يعني ان علينا جميعا ان نحسب لسنوات أربع مقبلة حتى نتمكن من تحطيم ذلك الصنم وإيصال من نجد فيه الكفاءة، والنزاهة، والقدرة على تحقيق طموحات الاندية بالارتقاء في عملها وتطوير امكانياتها.
ان أهم السبل لايقاف مثل اولئك بالدخول الى عالم الرياضة والأندية هو زيادة الوعي الرياضي لدى اعضاء الهيئة العامة لكل نادي وعدم فصال تلك الهيئة لتكون مناسبة لقياس أحدهم وكأنه هو الباقي الى الابد على رأس الهيئة الادارية، فانتخابات بدراية، وعلم ، ومسؤولية، افضل بكثير من انتخابات شكلية تعرف نتائجها مسبقا، فليس من المعقول ان لا يتم تحديد مدة الترشيح لرئاسة الهيئة الادارية لمرتين او ثلاث او حتى اربع مرات متتالية، وان يترك الحبل على الغارب في هذا الموضوع، اذ ان اغلب اعضاء الهيئة العامة سيرشحون لمنصب الرئيس اذا خلا ذلك المنصب من اسم معين!
وعلى العكس تماما فإن ذلك المنصب سيبقى يخلد أحدهم الى أن يرث الله الارض ومن عليها، ومن الغريب ان يتم قراءة التقارير المالية والادارية للأندية امام الحاضرين من اعضاء الهيئة العامة في دقائق معدودة، تكون خلالها تحركات البعض على اعضاء الهيئة العامة على زملائهم من اجل تهيئة الايادي ورفعها عند
الطلب للموافقة على التقريرين، حتى وإن كانا خاليين من كل شيء، بينما يعمل البعض على سد الأفواه لكل من يريد ان يناقش مضمون ماورد في التقريرين.
انها مادة معادة ومستهلكة للعرض، لم تجد شاشة الانتخابات للاندية الرياضية مادة افضل منها، فهي تعيدها علينا وعلى المشاهدين كل اربع سنوات لنتذكر ما جرى في ذلك اليوم البعيد ونعيده اليوم بمشاهد بائسة وخجولة وسط تصفيق حاد للفائزين وكأن الحاضرين لايعرفون مسبقا من هم الفائزون، اعطوا الرياضة الى اهل الرياضة ورجالها ونسائها واتركوهم يعملون فهم الأدرى بشعابها وبراريها وسهولها وجبالها، ومن دونهم لن نتقدم خطوة واحدة الى الامام، وتبقى رياضتنا متأخرة، متخلفة، منغلقة على نفسها، وعلى الآخرين، لأن واحدا من اسباب تخلف البلدان هو عمل الرجل غير المناسب في المكان المناسب، وكم من الدول الكبرى تعمل في السياسة وفق ذلك المبدأ، ومن خلال ذلك لإقامة نظام بدل من الآخر، وتغيير الانظمة، وفي الرياضة فان من يصيبها مقتلا هو ان يكون المسوؤل عن الرياضة غير رياضي، وهذا يعني انه لا يعمل من أجل الرياضة.
https://telegram.me/buratha