المقالات

أصنام الرياضة

836 09:56:00 2012-03-04

عادل العتابي - كاتب واعلامي

كما هي أصنام الجاهلية، بعضها من التمر اللذيذ الذي يتناوله العابد بعد ان يشعر بالجوع، وبعضها من الخشب الذي يحرقه من يتغلغل البرد الى عظامه لكسب المزيد من الدفء، وبعضها يتم حياكته من خيوط قد تستر من لا يجد شيئا يضعه فوق جسده المتهالك، نجد ان هناك بعضا من العاملين في الرياضة ممن يمكن تشبيههم بتلك الاصنام، فهم لا يجدون مهنة أخرى بديلة عنها لأنهم وببساطة لايفقهون في علم او مهنة، ولا يملكون أية موهبة، او دراية، او إبداع، وتألق في أي عمل آخر، لذا فإنهم يتقاتلون اليوم لأجل الظفر بمنصب إداري في هذه الهيئة الادارية او تلك.

هذا القتال ليس من اجل الرياضة، والنادي، وتقديم الخدمة، بل للحصول على المزيد من المنافع الشخصية التي لا يجدها البعض الا من خلال الرياضة وعالمها الفسيح، الجميل، المتنامي، وبكل تأكيد فإن وصول مثل هؤلاء الى الادارات الرياضية يعني ان علينا جميعا ان نحسب لسنوات أربع مقبلة حتى نتمكن من تحطيم ذلك الصنم وإيصال من نجد فيه الكفاءة، والنزاهة، والقدرة على تحقيق طموحات الاندية بالارتقاء في عملها وتطوير امكانياتها.

ان أهم السبل لايقاف مثل اولئك بالدخول الى عالم الرياضة والأندية هو زيادة الوعي الرياضي لدى اعضاء الهيئة العامة لكل نادي وعدم فصال تلك الهيئة لتكون مناسبة لقياس أحدهم وكأنه هو الباقي الى الابد على رأس الهيئة الادارية، فانتخابات بدراية، وعلم ، ومسؤولية، افضل بكثير من انتخابات شكلية تعرف نتائجها مسبقا، فليس من المعقول ان لا يتم تحديد مدة الترشيح لرئاسة الهيئة الادارية لمرتين او ثلاث او حتى اربع مرات متتالية، وان يترك الحبل على الغارب في هذا الموضوع، اذ ان اغلب اعضاء الهيئة العامة سيرشحون لمنصب الرئيس اذا خلا ذلك المنصب من اسم معين!

وعلى العكس تماما فإن ذلك المنصب سيبقى يخلد أحدهم الى أن يرث الله الارض ومن عليها، ومن الغريب ان يتم قراءة التقارير المالية والادارية للأندية امام الحاضرين من اعضاء الهيئة العامة في دقائق معدودة، تكون خلالها تحركات البعض على اعضاء الهيئة العامة على زملائهم من اجل تهيئة الايادي ورفعها عند

الطلب للموافقة على التقريرين، حتى وإن كانا خاليين من كل شيء، بينما يعمل البعض على سد الأفواه لكل من يريد ان يناقش مضمون ماورد في التقريرين.

انها مادة معادة ومستهلكة للعرض، لم تجد شاشة الانتخابات للاندية الرياضية مادة افضل منها، فهي تعيدها علينا وعلى المشاهدين كل اربع سنوات لنتذكر ما جرى في ذلك اليوم البعيد ونعيده اليوم بمشاهد بائسة وخجولة وسط تصفيق حاد للفائزين وكأن الحاضرين لايعرفون مسبقا من هم الفائزون، اعطوا الرياضة الى اهل الرياضة ورجالها ونسائها واتركوهم يعملون فهم الأدرى بشعابها وبراريها وسهولها وجبالها، ومن دونهم لن نتقدم خطوة واحدة الى الامام، وتبقى رياضتنا متأخرة، متخلفة، منغلقة على نفسها، وعلى الآخرين، لأن واحدا من اسباب تخلف البلدان هو عمل الرجل غير المناسب في المكان المناسب، وكم من الدول الكبرى تعمل في السياسة وفق ذلك المبدأ، ومن خلال ذلك لإقامة نظام بدل من الآخر، وتغيير الانظمة، وفي الرياضة فان من يصيبها مقتلا هو ان يكون المسوؤل عن الرياضة غير رياضي، وهذا يعني انه لا يعمل من أجل الرياضة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك