مهند العقابي
ليس بالقليل ما مر به العراق خلال العقود الماضية ، سياسات خاطئة وسوء علاقات خارجية مع دول العالم وحروب ودمار وتردٍ في الاوضاع الامنية ساهم بشكل فعال في تدهور مكانة الفرد العراقي بمجرد ان تطأ اقدامه ارضا غير ارضه. العراقي اذا سافر خارج الوطن فهو مشكوك فيه ينتظر في المطارات حتى يتم تفتيشه جيدا وقد ينتظر في طوابير طويلة ليتعرض الى تحقيق حول سبب قدومه ودوافعه ونيته ويطالب في بعض الأحيان بان يخرج ما بجيبه من اموال ليريها لضابط الامن حتى يتمكن من المرور ، العراقي تقطع رقبته بالسيف في السعودية دون محاكمة ودون عذر ومهمل وممنوع من الدخول الى اوروبا واميركا الا بشق الانفس ، اهانة تلو الاهانة ، قد تدفعنا الى التفكير بالكرامة فنحن لا نستحق ان نقابل بهكذا اسلوب ومن بلدان ليست اكثر منا مكانة ، وبالتالي تطرح علامات الاستغراب حول ردود الافعال فلم نسمع في يوم ما أن الخارجية العراقية انتفضت بشدة من اجل روح عراقية ازهقت في بلاد الغربة ولم نسمع مطالبا بثارات كرامة سحقت لجسد شرب من ماء دجلة والفرات ، وعند التفكير بجدية نجد أن ما مر بنا ليس مبررا لكل ذلك ، خصوصا واننا نمتلك مصادر قوة تجعل من السهولة ان نفرض احترامنا على الاخرين ، تأريخ عميق وثروة نفطية وموقع استراتيجي وموارد بشرية كلها مواصفات تتمنى غالبية بلدان العالم ان تتمتع بها الا ان من يتمنى ذلك يعيش بواقع حال افضل منا .
العراق يحاول العودة الى محيطه العربي والانشغال بالقمة وفتح سفارات وزيارت لمسؤولين هنا وهناك ، محاولات لتحسين الصورة لكنها لا تفي بالغرض ومازال هناك مئات الاف يقبعون خارج الوطن يتلضون بلوعة اليتم ، فقدان الام التي تسأل عن ابنائها في بلدان الغربة وهم مقطوعو الرأس ومنزوعو الكرامة ، نحن بحاجة الى لغة اشد لهجة للتعامل مع الاخر خصوصا فيما يتعلق بعزة ورفعة المواطن الذي بدأ يشعر بفقدانه لأهم عنصر من عناصر الانتماء للوطن .
https://telegram.me/buratha