( بقلم : اسعد راشد )
المهرّج فيصل القاسم احد الذين استقبلوا في مكتب قناة الجزيرة باالدوحة بحرارة شمعون بيريز رئيس وزراء دولة اسرائيل الاسبق يسعى من خلال برنامج "الاتجاه المعاكس" ليلة الغد والذي يتناول موضوع "فرق الموت" في العراق التغطية على ما جرى في العاصمة القطرية من لقاءات ومحادثات علنية وسرية مع الضيف الاسرائيلي ـ ولا اعتراض على ذلك!ـ لعلمه وقراءته الدقيقة للعقل العربي "الحساس" الذي غدى اليوم اسير بطولات "المقاومة الشريفة" في اسواق بغداد حيث السيارات المفخخة التي تدك بشراسة مدن العراق وخاصة بغداد واسواقها وجوامعها وتحصد في مقابل جندي امريكي 500 من المواطنين "العملاء" او ما يسميهم موقع "مفكرة الارهاب" عفوا "الاسلام" بالصفويين والذي يشكل مصدرا معلوماتيا مهما لقناة الجزيرة وفحولها الاعلاميين الموقع الذي يمجد بمنفذ العملية الاجرامية في"الصدرية" ويصف العملية بانها "جهادية" تحت عنوان "مفخخة تقتل وتصيب 450 صفويا"!حيث في نظر الموقع المذكور ‘الذي ينشر باستمرار اخبار وتقارير تنظيم القاعدة واعماله الارهابية في العراق ويشكل احد ابواقه الرئيسيين على شبكة الانترنيت والمحرض الاول والاساس على العنف والارهاب والقتل الطائفي ‘ في نظر الموقع ان الشيعة كلهم صفويون حتى وان تناقض هذا الخطاب مع بيان مفبرك نشره تحت اسم "عشائر الحواتمة " اثناء عملية النجف والتي تم خلالها اخماد فتنة "جند السماء" حيث اعتبر المسلحين الذين قتلوا او اسروا بانهم "شيعة عرب" فيما يعتبر "جزما" ان الجمهور االحاشد في سوق شعبي كبير في الصدرية والذي استهدفتهم شاحنة البهيم المفخخة بانهم "صفويون" وهو ما يجعل كل العقلاء يقفون ليس فقط متحيرين امام هذا االتناقض والنفاق في الفكر السلفبعثي الوهابي بل يشككون في كل معلومات واكاذيب هذا الموقع الاجرامي ـ فليعذرنا القراء عن هذه التعريجة والخروج من الموضع رغم صلته باصل المقال الذي نحن بصدده ـ حيث يقول موقع "مفكرة الارهاب" ((لقي ما يقارب 129 صفويا مصرعهم واصيب اكثر من 323 اخرين ( بالتأكيد ايضا صفويون!) ‘في هجوم بسيارة مفخخة ‘على تجمع للصفويين‘بمنطقة الصدرية وسط العاصمة العراقية بغداد))ويضيف الموقع (( أضاف "الشهود"! ان السيارة انفجرت لتسقط مئات القتلى والجرحى من الصفويين وصل عددهم الى 452 ..حيث لا زالت جثث الصفويين تحت الانقاض)). الرابط الى الموقع:http://islammemo.cc/article1.aspx?id=31478
هذا الموقع الذي يصف المغدورين من الابرياء من العراقيين المتبضعين في الصدرية بانهم من الصفويين والذي يستقي منه المهرج فيصل القاسم معلوماته حول "فرق الموت" و"الميليشيات الصفوية" لانعلم كيف تيقن ان الالاف من الناس المحتشد في اسواق الصدرية هم من الصفويين وكأني به قد قرأ هوية كل مغدور ومقتول سقط بمفخخة حقدهم كقراءة "فيصل القاسم" للوضع "الميليشاوي" في العراق و"فرق الموت" والذي سوف يتناوله في برنامجه المثير غدا في "الاتجاه المعاكس" وهو بذلك يحاول النيل من الحكومة العراقية وينفذ ما قيل له ان يفعله في برنامجه لاجندة غدت غير خافية على اي عاقل ومراقب .
والواضح ان "الصفوي" في نظر موقع "مفكرة الارهاب" ‘ وقد انضم اليه اخيرا عبدالباري دولار عفوا عطوان المستشار الاعلامي لقناة الجزيرة ‘ هو ذلك الشيعي الذي يرفض الخضوع لابتزاز الارهاب العربي و"الصفويون" هم كل الشيعة بغض النظر عن جنسياتهم وهو ما تأكده تقارير ذلك الموقع النجس ومواقع كثيرة تقتطفي اثره وفضائيات عربية لا تقل سخافة عن فضائية "الزوراء" التي يملكها الارهابي الهارب مشعان جبوري ‘اول من اطلق على "الشيعة" هذا النعت ‘ والامر لا يختلف حول "فرق الموت" و"الميليشيات" التي هي بالضرورة في نظر قناة الجزيرة ومن لف لفها هي "شيعية" وهو ما يريد فيصل القاسم مساء غد ان يقوله ويثبته في عقل المشاهد العربي الذي اخفى عنه "القاسم" و"القناة" ـ الجزيرة ـ قضية زيارة شمعون بيريز السياسي الاسرائيلي الداهية ولم تنقل في نشراتها الخبرية اي شيئا عن تلك الزيارة التي اغضبت منافسي حكام الدوحة ‘ لكسب ود الدولة العبرية ‘ في الرياض!
اما ماذا تهدف قناة الجزيرة من خلال طرح موضوع "فرق الموت" و"الميليشسيات" في هذا الوقت بالذات حيث تتصاعد وتيرة اعمال التفخيخ والتفجيرات التي يقوم بها بهائم البعث والسلفية خاصة بعد صدور فتوى ابن جبرين النازي الارهابي حول "ضرورة نصرة اهل السنة في العراق" وتكفير الشيعة ووصفهم بـ"المشركين" وقبلها فتوى وبيان 38 عالما وشيخا سعوديا اباحوا فيها دماء الشيعة واوجبوا على اتباعهم النهوض لنصرة "المقاومة" و"السنة" في العراق ‘ كما انه يأتي ذلك في وقت عقدت حكومة الرئيس المالكي العزم وبدعم من قوات التحالف بتطبيق "الخطة الامنية" التي يخشاه الارهابيون وحلفاءهم؟
وهل للموضوع الذي يطرحه "الاتجاه المعاكس" علاقة بزيارة شمعون بيريز الى الدوحة والتي اعتبرها بعض المراقبين بانها مساعي بعيدة عن المصالح الامريكية في المنطقة وخاصة في العراق وتتقاطع معها خاصة ومع اشتداد الازمة داخل البيت الفلسطيني والتي يحبذها الجانب الاسرائيلي ويرفضها الامريكيون لكون انهم يسعون للتهدئة ووقف العنف وهذا الامر ينطبق ايضا على المشهد العراقي الذي ليس في مصلحة عدة اطراف اقليمية ان يستتب الامن في العراق واسرائيل هي احد تلك الاطراف والامريكيون منزعجون من التحرك الاسرائيلي الذي يسعى نحو التصعيد للاوضاع في المنطقة بما يخدم مصالحها ؟!
الجزيرة ارادت ان تقدم هدية لبيريز وتقول له ان باستطاعتها تحريك الاوضاع في العراق من خلال سياسة التحريض الاعلامية التي تمارسها ضد الحكومة العراقية وضد مكونات الشعب العراقي وتخدم اهداف المجاميع الارهابية التي تصفهم بـ"المقاومة" فتحركهم بحجة "الدفاع عن السنة" في وجه "فرق الموت" و"الميليشيات" كي تفشل الاسترتيجية الامريكية الجديدة وخطة حكومة المالكي الامنية لهدف واضح وهو نشر الفوضى وعدم الاستقرار في العراق وهو ما تريده الاطراف الاقليمية في المنطقة ومنها اسرائيل وسوريا والسعودية ودول الخليج العربية حيث الاستحقاقات في الملفات الاقليمية في المنطقة وخاصة الملف الفلسطيني تفرض عودة الجميع الى لغة العقل والتفاوض واحلال السلام بما يلزم كل الاطراف التنازل من اجل الاستقرار والامن والعيش المشترك .
الاسرائيليون يعلمون ان اي استقرار في الوضع العراقي سوف يفرض عليهم ان يعودوا الى لغة العقل في التعامل مع المشهد الفلسطيني والتخلي عن حلم "الدولة الكبرى" والقبول بما اقترحه الجانب الامريكي حول وجود دولتين "اسرائيلية" و"فلسطينية" وقبله الجانب الفلسطيني من كل الاطراف ‘ اما الدول العربية مثل السعودية وسوريا فتسعيان كل وفقا لاجندته ضرب الاستقرار في العراق وايصال رسائل الى الامريكيين تحضهم على التخلي عن فكرة "المشروع الديمقراطي" للشرق الاوسط والقبول بأملاءات الانظمة الديكتاتورية الفاشلة.
ومن هنا فان اللعب على وتر "فرق الموت" والتهويل من خطر "الميليشيات الشيعية" من قبل الجزيرة والاعراب يحقق ما يريده الاطراف الاقليمية ويدفع بمجاميع ارهابية للتصعيد من اعتدءاتها على المدنيين وعملياتها الاجرامية كما حدث في الاسبوع المنصرم حيث استهداف المئات من المدنيين الشيعة في الحلة ومدينة الصدر والباب الشرقي وسوق "الغزل" كل ذلك من اجل ان لا تنجح الخطة الامنية الجديدة وتوريط الامريكيين اكثر في ما يسمونه الاعراب بالمستنقع العراقي الذي للاسف هناك جهات داخل العراق مشاركة في ذلك وتعمل لاجندة الدول الاقليمية واسرائيل تلك الجهات لها ازدواجية في المواقف فهي تصرح للاعلام بغير ما تصرح في جلساتها مع شركائها في الحكومة العراقية المنتخبة .
برنامج الاتجاه المعاكس مساء الثلثاء والذي يخص ما تسميه الجزيرة "فرق الموت" و"الميليشيات" والخطاب التحريضي الذي تمارسه ضد الحكومة العراقية وضد قوات التحالف والخطة الامنية يعتبر مسئلة خطيرة لاتقل عن خطر المفخخات والهجمات الارهابية لما يحمل ذلك الخطاب من توجيه ضمني لميليشيات تنظيم القاعدة وحلفاءه من البعثيين والوهابيين ومجاميع اجرامية للتصعيد من عملياتهم كما ان الامر يعتبر بالنسبة للحكومة العراقية تدخلا فاضحا في الشأن العراقي الداخلي يستدعى اتخاذ موقفا حاسما تجاه الدولة القطرية الحاضنة والممولة لها لوقف ما تبثه القناة التابعة لها حيث تناول موضوع بتلك الطريقة الوقحة والتجرأ على دولة مستقلة والتدخدل في شؤونها التفصيلية بشكل استفزازي وطائفي يمثل ظاهرة خطرة لابد من مواجهتها واتخاذ اجراءات صارمة بحق الدولة التي تدعمها وتسمح لها لبث الدعاية السوداء والتحريضية ضد العراق وحكومته المنتخبة.
الرسالة التي تريد الجزيرة ارسالها الى العراق واضحة فهي ترفع وتهول من خطر ميليشيات او ما تسميه "فرق الموت" وفي المقابل تصعد مجاميع الارهابية من اعتداءاتها الوحشية وعدوانيتها ضد المدنيين وهذا ما يؤكده الواقع اليوم حيث ما تنقله الارقام عدد القتلى تتحدث عن سقوط المئات من جراء المفخخات التي تمولها الاطراف العربية الاقليمية حيث الانتحاريون يأتون من السعودية والاموال من اثرياءها ومن قطر والامارات وتسهيلات العبور من سوريا والاحتضان والايواء والتجهيز من الحاضنات في مناطق غرب العراق ومثلث البعث والتحريض للقتل وتنفيذ مخطط الارهاب يمارسه الاعلام والفضائيات العربية وعلى رأسها الجزيرة التي تهول من خطر وهمي ـ "فرق الموت" ـ لم نسمع له سوى في الاعلام الداعم للمفخخات التي تحمل الموت الحقيقي للعراقيين .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha