جواد أبو رغيف
ابتداء يجب أن أوضح حقيقة أن مناسبة حديثي اليوم عن ظاهرة الإقالات واستقالات المضطرين ليست نتاج ردة فعل لإقالة بعينها دون أخرى، فضلاً عن أن الواجب المهني يحتم على الإعلامي عدم التطرق إلى السلوكيات الفردية مادامت هي حالات فردية لاتشكل خطراً ، لكن عندما تتحول السلوكيات الفردية إلى سلوك جمعي فهو جرس الإنذار الذي يقرع بوقوع خطر ما يتطلب مواجهته بعلمية وحرفية نخلع بها أناتنا الذاتية ونقف تحت الشمس دون أن نغطي رؤوسنا بالرمال . وهنا لابد لي أن اذكر الوسط الرياضي بجملة أوصاف يوصف بها المنتخب الألماني منها الفريق (الأقوى تكتيكياً وانضباطيا وفريق البطولات ووو الخ ) من الأوصاف والتي اقل ما يقال عنه انه الفريق الذي تهابه الفرق والمحصن بثقافة عدم الانكسار واللعب للحظات الأخيرة ! ترى ما هي أسباب تميز الفريق الألماني بتلك الصفات حيث عُد الافضل بين منتخبات العالم ؟ الإجابة بسيطة أنها الاستقرار التدريبي ! ففي إحصائية لعدد المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق الألماني على مدى (17 ) بطولة عالمية منذ العام (1934 ولغاية 2010 ) أي على مدى (66 ) عام هم (9 ) مدربين فقط!! ولو القينا مقارنة بسيطة بين ما يحدث في دورينا ومنتخباتنا الوطنية لوجدنا بوناً شاسعاً بين المعادلتين فالمدربين في العراق أصبحوا الشماعة التي تعلق عليها أخطاء الإدارات وآخر الضحايا التي تنحر لدفع الضرر ! ترى لماذا نرفض الاستفادة من تجارب الآخرين الناجحة كي نختزل الوقت والجهد وبالتالي نؤسس لقيم وتقاليد رياضية تكون السكة التي تسير عليها رياضتنا العراقية سيما كرة القدم ونتجنب قرارات ردود الأفعال الغير مدروسة التي لا نرى فيها ابعد من إقدامنا !فالإقالات والاستقالات وتعدد أسبابها تؤدي إلى عدم الاستقرار الذي يؤدي إلى إرباك جداول المدربين وفقدان الخطط الإستراتيجية للفرق والاقتصار على جرع المغذيات الآنية التي لم تنتج على مدى سنوات مواهب كروية تستطيع بها مل الفراغات في المنتخبات الوطنية . صحيح أن البني التحتية وإمكانات الأندية ليست على قدر عال من المثالية لكن هذا لا يبرر التصحر الحاصل للمواهب الكروية وغياب اللاعب البديل فالكرة العراقية ولوده تحت جميع الظروف وخير دليل على ذلك انجاز منتخب الأشبال الاخير الفائز ببطولة الرؤيا الأسيوية ، وهذا ما يوجب علينا مطالبة اتحاد كرة القدم بوضع معايير لعقود المدربين تتضمن سقوف زمنية لا تقل عن سنتين لوضع استراتيجيات المدربين وتقييم نسبة النمو في الأداء من عدمه تشترط مبدأ الثواب والعقاب ونظام الحوافز المادية لضمان حقوق الطرفين حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الفجر ومعرفة مستويات مدربينا الحقيقة ونضمن ارتفاع مستوى الدوري العام ونؤسس لبناء لا يعتريه الهدم و نضع حداً لسياسة الاجتهادات الشخصية (فمن يبني ويهدم لايرتفع له بنيان) !
https://telegram.me/buratha