المقالات

علاقاتنا الاقليمية بين الراعي والانتحاري /

732 11:43:00 2012-02-29

حافظ آل بشارة

قيل ان أهم نتائج التغيير في العراق اعادة بناء علاقاته الدولية على اساس المصالح المشتركة والتعاون والاحترام المتبادل ، مازالوا يشتمون النظام السابق لانه حطم علاقات العراق مع دول المنطقة ، لكن يبدو بالتجربة انه كان الشريك الافضل الذي يجيد التعامل معهم ، وهم مغرمون به وآسفون على رحيله ومعجبون بسياسة الاذلال والرعب ، حاليا العواصم نفسها تفتتح علاقاتها مع العراق بالمطالبة باطلاق سراح مجرمين من مواطنيها محكومين بالاعدام في بغداد بجرائم قتل جماعي ، احتقار عربي لدماء العراقيين وسلطة القضاء العراقي ، عواصم قمعية تدعي احترام مواطنيها وهي تقتل بالجملة وسجونها محتشدة بالابرياء ، تطالب باسترجاع قتلة متجولين ان لم يجدوا ضحاياهم في العراق بحثوا عنهم في بلدهم ، قتلة تم تصديرهم الى العراق دفعا لشرهم ، ولكن عندما وقعوا في قبضة القانون العراقي تحولوا الى مواطنين صالحين مساكين ابرياء يجب تحريرهم ومبادلتهم بمحتجزين عراقيين في تلك الدول ، اغرب ما في هذا المشروع التباين الكبير بين المحتجز العراقي في الدول العربية والمحتجز العربي في العراق ، فالمحتجز العراقي مجرد مواطن بسيط متهم بتجاوز الحدود فهو اما راعي غنم تائه في الصحراء او صياد يتجول في البراري او مهرب مواشي لا يعرف الشرق من الغرب ، اما المحتجز العربي في العراق فهو مجرم محترف تم تدريبه في دوائر المخابرات ودهاليز العصابات التكفيرية ، مخلوق مسخ يرى ان جميع الناس مستحقون للقتل ، يفجر المفخخات والعبوات ويخطط للمذابح الدموية وينفذها ، ويتلذذ بارتكاب الفضائع . عشرات المجرمين العرب من هذا الطراز يقيمون مدللين في سجونهم ثم يتحولون الى مادة للتفاوض الرسمي ! اصبحوا في نظر دولهم مجاهدين منتصرين ويجب مكافأتهم ! بغداد نفت وجود اي صفقات من هذا النوع ، ولكن لو تمت فلا بد من وجود اتفاقية تبادل محكومين او معاهدات ثنائية بهذا الشأن ، ولا بد من مبرر قانوني لمساواة المجرم التكفيري براعي الغنم التائه ؟ مجرم عربي يتمنطق بحزام ناسف اراد تفجير نفسه وسط السوق فانفجر الصاعق ولم ينفجر الحزام ، فاعتقله رجال الأمن وفي التحقيق اعترف بكل جرائمه السابقة ثم اعرب عن اسفه لانه لم يوفق لقتل مزيد من الروافض والمرتدين ! هذا المجرم الاسطوري يجب ان يتم تبادله الرسمي مع راعي غنم عراقي تاه في الصحراء فدخل حدود دولة لا سيادة لها ولا كرامة يسرح ويمرح فيها الاسرائيليون والامريكيون وشبكاتهم ، تصبح حدودها مقدسة امام راعي غنم تائه ، راعي عربي ابن عربي يؤمن بالوحدة العربية ، ووحدة الاغنام العربية . اصبح واجبا على العراق ان يطلق المجرمين المحكومين الليبيين والسعوديين والمصريين والتوانسة معززين مكرمين الى بلدانهم لان بعض العواصم (تزعل) على العراق ولا تحضر القمة ولا تفتح سفارة ! وبعضها ستضرب رقاب عراقيين محتجزين عندها بالسيف ، لماذا يتعاملون مع العراق بكل هذا الهوان ؟ لأنهم يفضلون سياسة نظام صدام ولا يفهمون غيرها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك