المقالات

الف مليار دولار في بالوعة..!

904 10:22:00 2012-02-29

الكاتب والإعلامي قاسم العجرش

تعالوا معي نقرأ بقليل من التدبر ما حدث عندما أتى "واحد" من الناس الى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله يطالبه بدين له عنده، وقال إنكم يا بني عبد المطلب قوم مطل. أو تماطلون في دفع الحق..فهمّ عمر ابن الخطاب أن يعاقبه على سوء أدبه مع الرسول الأكرم.. رمز الأمة والأمانة وقائدها لم يفرح بما أراده عمر، ولكن أعاد الأمر الى نصابه وقال لا يا عمر..عليك أن تأمر بحسن الأداء وتأمره بحسن الاقتضاء..وسيتبين لنا من بين ثنايا ما قراناه آنفا، أن منهجا خطه رسولنا الأكرم لحسن التعامل بين الدولة ورعاياها، يقوم هذا المنهج على الاحترام المتبادل بين الطرفين واحترام الحقوق والواجبات بينهما..وتعامل كل منهما مع القانون الذي يضبط العلاقة بينهما... ومن هنا نعرف معنى دولة القانون والفرق بينها وبين دولة الضحك على القانون ..فدولة القانون ـ ونعني بالدولة عناصرها الثلاثة :التنفيذية أي الحكومة والرئاسة، والتشريعية، وهي البرلمان، والقضائية التي تمسك بالقانون وتلابيبه، هذه العناصر هي التي تحترم القانون وتسير عليه وتتمسك به، لدرجة أن أفراد المجتمع لا يستطيعون أن يخالفوه قط، حياء وخجلا من الدولة، لأن "الصغير" وهو الموطن، يرى الكبير " وهو الدولة" بشخصيتها الاعتبارية، وشخوصها البشرية كمسؤولين، يحترم حقوقه ويؤدى واجباته وينفذ أحكام القضاء على نفسه ويسهر على مصالحه. فلماذا يخالف الشعب القانون؟ وإذا حدث تجاوز لن يعمل احد الناس على إعفاء المجرم من العقوبة أو من طائلة القانون أنه يعلم أن اى تجاوز يضر الجميع...ولكن دولة الضحك على الذقون ترى الشعب فيها بكافة أطيافه ومكوناته، وبكافة تنوعاته الثقافية أجيرا عندها ولو جاع أو تعرّى أو مرض...كل ذلك غير مهم. والمهم أن يشبع السادة "الكبار" ولولا خشية "الكبار" أن يضعف "الصغار" الأجراء لديها والخدم، ولا يستطيعون العمل لأجلهم وبخدمتهم ما تركوا لهم لقمة عيش واحدة....! ويظهر الضحك على الذقون جليا واضحا عندما نقف أمام ميزانية هذا العام والأعوام التي سبقته وربما التي تليه..فهذه الميزانيات التي بلغ مجموعها لغاية اليوم قرابة الألف مليار دولار، تذكروا الرقم جيدا، ألف مليار دولار!..خصصت أغلب مفرداتها وأموالها للإنفاق على الدولة وإدامة حركتها وديمومة وجودها، وهو ما يعرف بالميزانية التشغيلية التي لم تقل بأي حال من الأحوال عن 70% في كل عام، وهي كما هو معلوم نفقات زائلة متبخرة اسماها أحد كتابنا الشرفاء بالنفقات الأبتلاعية، أما ما ينفع الناس ويمكث في الأرض فهو قليل غير مفيد لقلته، فما يعرف بالميزانية الاستثمارية وهي المتبقي من الميزانية العامة وفتات الأبتلاعية، تبقى في معظم الأحوال حبرا على ورق ، ويتم في نهاية المطاف مناقلتها الى بالوعة النفقات التشغيلية ....كلام قبل السلام: قال لي "أحدهم" أن مسؤولا قرا مقالا سابقا لي "فزعل" منه، قلت له :"خوش" من لم يصبر على كلمة من "واحد" سمع كلمات من "شعب"....سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
يقظان
2012-03-01
في بداية الامر احي الاستاذ قاسم العجرش على هذا التحقيق والنقد البناء وبرأيي ان هذا المقال يعكس وبصوره دقيقيه الوضع الراهن الذي يعيشه الشعب المتهالك من التركه الثقيله التي خلفتها الحروب والمغامرات التي قامت بها الانظمه السابقه لذالك الى هذه اللحظه بعض مكونات الشعب العراقي لاتعرف معنى للقانون ولا لتطبقاته وهناك المكون الاخر وهو الاخطر الذي يعرف القانون ولا يطبقه ويلتف عليه ويتخذه مسوغا له ....اما بالنسبه للمعلقين فلا اجد اي تعليق على الموضوع (التهيتوا بالمشاكسات وشلتوا راس الباتري عن الموضوع)سلام
سعد الزيدي
2012-03-01
مقال من كاتب اعلامي متخصص وأمين في نقل الحقائق ، بشهادة عدد ممن ساهم بتحويل اسس ومبادئ الميزانية التخطيطية الى ابواب صرف 0ولذالك لم يجد الاخ محمد مطلب ما يعاب عليه المقال فشتم اللغة العربية ( لماذا تقول ما لا يفهم ولماذا لا تفهم ما يقال )
قاسم العجرش
2012-03-01
شكرا للأخ الكريم محمد مطلب على ملاحظته القيمة، وفي المرة القادمة سأتجنب كتابة عبارة "الكاتب والإعلامي" وسأكتي بدلا منها "الفيتر والتنكجي" حتى ألبي مطلب السيد محمد!..هذه حرفتي ياسيد محمد وهي حرفة من حرف المعرفة،حالها حال حرفة المهندس والطبيب والمحامي والحقوقي وأيراد كلمة عامية واحدة في مقالتي فهو بهارات قدري وجنابك الكريم لست مجبرا على تناول محتويات كل القدر,وتحياتي الأخوية لك وشكرا على مرورك الكريم وثق أن ما في راسي المتواضع مسخر تماما في خدمة الحقيقة ولا شيء غيرها، مع أعتذاري عن مشاكستك..طبتم
عبد الله
2012-03-01
مقال جميل.......
محمد مطلب
2012-03-01
عندما ينهي الشهيد الصدر كتاب له ويطبعه , يكتب عليه تأليف محمد باقر الصدر , وهو مرجع وله مقلدون , واني لاعجب من أحدهم ويضع لنفسه عنوان ويقول "الكاتب والإعلامي" , وعندم تقرأ مقالته لا تفهم ما يريد , والعبارات باللهجة العامية , شكراً لمن ساهم في تطوير الأعلام .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك