( بقلم : د. حيدر ابو رغيف )
منذ ١٩٦٨ والعراق في حرب مستمرة والدماء تسيل من كل اطياف الشعب العراقي وان كان حزب البعث الشوفيني الطائفي قد ركز على مناطق معينة وطوائف وقوميات بالذات دون غيرها واستمر الوضع مع الاسف بعد سقوط النظام حيث ما زال الصداميون وبنفس الاجرام يقتلون ويخطفون ويهجرون ابناء الشعب الوحد والمعاناة شملت كل اطياف الشعب والموت لم يفرق بين شيعي او سني .
بعد هذه المقدمة فاني اقول ان كثرة الفتاوى التي تصدر من علماء الوهابية في السعودية دليل على عمق الخلل في عقيدة هؤلاء وقصر بصرهم وحقدهم الدفين على اخوتهم في الدين والا كيف يمكن لعاقل يتابع مجريات ما يحدث في العراق اذا كان محايدا ان يقبل بهذه الفتاوى التي تكفر غالبية شعب العراق وتشجع على قتلهم ولن تحل مشكلة بل ان هذه الفتاوى الحمقاء انما تصب الزيت على النار كما يقول المثل وعلى كل حال فان الجميع يعلم انها تصدر والحكومة السعودية راضية عنها ان لم تكن تشجعها لاننا نعلم ان السعودية ليست بلد ديمقراطي وان الامريكان يتواجدون في السعودية منذ ١٩٧٥ ولم تصدر اي فتوى ضد وجودهم لانهم موجودون برغبة الحكومة ولن يجرؤ احد من هولاء الصعاليك ان يتحدى ال سعود ٫ثم لم نسمع فتوى منهم حول مبادرة الملك السعودي للاعتراف باسرائيل .
ان التجربة في العراق لها وقعها على السعودية لان الشعوب لم تعد مسحوقة كما كانت وان التجربة العراقية اذا نجحت باذن الله فان الشعوب لن ترضى الا ان تقتدي بالعراق ولن يضحك احد على شعب المنطقة الشرقية من السعودية الذين يسحب النفط من تحت اقدامهم وهم يملكون كل الثروة النفطية السعودية تقريبا ويعيشون كمواطنين من الدرجة الثانية بلا حقوق و خوف علماء الجهل في السعودية ان يفقدوا الثروة و السلطة هو السبب الحقيقي لموقفهم هذا.
السنة في العراق هم اهلنا فكم من اخوين احدهما سني والاخر شيعي بل الشخص قد ينقلب من هذا المذهب الى ذاك او بالعكس وان الدماء العراقية قد سالت من كلا الطرفين و المجرمين من السلفيين التكفيريين هم اعداء كل العراق وانا على يقين ان الذين فجروا مرقد الامامين العسكريين في سامراء كانوا على استعداد لتفجير مرقد ابو حنيفة لو تمكنوا من ذلك وكلنا يعلم عقيدتهم٫ وان السني هو الشريك في هذا البلد و تصريحات هذا الطرف او ذاك والتركيز على طائفة معينة وتسليط الاضواء عليها على انها مستهدفة و باقي الطوائف تعيش بسلام هو تضليل لواقع العراق وكذب لن يؤدي الا الى مزيد من الاحتقان الطائفي بين اخوة البلد الواحد وان كانت هذه التصريحات تثلج قلوب بعض السياسين الذين عمتهم الطائفية حتى اصبحوا لا يروا الا قتلى طائفتهم وهم يعتقدوا ان احد من هولاء يمكن ان ينصرهم على اخوتهم الشيعة ويتبنى قضيتهم من قبل هذه الجهة او تلك سوف ينفعهم فهم جاهلون لانهم لم يقراؤا التاريخ جيدا فاي قضية تبناها علماء السعودية كانت في مصلحة الامة ونجحوا فيها هل قضية فلسطين ام لعلها قضية افغانستان التي وبالتنسيق مع السي أي إي لعلعت صيحاتهم وفتاويهم للجهاد ضد الروس فارسلو الالاف من المغرر بهم الى افغانستان وتحولوا بعد ذلك الى شياطين ضالة نشروا الدمار في كل ارض الاسلام و صيحات اليوم وفتاويهم لن تتحول الا الى ارهابيين ضالين للطريق يدخلون العراق ليفجروا انفسهم في الاسواق ودور العبادة والاماكن العامة.ان اهل السنة تعرضوا الى مظلمة كبيرة مثلهم مثل اخوتهم الشيعة فكلهم يعاني من القتل والتهجير والخطف ٫فالدورة وحي العدل وحي الجامعة وسبع البور وابو غريب والسيدية والاعظمية في بغداد وفي محافظة الانبار وسامراء والحويجة وبيجي والى اخره من المدن هي امثلة على التهجير القسري لالاف العوائل ولكن اي عوائل وهل هذه المناطق تحت سيطرة مليشات جيش المهدي ٫لماذا يسمح السياسي العراقي ان يتاجر بدماء اخوته من طائفته حتى لو كانو من غير طائفة من اجل مكاسب مادية اوسياسية اوحتى دعائية?
لماذا يسمح ان ينظر الى نصف الصورة ماذا سوف يستفاد من ذلك? ان اقصى ما يتمناه اصحاب فتاوى الدم في السعودية وغيرها هو ان تشتعل حرب اهلية في العراق تاكل الاخضر واليابس حتى لا تنجح التجربة الديمقراطية في هذا البلد واني على يقين انهم يتمنوا ان يباد السنة عن اخرهم في العراق وان اِدعوا إنهم حريصون على دماء السنة مقابل ان لا تنجح تجربة العراق وان لا تصحى شعوبهم بل تبقى في سباتها العميق .واخيرا انا انصح كل سياسي ان يبحث عن الحل في العراق فليس هناك حلٌ في تركيا ولا في بروكسل ولا في السعودية .د. حيدر ابو رغيف
https://telegram.me/buratha