المقالات

"من الصفيح الى المصفّحات"

987 10:21:00 2012-02-28

صالح المحنه

كثر الحديث عن المصفحات المخصصة لحماية النواب والمسؤولين العراقيين،بين معاتب ومنتقد ومتسائلٍ، ولاأضن أن الأمر المستغرب والمستهجن شعبيا في هذا الموضوع ،هو أستهداف القيمة المالية لهذه الصفقة، ففي عالم الفساد العراقي الكبير والواسع ، لاقيمة للملايين من الدولارات أن تضيع هنا وهناك، بل لاتدرج ضمن جدول النزاهة والفساد ومتابعة الفاسدين، مالم تتجاوز المليارات، فلا يتناسب وسمعة العراق الغني ، أن تطرح قضية فساد مالي تعد بالملايين،أذن ماألجديد في أمر النواب إذا ما أستقطعوا بضعة ملايين من ميزانية العراق الكبيرة لحماية أرواحهم؟ أرواحنا لهم الفدا، الجديد والمستغرب ليس في هدر المال، خصوصا كمبلغ لايساوي شفطة واحدة لوزير أو لمتعهد مدعوم من قبل مكاتب الدولة، التي تتحكم بالمال العراقي أو عقد مزور،بل هو المبالغة في الخوف أولا ، وهي صفة غير محمودة ، وثانيا حالة التمييز الطبقي والتي تمثل هروبا من واقع عراقي، لازال الكثرة من أبناءه تحتمي ببيوت من الصفيح، لاتقيها حر الصيف وبرد الشتاء!والمفارقة الكبرى والعتب الشديد والأمر الذي يدينهم، هو ماالزموا به أنفسهم من شعارات وقيم لاتضاهيها سلفية مصر ونهضة تونس، حيث أن أكثر من ثمانين بالمائة من النواب والمسؤولين العراقيين هم من خلفية إسلامية، بل وأكثرهم ممن يتغنون بالأنتساب الى مَن قال أو أرضى أن يقال لي أمير المؤمنين ولاأشاركهم في مكاره الدهر.. أأبيت مبطاناً وحولي بطونٌ غرثى وأكبادٌ حرّى، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لاطمع له بالقرص، ولاعهد له بالشبع،أستخدموا هذه الكلمات الذهبية عنوانا لشعاراتهم التي رفعوها عندما وقفوا على ابواب سكان الصفيح وخاطبوهم وعاهدوهم على أن لا ينسوْهم ويُؤثرون على أنفسهم من أجلهم، من هنا بدأت العلاقة بالصفيح وانتهت الى المصفّحات، علاقة متاجرة وكسب أصوات ،علي ع ضرب مثلا باليمامة والحجاز وهي مسافة بعيدة جدا قياسا لزمن ليس فيه مافي هذا الزمن من وسائل للنقل،فكيف اذا كانت المسافة بين المسؤول والرعية لاتتجاوز سوى إطلالة من خلال الزجاج المظلل، أو من شرفة المنزل المحصن، وهناك من يسكن في المقابر يشاركون الأموات في قبورهم ، وأقسم لو أن عليا خرج اليوم من قبره ، لقاضاهم على تزوير وسرقة أقواله وإستخدامها لتضليل الأمة ،ولأقام الحد عليهم جميعا ، ولم يستثني احدا منهم ، وعندما أستشهدُ بذكر علي عليه السلام ، لأنهم أستخدموا أقواله وخطبه دعاية انتخابيةً في كل محفل يزورنه ،وكان أحدهم يمشي وهو مفخخا بالشعارات الأسلامية يتفجر قيما ومُثلا قلّ نظيرها ، وهاهم اليوم لاشغل لهم ألا حماية أنفسهم ،إذن كل مافي الأمر هو الجانب الأخلاقي والألتزام بالعهد وبر القسم الذي أدوه ، لم يُنتخب النائب لكي يُودع في صندوق مصفح تحيط به الحمايات والسيارات والصافرات ،قطع الطرق وأعاقة المرور وازعاج للمارة،ومن يدري ربما يشرع قانون آخر يمنحهم سيارات ليموزين مصفّحة ايضا لحفلات الأعراس .ختاما أقول الصدق والأخلاص في العمل خير من المصفّحات.فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن الاهوار
2012-02-29
لوعاد عليا(ع) سيفعلون معة كما قال(الشاعرالشريف في زمن البغاء) مظفر النواب "انبأك عليا لوعدت اليوم لحاربك الداعون اليك وسموك شيوعية" لأنه (ع)سيقول لهم من اين لكم هذا وسيطبق عليهم عدالتة المطلقة اليس هوالذي هرب اصحاب المصالح الى معاوية هربامن عدلة نقطة اخرى برأيكم من هم اصحاب هذا الخطاب عند خروج الامام المنتضر(عج)"ارجع يا ابن رسول اللة لاحاجة لنابك"اليس هم هولاء وامثالهم وسيبررون ذلك بأن لدينا دستور دائم وبرلمان منتخب الى ..الخ والمناطحة اللاوطنية مستمرة بهمة الغيارى!
mohammed
2012-02-28
الاخ العزيز كاتب المقال ارجو من سماحتكم ان تقترحو ا اقراح يرضي الجميع وهو امتلاك السيارت للدولة وتسلم للاعضاء في البرلمان للاستخدام الرسمي فقط وبعد انتهاء الدورة البرلمانية تعاد للدولة وشكراز
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك