المقالات

التقديس... كيف ومتى ؟

684 11:47:00 2012-02-26

قلم : سامي جواد كاظم

التقديس احد افضل وجوه التعبير الصادق اتجاه المقدس ، والمقدس قد يكون مادي او معنوي ، الخلل الذي قد يقع به البعض هو كيفية التقديس الذي قد ينقلب على صاحبه بالبلاء بدلا من الولاء ، والاكثر خطورة هو كل ماله علاقة بالنص او الشخصية الاسلامية وهذا اثر تاثيرا واضحا على تطور الخطاب الاسلامي الذي يجد منظريه حرجا في كثير من المواقف الجدلية اتجاه الايديولوجيات الحديثة وسبب هذا الاحراج هو القصور في الفهم لا في النص .عندما يكون المقدس شيئا ماديا واذا ما طرأ عليه طارئ فانه يلوذ به من مكان الى اخر دفعا لهذا الطارئ الذي قد يصيب مقدسه وتقريبا للفكرة فلو تعرض بيتك الى طوفان فانك تلتقط كل ما هو مقدس عندك الى مكان مرتفع حتى لا ياخذك الطوفان ، وهذا الامر بعينه ينطبق على النص المقدس فانه يبقى مقدس ولكن يجب الارتقاء به من مرحلة فكرية الى مرحلة فكرية ارقى منها حتى نستطيع ان نبقى متسلحين بالنص ، اتذكر اني سالت احد الاشخاص المتضلعين في الخطاب الاسلامي هل يحق لنا اطلاق كلمة ضريبة على 20% المستقطعة من الارباح السنوية بدلا من الخمس فرفض ذلك رفضا قاطعا بالرغم انه لا يمثل نقطة خلافية عميقة ولكني اردت ان اجعلها الاساس لنقاش اكثر عمقا و اهم ما اختلفنا فيه هو اني اروم الارتقاء وهو يعتقد اني اروم التغيير ، وهذا بعيد كل البعد عن تفكيري بل ان تبريرهم في بعض الاحيان يجعل منا اناس سذج كان لو رضخنا لبعض التغييرات فقد يطالبونا بالمستقبل تغير صلاتنا او معتقداتنا وكان لا فكر لنا الا التخوف من الاخر وعدم الايمان يمقدرتنا العقلية والايمانية بما نتمسك به ، هذا التقديس المفرط يوسع المساحة التي يستطيع اعداء الدين من مهاجمة المسلمين وقد يلتفت المسلم الى عمل دنيء وينسى الاعمال الدنيئة التي ارتكبها الاخرون وذلك لما يحمل في صدره من حقد اتجاه الفاعل او لاغراض اعلامية بعيدة المدى في تحقيق اهداف مدروسة من قبل اعداء الدين، على سبيل المثال حرق القران من قبل الامريكان في افغانستان هو عمل مستهجن وخسيس بمعنى الكلمة ولكني اسال كم قران تم حرقه من قبل الارهابيين الذين فجروا جوامعنا وقد احترق القران مختلطا باجساد المصلين هل لاقى هذا ردة فعل المسلمين كما هي عليها الان اتجاه حدث اليوم ؟ كلا والف كلا .بدا علماء تفسيرالقران البحث والبحوث عن طريقة تفسيرية جديدة تسمى التفسير الموضوعي للقران وهذا يعني هو اخذ لب الموضوع الذي نزلت بسببه الاية او السورة ومن ثم البحث عن مفردات الموضوع مع تجنب القياس وكلها تخضع للتسميات المعتمدة كان يقال الحسن والقبيح مثلا هل هذه الصفة حسنة وماهي ظروف اعتمادها ومجالات استخدامها ؟ في بعض الاحيان يقدم المعصوم على عمل معين لو اقدمنا عليه قبل ان يقدم عليه المعصوم لرفضوا ذلك وانتقدونا ولكن عندما يقدم المعصوم على مثله يبدا تبرير عمل المعصوم من غير النظر الى الابعاد والنتائج التي يمكننا ان نستفيد منها على سبيل المثال جاء رجل فقير يطلب مالا من الامام علي الهادي عليه السلام وكان الامام لايملك مالا فقال له اعطني ورقة فاخذ ورقة وكتب فيها الامام ان لفلان اي الفقير مبلغا من المال بذمتي وارخ موعد التسديد بحيث جعله قديم وطلب منه ان ياتيه عصرا ويطالب بماله وان يشدد كلامه عليه ففعل ذلك وكان من ضمن الجلوس اتباع المتوكل فراوا ذلك ونقلوا الحدث الى المتوكل فبعث له المتوكل اكثر من الاستحقاق فطلب الامام من الفقير ان ياخذ المال كله ،هذه القصة فيها ابعاد كثيرة ولكننا اخذنا موضع الحاجة فجاء النقد كيف يمكن للمعصوم ان يقدم على هكذا عمل؟ فكان الجواب وكذلك كدنا ليوسف عندما اتهم اخاه بالسرقة لغاية اخرى .لايوجد حرف او كلمة في القران او نص للمعصوم ومهما كانت تاريخية سياسية اجتماعية ليس لها ابعاد تتجدد مع تجدد الافكار، والشواهد كثيرة على ذلك ، بقيت مسالة مهمة الا وهي ان الامام المعصوم عندما يطالبنا بالالتزام بنص معين وياتي حاكم ما يدعي نفس ما ادعى الامام ويطالب الاخرين بالالتزام به ، فهل يعتبر هذا الحاكم ماثوم ؟ ولو سالنا الامام عن هذا التصرف ماذا سيكون جوابه ؟ اليس هدف الامام الالتزام اكثر من تنسيب القول اليه ؟ هذه المسالة كثيرا ما تخلف ردود افعال متعصبة نتائجها سلبية مقيتة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سامي جواد
2012-02-28
اخت زهراء اجهزة الدولة هي من تتحمل العبء واللوم لما يعاني الفقراء في العراق كما وان امكانياتها والمتوفر لديها من وسائل ومؤسسات هي تفوق امكانية المرجع والامر الاخر العجيب ان الحديث عن الفقر يحشر به رجل الدين ولكن الحديث عن التطور والثقافة واكتشاف ابار النفط لا احد يعرف رجل الدين
زهراء محمد
2012-02-27
هذا الموضوع من المواضيع المهمة(والحساسة) ولنا الكثير من الاستفسار والاسئلة حوله وخصوصا مسئلة الخمس...ولكن.. لذلك لانريد الغوض به ربما يساء فهمه..كل الذي اقوله لم ارى اعماراً وبناءاً وغنى بمدنها وشوارعها وازقتها بل ركام و اكوام من الاوساخ بين البيوت والشوارع. المدن الدينية مدن بالية وعتيقة ورايت الفقراء في كل مكان؟؟ سؤالي الاول بلد له ميزانية نفطية ضخمة وله سياحية دينية وله ميزانية الخمس تقدر بالمليارات...اذن اين العلة ...ياترى miss management..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك