بقلم: محمود الدحام
شاهدت على شاشات التلفزيون ان البرلمان العراقي المحصن في البنايات داخل المنطقة الخضراء سوف يكون مصفحا في الشوارع، وهذا ما جاء في مصادقة البرلمان على شراء 350 سيارة مصفحة وبسعر 60 مليار دينار عراقي، وهنا نتساءل هل توزع هذه السيارات على طريقة المحاصصة، أم على عناوين الاحزاب أو الكتل، أم على لون البشرة، أم توزع بالوان الطيف العراقي، أو ألوان قوس قزح ، وهل تشترى بالوان العلم العراقي، وهل تسطر عليها النجمات أو عبارة الله وأكبر، وهل ترسم عليها من الخلف جمجمة وعظمين متقاطعة، ومكتوب عليها خطر " danger "، أو يكتب عليها " اتركني مخطوبة لحبيبي" أو يكتب عليها " أنا محصن والشعب الى جهنم"؟؟؟؟نحن نعلم ان البرلمانيين العراقيين قسم منهم جاء الى البرلمان بنحو 3 الاف صوت، وقسم أخر جاء باكثر من 40 الف صوت، وقسم اخر جاء بما يزيد عن 100 ألف صوت، وقسم جاء بالتعويضية أي " الزحف الحزبي"،اي تم تقسيم البرلمان العراقي كما سمعنا الى 3 أصناف، أي "رجال ورجيجيل ورجرجة "، كما يقول المثل الشعبي العراقي، وباستفتاء بسيط وجدت نسبة الرجال 8 بالمئة، والرجيجيل 32 بالمئة، والمتبقي هم نصيب الرجرجة.ونحن نعلم ايضا ان السيارات المصفحة تصنف بأنواع " B7 B6 B5 "، فهل يستخدم جميعهم نفس التصفيح أو سيكون على نوعية اهميتهم من حيث الولاء الحزبي ، أو على التصنيف المذكور اعلاه " رجال ورجيجيل و رجرجة"، وبالمقابل أين الشعب العراقي، وأين الرصافي ، الذي سمعته اليوم يقول كلاما على البرلمانيين منسجما بالتفصيل الممل مع ما قاله عن العاني، لو كنت حيا لما كتبت على العاني بل كتبت على البرلماني" ، وسوف يكتب مظفر النواب ويقول " ... لا استثني منكم أحدا" .سوف يلعنكم الله والشعب على هذا الاجراء الذي يتنافى مع كل الأعراف السماوية والاخلاقية، فاين أنتم من " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، وأين أنتم من صفات وتعاليم الرسول محمد " ص"، وأين أنتم من صفات أل البيت والصحابة، أما كان علي بن أبي طالب " رض"، لو جاعت فاطمة أو أبنائه لم تمتد يده على أموال المسلمين، أما كان عمر الخطاب " رض" يلبس ثوبه المرقع ويتقاسم الطريق مع مخادمه، ويزيد ترقيع ثوبه من هيبته لأنه طاهر في جسدة وعفيف في يده، أين أنتم من الحسين " ع"، هل خرج الى الكوفة بسيارات مصفحة، هل حاد عن عنوان التضحية والعز!!.بمن أنتم تقتدون؟؟ هل أنتم افضل من الشعب العراقي العظيم، وهل أنتم أفضل من حرة عراقية لا تنام الليل لانها تفكر كيف تقوت أولادها غدا، وهل أنتم أفضل من مريض يتوسل الدواء، وهل أنتم أفضل من ارواح ودماء طاهرة وشريفة اريقت وأزهقت في كل انحاء العراق، وهل أنتم افضل من عراقي لاجيء يقف على أبواب السفارات، أنكم فضحتم أنفسكم وكشفتم عن معدنكم اللا أصيل، وأني على ثقة بأن يحاسبكم الله والشعب في يوم لايبقي ولا يذر، وتكون مناطقكم المحصنة والمصفحة هباءا منثورا، " و كالعهن المنفوش"، لأنكم حنثتم باليمين وتجاوزتم حدود الله في شعبكم، فاصبحتم مثلما انتم.حما الله العراق وأبناء شعبه النجباء، والبقاء للشعوب والنهاية للطغاة.
https://telegram.me/buratha