خضير العواد
بين فترة وأخرى تنقل وسائل الإعلام بعض أخبار السياسين التي تجعل المواطن يغوص في تفكيره وتأملاته ويخرج بسوأل يصعب إجابته بسهولة ألا وهو هل السياسيون الذين يتصدون الساحة الأن من رحم هذا الشعب ويعانون معاناته ويعيشون أحزانه وهمومه ؟ وهل فعلاً يريدون مصلحة الشعب العليا ؟ واقع الحياة السياسية في العراق يعطي أجابات تناقض ما يصرح به المسؤولون , في الأيام الماضية صوّت أعضاء البرلمان على السيارات المصفحة التي يتناهز سعر الواحدة منها 90 ألف دولار لكل عضو برلمان بالإضافة الى زيادة رواتب الحماية حوالي 8 مليون دينار, تكلفة السيارات المصفحة وهذه الزيادة التي يطالب بها أعضاء البرلمان تساوي حوالي 40 مليار دينار من ميزانية الدولة , فتكاليف بهذا المستوى يطالب بها أعضاء البرلمان من أجل زيادة رفاهيتهم وأموالهم لأن أغلب أموال الحماية تذهب الى جيوب عضو البرلمان , علما من الصعب بل المستحيل أن تجد إجتماع واحد للبرلمان العراقي بدون غيابات وفي أغلب الأحيان يؤجل إقرار القوانيين بسبب عدم إكتمال النصاب , كان من الأجدر لأعضاء البرلمان أن يأنبوا أنفسهم بسبب تقاعسهم عن أداء واجبهم إتجاه الشعب الذي إنتخبهم وهم يرون معظم القوانيين لم يصوّت عليها ولم يتم إقرارها , فهل المتقاعس في أداء واجبه يكرموه بهذه المبالغ الطائلة من أموال الشعب الذي هو في أشد الحاجة لها لما يمتلك بين فئاته عوائل لا تمتلك أسقف تؤويها من برد الشتاء أو تدفع عنها حر الصيف بل هناك عوائل تنام فارغة البطون وملابسها التي ترتدي لم تبدلها من عشرات الأيام لأنها لا تمتلك غيرها , وأعضاء البرلمان يسبحون بالنعيم والرفاه فهل توجد نقطة وصل أو ألتقاء ما بين صورة الشعب وأعضاء البرلمان ؟؟ أما الحالة الأمنية فهي أسوء من الحالة المادية لأن الأرهاب قد أخذ مأخذاً من الحياة اليومية للفرد العراقي , فقد أنهينا جميع أيام الأسبوع الدامية وبدأنا بأيام أسبوع دامية جديدة وحكومتنا ليس عندها إلا تحميل بعض الجهات المسؤولية وشعبنا صغيره قبل كبيره قد عرف المجرمين الذين لا يريدون له إلا الموت والدمار , ولكن الشعب يريد من الحكومة الوسائل الفعالة التي توقف نزيف الدم لا التشخيص فقط , فما جدوى التشخيص والإرهابيون في كل يوم يهربون من السجون بمختلف الطرق والأعذار التي تطرحها الحكومة بعد فرار القتلة من السجون , فما فائدة التشخيص وحكومتنا ليس عندها القوة والجرأة في تنفيذ القوانيين الرادعة أتجاه الأرهابيين , فما فائدة التشخيص وحكومتنا بين فترة وأخرى تحاول أرجاع الأرهابيين الى أوطانهم سالمين غانمين تحت عنوان تبادل السجناء كالسعوديين والليبين والتونسيين وغيرهم , فما فائدة التشخيص وحكومتنا ليس بأمكانها إلقاء القبض على الهاشمي المتهم ب 150 عملية أرهابية إذا كان في كل عملية يقتل 10 فالعدد المتهم بقتله يتجاوز 1500 قتيل والحكومة تريد أن تقاضيه غيابياً وهو على أرض العراق فإذا كان خارج العراق فما هو نوع المحكمة التي ستقاضيه ؟؟؟ أما الفساد الأداري فحدّث ولا حرج فإنه ينتشر في جميع مفاصل الدولة طبعاً بمستويات مختلفة والضحية في جميعها الشعب وهوالذي يدفع الضريبة الحقيقة من الناحية المادية والمعنوية , فحياة سياسية بهذا المستوى فهل المتصدون فيها يعيشون هموم ومعانات المواطن بشكل فعلي وواقعي وهل يضعون المصلحة العليا للشعب نصب أعينهم ؟؟؟.
https://telegram.me/buratha