خضير العواد
عندما أسمع أو أتذكر أية من القران الكريم ينتابني الفضول والتفكر في نفس الوقت لمعرفة الفترة الزمنية التي يعيشها الأنسان في هذه الدنيا مقارنةً بالأخرة أو بعد الموت , إذ يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )....(1) وفي بعض الأيات ألف سنة مما تعدّون , أي مهما كانت الفترة التي تعادل ما نعيشه في هذه الحياة الفانية الزائلة التي لم يبقى ولن يبقى فيها أحد كما أخبرنا ألله سبحانه وتعالى (كل من عليها فان )....(2) وكذلك رسول الله (ص) والأئمة المعصومين عليهم السلام بالإضافة للتجارب الحياتية ونحن ندفن في كل يوم الأحباء والأصدقاء ونفارقهم والى الأبد أي أن أهم حقيقة في هذه الدنيا هي الموت, ولكن أغلب الناس متغافلين عنها كأنه يدفن ولا يُدفن ويبقى وغيره يموت ولانتذكر الموت إلا بعض الساعات حينما يموت عندنا عزيز ونقيم عليه المراسيم التقليدية وبعد بضع أيام أو ساعات نعود الى أحاديثنا المعتادة لكي نتسابق في هذه الدنيا من أجل الحصول على ملذاتها المتنوعة مع عدم الأهتمام بالطرق الشرعية المتبعة للحصول على هذه الملذات وكم سيطول الوقت للألتذاذ بها , وبسبب حبي للرياضات أردت معرفة كم هو عمر الأنسان إذا قارناه بوقت الأخرة , كما تخبرنا بعض الأيات أن يوم واحد من أيام الأخرة يعادل خمسين ألف سنة فكم سيكون إذا كان معدل عمر الإنسان في هذه الحياة لنقل 80 سنة :عندها سيكون يوم واحد من الأخرة = 50000 سنة من هذه الدنيا(س) يوم في الأخرة = 80 سنة (معدل عمر الأنسان) في هذه الحياة1 * 80 = س * 50000 80 = 50000 س أي س = 80 50000 = 0.0016 يوم من أيام الأخرةلنعرف كم ساعة 0.0016 *24 ساعة = 0.0384 ساعةلنعرف كم دقيقة 0.0384 *60 دقيقة = 2.304 دقيقة هي الفترة التي سيحياها الأنسان في الأخرة إذا عاش 80 سنة في هذه الدنيا أي 80 سنة في هذه الدنيا تعادل دقيقتين وبعض الثواني من الأخرة , وهذه بعض الأمثلة التي تقرب الصورة ألينا , فأول الأمثلة من كتاب الله عزة قدره في قصة نبي الله أرميا (ع).(3) أو هذه القصة تنسب الى عزيرالنبي (ع)..(4) قال سبحانه وتعالى (فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال لبثت مائة عام )....(5) وفي قصة أهل الكهف (قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) (6) في الأية الأولى أماته الله مائة عام من هذه الدنيا وشعر كأنه يوم أو ساعات قليلة وأما أهل الكهف فقد لبثوا حوالي ثلاثمائة وتسع سنين من هذه الدنيا......(7) وشعروا بأنهم قد لبثوا يوماً أو ساعات قليلة , وأحاديث المعصومين عليهم السلام قد قربت الصورة ألينا أكثر وأكثر وجعلتها قريبة الى الواقع الذي نعيش فيه حيث يقول الأمام علي (ع) (الناس نيام فإذا ماتوا أنتبهوا)...(8) أي بمعنى إننا نيام وهذه حياتنا ماهي إلا حلم أو رؤيا ونستيقظ من حلمنا أو رؤيانا عندما نموت عندها سوف ننتبه على حلمنا أما أن يكون حلم سعيد وجميل أو يكون كابوس مزعجاً ونكون فرحين عندما نستيقظ منه وهذا مصداق الحديث الشريف لرسول الله (ص)(إن الدنيا سجن المؤمن وغم المؤمن وإنّ الدّنيا جنة الكافر وروح الكافر)......(9), بالإضافة الى أن البحوث العلمية قد أثبتت أن أطول فترة يستغرقها الحلم أو الرؤيا هي ما بين 5 الى 6 ثانية والجميع يعلم في بعض الأحلام نشعر ونحن في المنام أن الحلم أستغرق وقت طويل ولكن الواقع يقول إنه أستغرق سوى ثواني قليلة فهذه صورة مقلوبة أو معكوسة ما بين الدنيا والأخرة أي الوقت الطويل في الرؤيا ما هو إلا ثواني قليلة في هذه الدنيا وسنين الدنيا ما هي إلا ثواني من الأخرة , وهناك قصة حقيقة وقعت مع أحد علمائنا الأعلام رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين , كان أحد العلماء يتمشى في مقبرة وشاهد قبراً قد تصدع وتآكل ومؤرخ عليه أنه قد مات صاحب القبر لأكثر من ثلاثمائة سنة فحدّث العالِم نفسه عن هذا المتوفي وماذا يشعر أو واجهه من الأمور في مماته وبالفعل طلب من الله سبحانه وتعالى أن يحضر له روح هذا الميت وبالفعل أستجاب الله سبحانه وتعالى لطلب العالِم في تحضير روح هذا الميت وقد شاهد شاب وسيم واقف أمامه وأحدى يديه مقبوضة فقال له ماذا تريد مني قال أردت أن أسئلك بعض الأسئلة كيف مت وماذا شعرت عند موتك وماذا تفعل الأن قال له أنا طالب للعلوم الدينية قدمت الى الحلة لأدرس فيها وبالفعل درست وبعد فترة تمرضت مرضاً شديداً وأستمرهذا المرض لفترة ليست بالقصيرة فجزعت من الأوجاع والمرض, وفي أحد الأيام فتح الباب شاب وسيم وذو رائحة عطرة سلم عليّ وقال لي ما بك يا فلان قلت له ولم أستغرب منه أنني مريض جداً وجميع جسمي يؤلمني فقال لي سوف أريحك فتقدم وجلس بجانبي ووضع يده على قدميّ وقال هل هنا وجعك قلت نعم قال ماذا تشعر الأن قلت ذهب الوجع وهكذا فعل مع جميع أعضاء جسدي عندما يمرر يده على أي عضو يذهب عني الألم الى أن وصل الى رقبتي ثم حلقي بعدها شعرت أنني خارج جسدي وأرى جسدي ممدد وبعد لحظات قدم زميلي في الحوزة يسأل عني فسلم عليّ فرددت السلام فلم يسمعني عندها قدم الى جسمي يناديني فأجبه ولكنه لا يسمعني عندها صرخ وقال رحمه الله لقد مات وأنا أقل له أنا هنا ليس ميت ولكنه لا يشعر بي عندها ذهب وأحضر رفاقي في الحوزة ورفعوا جسدي وذهبوا بي الى المغتسل ومن ثم كفنوني عندها أنني شعرت بأني قد متُّ وقد رفعوا جسدي وصلوّا عليّ ومن ثم ذهبوا بي الى القبر وأنا أرى زملائي وكيف هم متأثرين على فراقي ولكن أنا أحاول الكلام معهم ولكن من غير جدوى وبعدها أوصلوني الى القبر الذي قد حفروه لأجلي وبعدها وضعوا جسدي في القبر ولقنوني وعندما أرادوا وضع التراب عليّ دخلت القبر مع جسدي بصورة لم أشعر بها فخفت وأرتعدت ولكن بعد أن ذهب أصحابي ورفاقي وتركوني وحيداً في حفرتي أنفتح القبر وإذا بحديقة غناء مملوءة بما لذ وطاب , قدمت من بين أشجارها الغناء حورية قربت مني فمددتُ يدي الى عنقها فأنقطعت قلادتها وسقطت الى الأرض وأخذت أجمعها وهذه هي بيدي ففتح الشاب يده للعالِم لكي يشاهد حبات اللؤلؤ بيده وبعدها أخذ الشاب راجعاً الى قبره بعد أن أنهى العالِم كل أسئلته منه , من هذه القصة نستنتج عدت دقائق في القبر,هي فترة دخوله الى القبر وأنفتاح القبر الى الحديقة أو الجنة وقدوم الحورية وجمع القلادة أستغرقت أكثر من ثلاثمائة من السنين من هذه الدنيا .من كل هذا الحديث نستنتج أن كل حياتنا وما يرافقها من سعادة وحزن ولذة لاتساوي إلا دقيقتين وبعض الثواني بالنسبة للأخرة فهل يعقل أن نبيع حياة أبدية خالدة مملؤة بالسعادة وليس فيها ظلم أو حزن وفيها ما تشتهي الأنفس من اللذات ب 80 سنة من عمر الدنيا ( التي لا تعادل إلا دقيقتين وبعض الثواني من حياة الأخرة) فمهما كانت هذه السعادة فهي منتهية وزائلة كالحلم أو الرؤيا فما أجمل السعادة إن كانت أبدية وخالدة وهذا مبتغى وهدف كل أنسان عاقل في هذه الدنيا , والحصول على هذه السعادة الأبدية ليس بالأمر الصعب أوالمستحيل ولكن يجب الألتزام بتعاليم الله سبحانه وتعالى السهلة السمحاء في هذه الحياة التي لاتمثل إلا دقيقتين من وقت الأخرة .(1)سورة المعارج أية 4 (2)سورة الرحمن أية 26 (3) موسوعة المصطفى والعترة (ع) الحاج حسين الشاكري ج10 ص45 (4) نظرات في التصوف والكرامات لمحمد جواد مغنية ص86 (5)سورة البقرة أية 259 (6)سورة الكهف أية 19 (7) أحكام القرأن للجصاص ج1ص552 , تفسير بن كثير ج3 ص8 (8) معالم الحكم ص97,خصائص الأئمة للشريف الرضي ص112 (9) مشكاة الأنوار لعلي الطبرسي ص464
https://telegram.me/buratha