المقالات

عندما يكون الارهاب شريكا /

719 22:17:00 2012-02-22

حافظ آل بشارة

تفجير اكاديمية الشرطة شرق بغداد ، مذبحة جديدة تمر بصمت ، لم يعد أحد يتحدث عن ضربات الابادة الجاهيرية المتكررة ، اهالي الضحايا لم يبق في عيونهم ما يكفي من الدموع لمآتم جديدة ، لكل شيء حدوده التي ينتهي اليها الا سيل الضحايا في العراق فهو سيل لا حدود له ، الاقلية المخلصة من القوات المسلحة وصلت الى مرحلة اليأس ، لم تعد قادرة على تصور نهاية للمجزرة المتواصلة ، التهديدات الاستهلاكية التي يطلقها المسؤولون بطريقة آلية ضد الارهاب اصبحت مضحكة ، الارهاب اقوى من الحكومة وقد هزمها في مواقع حساسة ومازال قويا وقادرا على ان يضرب متى يشاء وكيف يشاء واين ما يشاء ، لا يمكن القضاء على الارهاب بهذه الطرق الساذجة لان الارهاب شريك في الحكومة ، وشريك في البرلمان ، وشريك في الاموال ، وشريك في القرار ويحظى بحماية دستورية ، ولديه غطاء ديني وغطاء اعلامي ، فكيف يمكن ان يهزم ؟ الارهاب لديه قياداته السياسية وقياداته الامنية شبه العلنية وتمويله المتواصل ، وعندما يعتقل الارهابي ويسجن تتولى دوائر رئيسية في الدولة مهمة انقاذه ! فيجد الف متبرع يدافع عنه ، فهذا يطالب باطلاق سراحه ، وهذا يعده مجاهدا بطلا ، وثالث ينفق الاموال لتهريبه من السجن ، ورابع يبرؤه وينسب الجريمة الى سواه فيجعل الضحية جلادا ، آليات ووسائل الارهاب أكثر تطورا وأسرع تأثيرا وأشد جرأة . انظر الى الجبهة الرسمية المقابلة التي تحارب الارهاب ، قوات مسلحة ينقصها الاعداد والتدريب والتسليح ، تتفشى في اوساطها الرشوة والفساد وشراء الذمم والخيانة بكل اشكالها ، قوات تفتقد في اغلب مراكزها الضوابط العسكرية والالتزامات الاخلاقية ويهيمن عليها الجهل والتسيب والسوقية وضعف الشعور بالانتماء الى الوطن او المنظومة السياسية الحاكمة ، قوات غير محصنة لا مهنيا ولا سياسيا ولا اخلاقيا من الاختراق والتجنيد المعادي ، الدوائر القيادية تعلم ان آلاف الجنود والشرطة لا يخدمون في وحداتهم وهم في اجازة دائمية ويتقاسمون رواتبهم مع آمريهم ، ضباط منشغلون بسرقة الميرة والعينة والعجلات ، ملفات التحقيق تضم معلومات لا تصدق حول مساهمة الجنود والمراتب في مساعدة الارهابيين وتمرير المتفجرات والتستر على الانتحاريين ، ومشاركة الحراس في تهريب السجناء ، حالات الخيانة والفساد والارتشاء واللاابالية والطائفية وضعف الشعور بالمسؤولية ، وفوق ذلك فقدان وسائل التفتيش الحديثة ، اجهزة سونار فاشلة تم شراؤها بصفقة فاسدة ، والجنود الذين يستخدمونها مرهقون محبطون ، والازدحام هائل ، والشوارع المغلقة تزداد كل يوم عددا ، حل مشكلة الارهاب في العراق يبدا باعتقال القيادات الارهابية المحترمة المشاركة في السلطة ، التستر عليها حرام والخضوع لابتزازها جريمة ، واطلاق يد القضاء فيهم ، المعالجات الترقيعية الخائفة لا تحسم الملف الامني في العراق بل تسهم في نخر التجربة واسقاط سمعة القائمين عليها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2012-02-24
اسباب هذا الارهاب عدم تنفيذ القانون فأنه حبر على ورق في كل دساتير الدنيا هناك قانون لحماية مواطنيه الا العراق؟؟ والسبب كما قلته ضعف في التنفيذ المفروض انزال اشد عقاب على كل مجرم وارهابي يقتل .ازلام العهد المقبور لحد هذه اللحظة ينعمون بحياة وآمان في سجون ذو درجة عالية.كل طلباتهم مجابة؟! اليس المفروض هولاء ان يعلقوا في لمشانق وينتهي الامر..وانا ارى خطاء كبير هو منا عندما تفتح ابواب بيتك لحرامي والمجرم ماذا تتوقع منهم راح يأتون ويصلون فيه؟ والاهم الشرخ كبيربين لابناء مما ساعد ضعفهم وقوى المجرمين
ahmmad
2012-02-23
هذه التفجيرات نفذتها الخلايا النائمة التابعة لزعيم الارهاب في العراق طارق الشركسي ابن الزنا والقصد منها تحقيق العديد من الاهداف والانتقام وقد قالها بنفسه ان الدفاع عنه فرض عين وهي شفرة للارهابيين لتنفذ ماتم الاتفاق عليه...هذه الدماء الزكية تتحملها الاحزاب الشيعية الجبانة المهزومة الخائبة الخائنة التي تساعد الارهاب بتشرذمها وتشتتها ودفاعها عن المجرمين والمفسدين...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك