عادل العتابي - كاتب واعلامي
مدينة الحرية واحدة من المناطق الشعبية الكبيرة والمعروفة في بغداد، كانت تسمى مدينة (الهادي) قبل خمسين عاما تقريبا نسبة الى الشخصية الاجتماعية المعروفة عبدالهادي الجلبي، والذي كان اول من وزع قطع الاراضي السكنية على محبي السكن في تلك المدينة في اواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، حتى ان بعض المناطق فيها ما زالت تتخذ من اسماء العاملين مع الجلبي في ذلك الوقت اسما لها، فهناك منطقة الدباش والدولعي وغيرها من المسميات. لم تبق اية فسحة من الارض في (المدينة) ، (وهذا الاسم الثاني لها) فقد احاطت بها مدن الكاظمية والشعلة والخطيب وحي العدل اضافة الى شارع الربيع، وبعد سقوط نظام الطاغية صدام عاشت مدينة الحرية عهدا جديدا انتعشت بموجه الاسواق وشهدت المدينة بناء عدد من المدارس والمستوصفات من قبل الدولة او المنظمات الانسانية، كما تم اكساء عدد من شوارع المدينة بالاسفلت فيما كانت بعض الشوارع تصف بالمقرنص من الطابوق لتظهر بالمظهر الجميل واللائق.في واحدة من اهم مناطق الحرية وهي المنطقة المحصورة بين العيادة الطبية الشعبية الاولى ومصرف الرافدين والطريق الذي يربط تلك المنطقة بمنطقة الدباش، يتم قطع سير المركبات بكل الاتجاهات، مما يولد زحاما كبيرا لاسيما وان طريقا واحدا يبقى مفتوحا بأتجاهين ويكون ذلك بتواجد وامر رجال الجيش العراقي والشرطة، هذا الوضع يسبب الاربكاك في عمل الكثيرين من اهالي المدينة، فالمنطقة المقطوعة لايمكن الدخول اليها وفي اوقات طويلة من اليوم باستخدام العجلات بل سيرا على الاقدام، اذ لايوجد مكان لايقاف العجلات في تلك المنطقة وهذا يعني ان كبار السن من المتقاعدين والمرضى لايتمكنون من الوصل الى المصرف او العيادة الشعبية والمستوصف الصحي الا بشق الانفس.فيما يتندر اخرون باطلاق تسمية (المنطقة الخضراء) على تلك الاماكن، فالعديد من الموظفين من سكنة الحرية الثانية والثالثة لايجدون الطريق مفتوحا صباح كل يوم من منطقة السوق الشعبي والمدارس وحتى العيادة الشعبية اذ ان الطريق الرئيس مقطوع بعجلات الجيش والشرطة وبالتالي فهم مضطرون الى السير بعجلاتهم عبر الازقة الضيقة الى منطقة دور نواب الضباط او باتجاه طريق الدباش حتى يمروا من هناك الى اماكن عملهم! يعبر العديد من الاهالي عن ضجرهم من اتخاذ هكذا اوامر بقطع الطرق الرئيسة في المنطقة الخضراء من الصباح وحتى ساعات متاخرة من الليل وعدم اتخاذ اجراء مماثل في مناطق اخرى، فهل سكان المنطقة الخضراء اعز الى الدولة والحكومة من سكان المناطق الاخرى حتى يتم حمايتهم من المفخخات والارهابين والقتلة؟ ام ان الاخرين في المناطق الاخرى هم من الدرجة الثانية! لاسيما وان الجميع يعرف بأنهم سواسية امام الله والقانون والدولة، ان اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحرمان الارهابين من اية فرصة لتنفيذ جرائمهم يلقى الترحاب من الجميع، لكن ان يتم اتخاذ ذلك الاجراء في منطقة معينة بالذات من دون مناطق مدينة الحرية الاخرى فان ذلك ليس مقبولا على اية حال، لانه يضر بالاغلبية من سكنة الحرية اضافة الى ان ذلك سبب اضرارا مالية كبيرة باصحاب المحال التجارية والخدمية في المنطقة الخضراء تلك.اما اذا كان ذلك الاجراء يستند الى معلومات امنية موثقة من قبل الجيش والشرطة فأن الاهالي اولى بمعرفتها ليحضر التعاون بين شيوخ ووجهاء واهالي المدينة وبين الجهات الامنية في افضل صورة.
https://telegram.me/buratha