خضير العواد
بعد أن أثبتت الثورة البحرينية فعاليتها وجديّتها في الوصول الى أهدافها المشروعة , أربك هذا الوضع أل سعود وجعلهم يتخبطون في مخططاتهم وقراراتهم , لأنهم قد طرحوا كل ما يملكون من قوة وأفكار في الساحة البحرينية وتوقعوا أن الأمر لا يتجاوز إلا أيام معدودة ومن ثم ترجع الأمور الى سابق عهدها , ولكن صبر وأصرار الشعب البحريني الأبي على التغير وتحقيق كل ما يصبوا أليه من أهداف وأن تطلب هذا الأمر الوقت والتضحية , وهذا ما أثبتته التجارب اليومية للثورة البحرينية التي تقدم في كل يوم الضحايا تلو الضحايا ولم تثبط عزيمة هذا الشعب المناضل هذه التضحيات بل الجميع وضع في حساباته الاستشهاد من أجل قضيته العادلة , وبسبب الموقع المهم لجزيرة البحرين وقربها من الساحل الشرقي للمملكة السعودية الغني بالنفط وولاء أغلب الشعب البحريني لأهل البيت عليهم السلام كما هو الحال في المنطقة الشرقية من السعودية , لهذا فأن أجراس الخطر قد دقت في الرياض , فبالرغم من سيطرة الرياض على القرار الرسمي البحريني ولكن السعوديون لم يطمأنوا للوضع السياسي في المنامة وحاولوا تفادي أي مفاجئة , لهذا السبب طرحوا فكرة الكنفدرالية على أل خليفة حتى تتم السيطرة بشكل مباشر من قبل وزارتي الدفاع والداخلية السعوديتين وبدون أي حرج دولي أو أي تدخل لأل خليفة لأن الأمر سيصبح سعودي مئة في المئة , ولكن تطبيق هذه الفكرة قد تنهي حكم أل خليفة والى الأبد على البحرين وهذا ما تخطط له الرياض من عشرات السنين حتى تبعد عنها القلق بسبب عدم استقرار هذه الجزيرة بين فترة وأخرى , لأن الكنفدرالية تجعل من أل خليفة مجرد أمراء بدون أي صلاحيات كأي أمير في المملكة العربية السعودية الفارق بينهم أن أمراء أل سعود يمتلكون مختلف الصلاحيات , بالإ ضافة الى قطع أي رابطة تربطهم بشعب البحرين لأن خطوة الكنفدرالية تجعل البحارنة يشعرون بأن العائلة المالكة قد باعت البحرين الى أل سعود مما يجعل أل خليفة يسقطون والى الأبد من قلوب الشعب في وحل أل سعود المظلم , أما الشعب البحريني فسيكون الرابح الأكبر من هذا الأتحاد لأنه سوف يتخذ من هذه الخطوة الغطاء الشرعي الكامل لنضاله ضد الأحتلال السعودي ويكسب الشرعية لثورته المتوهجة لأكثر من عام , وسوف يتخلص من أل خليفة بأسرع الطرق وأسهلها لأنهم سوف يخسرون كل مصداقية في حكم البحرين بسبب سيطرة أل سعود على كل شئ , وقبول أل خليفة بالكنفدرالية مع ال سعود قد يجعلها تخسر الكثير من شعب البحرين الذين يعطون الولاء لهم ولم يشاركوا بهذه الثورة بسبب تلاقي المصالح أو المذهبية لأن وطنيتهم سوف تصبح بالمحك مع سيطرة أل سعود على وطنهم البحرين , مما يؤدي الى توحد أغلب الشعب البحريني أتجاه هدف واحد وهو أخراج الأحتلال السعودي من أرض البحرين , وبذلك سوف يكون الخاسر الأكبر من فكرة الكنفدرالية هم أل خليفة لأن مستقبلهم سوف يكون مجهولاً لأن كفتهم خفيفة الوزن في هذه المعادلة , ولكن عندما يجلسوا الى طاولة الحوار مع شعبهم وينفذوا مطالبهم المهمة سوف يسترجعون مصداقيتهم في قلوب كل الشعب البحريني عندها سوف يثبتوا حكمهم ويجعلوا مستقبلهم أكثر طمأنينة ووضوح لأن حاميهم الفعلي والحقيقي هو الشعب وليس أسلحة أل سعود التي لا تتحرك خطوة واحدة إلا وتضع المصلحة العليا لأل سعود أمامها , فالخطوة الفعالة في إيجاد الحل لمشكلة البحرين هو التحاور مع أهل البحرين وأبعاد الأحتلال السعودي الذين لا يفكر إلا في مصالحته , أما الكنفدرالية فهي المصيدة التي ستنهي مستقبل أل خليفة والى الأبد .
https://telegram.me/buratha