المقالات

أضواء على شهادة رسولنا الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)

1781 19:25:00 2012-02-20

عبود مزهر الكرخي

نتناول في جزئنا الأخير وفاة نبينا وكيف تم تجهيزه من قبل أخيه ووصيه الأمام علي بن أبي طالب(ع) ومن كان مع نبينا الأكرم محمد(ص) الذي هو قائد البشرية والذي غير حال الأمة من حال التخلف والجهل وكل النعرات الجاهلية والظلم والقهر وبكل معانية العالية إلى مجتمع يقوم على أساس العدل والمساواة ليطبق المجتمع الإسلامي الذي نقل قريش و وعرب الجزيرة إلى حال انقلاب على قيمهم الغارقة في الجهل والتي توارثوها ليبني المجتمع الإسلامي الجديد هو ومعه وصيه وخليفته أمير المؤمنين(ع) وهذا ما صرحت بضعة رسول الله(ص) فاطمة الزهراء(ع) في خطبتها في مجلس أبي بكر عندما غصبوا حقها في فدك لتقول لهم ((ثم قالت أيها الناس اعلموا أني فاطمة و أبي محمد (ص) أقول عودا وبدوا ولا أقول ما أقول غلطا ولا أفعل ما أفعل شططا لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم ولنعم المعزى إليه (ص) فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة مائلا عن مدرجة المشركين ضاربا ثبجهم آخذا بأكظامهم داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة يجف الأصنام وينكث الهام حتى انهزم الجمع وولوا الدبر حتى تفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق الشياطين وطاح وشيظ النفاق وانحلت عقد الكفر والشقاق وفهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد (ص) بعد اللتيا والتي وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه مكدودا في ذات الله مجتهدا في أمر الله قريبا من رسول الله سيدا في أولياء الله مشمرا ناصحا مجدا كادحا لا تأخذه في الله لومة لائم وأنتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الأخبار وتنكصون عند النزال وتفرون من القتال فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسكة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الأقلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين وللعزة فيه ملاحظين ثم استنهضكم فوجدكم خفافا وأحمشكم فألفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم ووردتم غير مشربكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم وكيف بكم وأنى تؤفكون وكتاب الله بين أظهركم أموره ظاهرة وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة وزواجره لائحة وأوامره واضحة وقد خلفتموه وراء ظهوركم أرغبة عنه تريدون أم بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها ثم أخذتم تورون وقدتها وتهيجون جمرتها وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي وإطفاء أنوار الدين الجلي وإهمال سنن)).(1)وهذا هو أدق ما وصفته فاطمة الزهراء روحي لها الفداء في وضعية الصحابة والوضع للمجتمع الجاهلي والإسلامي بعد ذلك.ولكن هل قدروا ماقام به نبيهم وقائدهم من دور عظيم؟ وهل تم تأبينه وتكريمه ودفنه ؟وهل أوفوا عهودهم لنبيهم ونفذوا تعاليمه التي أوصى بها لرفعة الدين وتوسيع قاعدته ونشره في كافة أنحاء المعمورة وفق النهج المحمدي الأصيل؟ بالتأكيد وسيكون الجواب كلا لأنهم انغمسوا في مطامع السلطة لينحرف الدين عن وجهته وليصبح عرضة للمطامع والأهواء ولكل طالب سلطة ومكتسب لينحرف الدين أينما انحراف وليصبح دين ملوك وحكام وهو ما رأيناه بأم أعيننا حيث جثة رسولنا الأعظم الشريفة مسجاة ولا يوجد احد من يجهزها أو يقوم بمراسم دفنها ليذهبوا إلى سقيفة بني ساعدة للركض نحو السلطة والملك من قبل صحابته ولم يوفوا حق هذه الصحبة والتي الكثير من الكتاب يكفرون كل من ينتقد الصحابة ويعتبروه خارج عن الملة والدين وإلا فماذا يفسر موقفهم هذا غير ومن المفروض وحسب أقوالهم إكرام الميت دفنه فكيف إذا كان قائدهم ونبيهم أليس من المفروض أن تقوم الدنيا ولا تقعد لوفاة خير البشرية وحبيب الله وخاتم الأنبياء والرسل الرسول الأعظم محمد(ص) ولكن أبت النزعة الجاهلية ونعراتها أن تزول من الكثير لتظهر واضحة ومثل عين الشمس في وضح النهار وتعبر عن هذه المطامع مهما حاولوا إخفائها والتستر عليها.ولنكمل ماذا حدث عند وفاة نبينا الأكرم محمد(ص).وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) ومراسم دفنه :ولم يكن حول النبي (صلى الله عليه وآله) في اللحظات الأخيرة إلاّ علي بن أبي طالب وبنو هاشم ونساؤه ولم يكن احد من الصحابة وهذا ماتشير إليه كل مصادر وحتى الصحاح وكتب أهل السنة.ولأثبات الحجة على أن نبينا محمد(ص) قد مات على صدر الأمام علي (ع) نورد تلك الخطب من امير المؤمنين وليسكما يدعي البعض نتيجة أفلاسهم أنه توفي في حجر عائشة ولايشير اي مصدر لذلك ولكنه التحريف الأموي والعباسي للتاريخ فقط يشير إلى ذلك ولنطلع على ماقاله امير المؤمنين (ع) في هذا الشأن1 ـ إن علياً (عليه السلام) يقول: ( فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين سحري وصدري نفسك، إنا لله وإنا إليه راجعون).(2)2 ـ وقال (عليه السلام): (إن آخر ما قال النبي: الصلاة، الصلاة، إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان واضعاً رأسه في حجري، فلم يزل يقول: الصلاة، الصلاة، حتى قبض).(3)3 ـ وقال (عليه السلام) أيضاً: (ولقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن رأسه لعلى صدري).(4)4 ـ وفي خطبة له (عليه السلام) قال: (..ولقد قبض النبي (صلى الله عليه وآله) وإن رأسه لفي حجري، ولقد وليت غسله بيدي، تقلبه الملائكة المقربون معي..).(5)ليدلل بالتالي أن روح سيدي ومولاي أبي الزهراء روحي الفداء قد فاضت وهو مسند على رأس وصيه وأخيه علي(ع) وفي بيت أبنته فاطمة الزهراء(ع) وهناك تبرير لعدم قول ذلك وهو في كتاب السيد جعفر مرتضى العاملي الذي يقول"غير أننا نقول:إن ذكر أسامة بن زيد في هذه الرواية موضع ريب، فإن أسامة كان مكلفاً بالمسير بالصحابة إلى الغزو، وهو موجود في المعسكر الذي كان يجمع الناس فيه، ويتهيأ لمغادرة المدينة. إلا إن كان انتقاله إلى بيت الزهراء (عليها السلام) قد حصل قبل تجهيزه أسامة في ذلك الجيش.ولعل السبب في إطلاق أمثال هذه الدعاوى هو التوطئة والتمهيد لادعاء أن النبي (صلى الله عليه وآله) هو الذي عدل عن تجهيز جيش أسامة، ولذلك أحضره ليضع يده على عاتقه."(6)ثم لننظر ماذا حدث في الوفاة وبإجماع الآراء ونورد الأحداث كما هي :وقد علم الناس بوفاته (صلى الله عليه وآله) من الضجيج والصراخ الذي علا من بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) حزناً على فراق الحبيب، وخفقت القلوب هلعة لرحيل أشرف خلق الله. وانتشر خبر الوفاة في المدينة انتشار النار في الهشيم ودخل الناس في حزن وذهول رغم أنه (صلى الله عليه وآله) كان قد مهّد لذلك ونعى نفسه الشريفة عدّة مرات وأوصى الأمة بما يلزمها من طاعة وليّها وخليفته من بعده علي ابن أبي طالب. لقد كانت وفاته صدمة عنيفة هزّت وجدان المسلمين، فهاجت المدينة بسكانها وازدادت حيرة المجتمعين حول دار الرسول(صلى الله عليه وآله) أمام كلمة عمر بن الخطاب التي قالها وهو يهدد بالسيف: إنّ رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد مات، إنه والله ما مات ولكنّه قد ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران.(7)ورغم أ نّه لا تشابه بين غياب موسى(عليه السلام)ووفاة النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ، لكن مواقف عمر التالية لعلّها تكشف النقاب عن إصراره على هذه المقارنة. نعم لم يهدأ عمر حتى قدم أبو بكر من السنح ودخل إلى بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكشف عن وجه النبي (صلى الله عليه وآله) وخرج مسرعاً وقال: أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت وتلا قوله تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) وهنا هدأت فورة عمر وزعم أنه لم يلتفت الى وجود مثل هذه الآية في القرآن الكريم.(8)وأسرع أبو بكر وعمر بن الخطاب مع بعض أصحابهما إلى سقيفة بني ساعدة بعد أن عرفا أنّ اجتماعاً طارئاً قد حصل في السقيفة فيما يخصّ الخلافة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله). متناسين نصبُ عليّ بن أبي طالب وكذا بيعتهم إيّاه بالخلافة وغير مدركين أنّ تصرفهم هذا يعدّ استخفافاً بحرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجسده المسجّى. وأمّا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وأهل بيته فقد انشغلوا بتجهيز الرسول (صلى الله عليه وآله) ودفنه فقد غسّله عليّ من دون أن ينزع قميصه وأعانه على ذلك العباس بن عبد المطلب ابنه والفضل وكان يقول: بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيّاً وميّتاً.(9)ثم وضعوا جسد الرسول (صلى الله عليه وآله) على سرير وقال علي (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إمامنا حياً وميتاً فليدخل عليه فوج بعد فوج فيصلّون عليه بغير إمام وينصرفون. وأوّل من صلى على النبي (صلى الله عليه وآله) علي (عليه السلام) وبنو هاشم ثم صلّت الانصار من بعدهم.(10)ووقف علي (عليه السلام) بحيال رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته اللهم إنّا نشهد أن قد بلّغ ما اُنزل إليه ونصح لاُمته وجاهد في سبيل الله حتى أعزّ الله دينه وتمّت كلمته، اللهم فاجعلنا ممن يتّبع ما أنزل الله إليه وثبّتنا بعده واجمع بيننا وبينه، فيقول الناس: آمين، حتى صلّى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان. وحفر قبر للنبي(صلى الله عليه وآله) في الحجرة التي توفي فيها. وحين أراد علي (عليه السلام) أن ينزله في القبر نادت الأنصار من خلف الجدار: يا علي نذكرك الله وحقّنا اليوم من رسول الله أن يذهب، أدخل منا رجلاً يكون لنا به حظّ من مواراة رسول الله. فقال(عليه السلام) ليدخل أوس بن خولي، وكان بدرياً فاضلاً من بني عوف. ونزل عليّ (عليه السلام) إلى القبر فكشف عن وجه رسول الله ووضع خدّه على التراب، ثم أهال عليه التراب. ولم يحضر دفن النبي (صلى الله عليه وآله) والصلاة عليه أحد من الصحابة الذين ذهبوا إلى السقيفة. (11)تجهيزه(صلى الله عليه وآله)تولّى الإمام علي(عليه السلام) تجهيزه ولم يشاركه أحد فيه، فقام(عليه السلام) بتغسيله وتكفينه، والصلاة عليه ودفنه، ووقف على حافة قبره قائلاً: «إنّ الصبر لَجَميل إلّا عنك، وإنّ الجزع لَقَبيح إلّا عليك، وإنّ المُصابَ بك لَجَليل، وإِنّه بَعدَكَ لَقليل».(12)وهذا الذي يجب في تجهيز النبي (ص) وتكفينه لأنه لا يغسل النبي ويجهزه إلا إمام معصوم ولم يكن إلا الأمام خليفته ووصيه وإمام عصره بعد وفاة الرسول الأعظم ولنكمل الحجة وننقل هذا الحديث الريف عن أبن مسعود(رض) وماذا يقول : ـوعن عبد الله بن مسعود: قال: قلت للنبي (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، من يغسلك إذا مت؟!فقال: يغسل كل نبي وصيه.قلت: فمن وصيك يا رسول الله؟!قال: علي بن أبي طالب.فقلت: كم يعيش بعدك يا رسول الله؟!قال: ثلاثين سنة الخ...(13)وفي رواية أخرى: قال جبريل: يا محمد، قل لعلي (عليه السلام): إن ربك يأمرك أن تغسل ابن عمك، فإن هذه السُنَّة، لا يُغَسِّلُ الأنبياء غير الأوصياء، وإنما يغسل كل نبي وصيه من بعده.(14)وحتى عند غسل النبي وننقل عن المسعودي : ووزع فيما كفن به رسول الله(ص) فروي جعغر بن محمد عن أبائه(ع) قال : لما فرغ علي بن أبي طالب من غسل رسول الله(ص) كفن في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين وبرد حيرة أدرج فيها إدراجا.ثم يقول : وكان الذين نزلوا في قبره الشريف علي بن أبي طالب والفضل وقثم أبنا العباس وشقرانوهناك الكثير من الروايات الدالة أن علياً هو الذي غسل رسول الله(ص) بلا منازع ، في رواية : لما أراد أمير المؤمنين (ص) غسل النبي(ص) استدعى الفضل بن عباس، فأمره ان يناوله الماء لغسله بعد أن عصب عينيه ومن وراء ستار فشق قميصه حتى بلغ الى سرته وتولى غسله وتحنيطه وتكفينه والفضل يعطيه الماء ويعينه عليه وهو معصوب العين فلما فرغ منه من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه وحده ولم يتركه يشركه معه أحد في الصلاة عليه.(15) ، كما هو الذي أدناه في لحظات وفاته الأخيرة لرسول الله(ص) وأسر لأمير المؤمنين الف باب من العلم كل باب يفتح الف باب وهذا ماذكرناه آنفاً.وأنتقل الرسول الأعظم محمد(ص)إلى جوار ربه وفاضت روحه الشريفة وهو على صدر الأمام علي(ع) ولكن لنأخذ ماذا حدث بعد وفاة الرسول مباشرة والتي أوضحنا ان عمر قد أخذ يهدد ويرتعب بعد دخوله على بيت فاطمة ولنأخذ مايقوله المستبصر د. محمد السماوي التيجاني في كتابه ثم اهتديت في محاورة معه في صيغة أسئلة وأجوبة حيث نقرأ ماكتبه :"س13: لماذا اقسم عمر بن الخطاب بأن رسول الله لم يمت، وتهدّد كلّ من يقوم بموته بالقتل، ولم يهدأ إلا بوصول أبي بكر؟* ج: لقد هدّد عمر بالقتل كلّ من حاول أن يقول بموت النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ليشكّكهم ويتركهم في حيص بيص حتى لا تتمّ بيعة لعلي، وحتى يصل إلى المدينة أبطال المعارضة الذين عاقدوا على الأخذ بزمام الأمور والذين لم يصلُوا بعد فوجد نفسه قد سبقهم فلعب دور المصاب بالذّهول وسلّ سيفه فخوف النّاس، ولا شكّ بأنّه منع النّاس الدخول إلى الحجرة النبوية ليتثبّتوا الأمر، وإلا لماذا لم يجرؤا أحدٌ على الدخول إلاّ أبو بكر عندما وصل دخل وكشف عن وجهه وخرج ليقول لهم «من كان يعبد محمّداً فإنّ محمّداً قد مات ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت».ولا بد لنا هنا من تعليقة صغيرة على هذا القول. فهل كان أبو بكر يعتقد بأنّ في المسلمين من يعبد محمّداً؟ كلاّ وإنما هو تعبير مجازي على شتم وانتقاص بني هاشم عامّة وعلي بن أبي طالب خاصّة الذين كانوا يفخرون على سائر العرب بأن محمّداً رسول الله منهم وهم أهله وعشيرته وأحقّ الناس به.وهو أيضاً تعبير عمّا أفصح به عمر بن الخطاب يوم رزية الخميس عندما قال: «حسبنا كتاب الله يكفينا» ولسان حاله يقول: لا حاجة لنا بمحمّد فقد انتهى أمره وولّى عهده، وهذا بالضّبط ما أكّده أبو بكر بقوله: من كان يعبدُ محمّداً فإنّه قد مات، ويعني بذلك يا من تفتخروا علينا بمحمّد تأخّروا اليوم فإنّه انتهى أمره وحسبنا كتاب الله فإنه حي لا يموت. ومن الملاحظة أنّ علياً وبني هاشم كانوا يعرفون أكثر من غيرهم حقيقة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكانوا يبالغون في احترامه وتقديسه وتنفيذ أوامره، وأتّبعهم على ذلك الموالي من الصّحابة والذي كانوا غرباء عن قريش وكانوا إذا بصق رسول الله بصقة تسارعوا إليها ليمسحوا بها وجوههم ويتخاصمون على فضل وضوئه أو على شعره، ولك هؤلاء المساكين والمستضعفين كانوا شيعة لعلي من زمن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو الذي سمّاهم بهذا الاسم."(16)ولنأخذ ما قاله الإمام علي (عليه السلام) في هذا الموضوع بالذّات في خطبته الشقشقية فيقول :"أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى . ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير . فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا . وطفقت أرتإى بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير . ويشيب فيها الصغير . ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى . وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا حتى مضى الاول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده - ثم تمثل بقول الاعشىشتان ما يومي على كورها **** ويوم حيّان أخي جابر فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخشن مسها . ويكثر العثار فيها . والاعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم . وإن أسلس لها تقحم فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس وتلون واعتراض . فصبرت على طول المدة وشدة المحنة . حتى إذا مضى لسبيله . جعلها في جماعة زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا . فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه . وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله . وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي ينثالون علي من كل جانب . حتى لقد وطئ الحسنان . وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم فلما نهضت بالامر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول . ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين بلى والله لقد سمعوها ووعوها . ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها . أما والذي فلق الحبة . وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر . وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لالقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها . ولالفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز . قالوا وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتابا فأقبل ينظر فيه . قال له ابن عباس رضي الله عنهما . يا أمير المؤمنين لو أطردت خطبتك من حيث أفضيت . فقال هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت . قال ابن عباس فو الله ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام أن لا يكون أمير المؤمنين عليه السلام بلغ منه حيث أراد ".(17)ولنأتي إلى حادثة مهمة وهي تفصح كل الأفصاح عن النوايا الكامنة في نفوس الصحابة وفي مقدمتهم أبي بكر وعمر حول العمل على تنحية الأمام علي بن أبي طالب(ع) عن ولايته وعدم تسلمه الخلافة والتي نوردها لكي نعرف المقاصد والنوايا لهؤلاء الصحابة والتي تبين مدى عملهم في عدم تسلم الخلافة لأبين أبي طالب وهي :تاريخ الطبرى عن ابن عبّاس: " قال [عمر بن الخطّاب] : يابن عبّاس ، أ تدرى ما منع قومكم منهم [بنى هاشم] بعد محمّد ؟ فكرهت أن اُجيبه ، فقلت : إن لم أكُن أدرى فأمير المؤمنين يُدرينى .فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوّة والخلافة ، فتبجّحوا علي قومكم بجحاً بجحاً ، فاختارت قريش لأنفسه ، فأصابت ووفّقت .فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن تأذن لي في الكلام وتُمِط عنّى الغضب ، تكلّمتُ . فقال : تكلّم يا أبن عبّاسفقلت : أمّا قولك يا أمير المؤمنين : "اختارت قريش لأنفسها ، فأصابت ووفّقت" ، فلو أنّ قريشاً اختارت لأنفسها حيث اختار الله عزّ وجلّ لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود . وأمّا قولك : إنّهم كرهوا أن تكون لنا النبوّة والخلافة ، فإنّ الله عزّ وجلّ وصف قوماً بالكراهيّة فقال : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}(18)فقال عمر : هيهاتَ والله يابن عبّاس ، قد كانت تبلغني عنك أشياء كنتُ أكره أن أفرّك عنه ، فتُزيل منزلتك منّى .فقلت : وما هي يا أمير المؤمنين ; فإن كانت حقّاً فما ينبغي أن تُزيل منزلتي منك ، وإن كانت باطلاً فمثلى أماط الباطل عن نفسه !فقال عمر : بلغني أنّك تقول : إنّما صرفوها عنّا حسداً وظلماً !فقلت : أمّا قولك ـ يا أمير المؤمنين ـ : ظلماً ، فقد تبيّن للجاهل والحليم . وأمّا قولك : حسداً ، فإنّ إبليس حسد آدم ، فنحن ولده المحسودون .فقال عمر : هيهات ، أبَت والله قلوبكم يا بنى هاشم إلاّ حسداً ما يحول ، وضغناً وغشّاً ما يزول .فقلت : مهلاً يا أمير المؤمنين ، لا تصِف قلوبَ قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً بالحسد والغشّ ; فإنّ قلب رسول اللهمن قلوب بنى هاشم .فقال عمر : إليك عنّى يابن عبّاس."(19)وهذه الحادثة لهي اكبر دليل على مافعل بعلي وأهله من اغتصاب حق الخلافة وعدم تنفيذ أوامر الرسول العظم في ولاية علي بن أبي طالب في يوم الغدير والذي هم أنفسهم قد بايعوه في ذلك اليوم ونكروا هذا الحق لتتالى المصائب والمحن على أهل بيت النبوة وعلى مدى التاريخ ولتكون العلامة البارزة لمذهبنا الشيعي في كثرة ظلاماتنا في أهل البيت وحتى الشيعة ومن خلال هذا البحث يتضح أن ما هو المعنى الحقيقي ليوم الرزية وكيف حدثت الأمور بما يريده بعض الصحابة ونحن نورد الحقائق وكما نقول دائماً بالمصادر الموثوقة والمعتمدة ومن كتبهم وصحاحهم لإكمال الحجة ولنلغي كل مايدعون به من أن كانت وفاة نبينا الأكرم في بيت عائشة وفي حجرها ولنثبت من قام بتكفينه وتجهيزه ودفنه والتي من خلال كل المعطيات أكدت أن وصيه وأخيه الأمام علي بن أبي طالب هو من قام ذلك نتيجة وصايا وصى بها النبي ولأن الأوامر الآلهية هي التي قضت بذلك ونترك لكم قراءة الموضوع والتمعن فيه وإبداء الآراء حوله ، ولا يسعنا إن نقول في الختام.فسلامٌ عليك يا سيدي يا رسول الله يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حياً ونسأل الله شفاعتك والحشر مع زمرتك يوم الورد المورود وأن نسير خلف وصيك وخليفتك سيدي ومولاي أمير المؤمنين في لواء الرحمة بيده مفاتيح الجنان كما قلت في أحاديثك الشريفة داخلين الجنة التي وعدت بها عبادك المتقين.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالمصادر :---------1 ـ شبكة الشيعة العالمية الرابط http://shiaweb.org/ahl-albayt/al-zahraa/khotba.html2- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص182 وبحار الأنوار ج22 ص 542 وج43 ص193 والمراجعات ص330 والكافي ج1 ص459 وروضة الواعظين ص152 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج2 ص215 والغدير ج9 ص374 ودلائل الإمامة للطبري ص138 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص265 و 266 وقاموس الرجال ج12 ص324 وكشف الغمة ج2 ص127 وشرح إحقاق الحق ج10 ص481 وج25 ص551 وج33 ص385.3- خصائص الأئمة للشريف الرضي ص51 ومدينة المعاجز ج1 ص497.4- نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص172 ومستدرك الوسائل ج2 ص495 وبحار الأنوار ج22 ص540 وج34 ص109 وج38 ص320 ومناقب أهل البيت (عليهم السلام) للشيرواني ص222 والمراجعات ص330 وخاتمة المستدرك ج3 ص94 وعيون الحكم والمواعظ ص507 والأنوار البهية ص50 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص146 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص117 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص179 و182 وينابيع المودة ج3 ص436.5- الأمالي للمفيد ص235 وبحار الأنوار ج32 ص464 و 595 وج34 ص147 وج74 ص397 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص146 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص117 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص181 وج10 ص179 و 182 وينابيع المودة ج3 ص436 وكشف الغمة ج2 ص5 ووقعة صفين للمنقري= = ص224 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج1 ص52 وحلية الأبرار ج2 ص85 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص445 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج7 ص86 وج9 ص136 وج11 ص286 ونهج السعادة ج2 ص172.6 ـ كتاب الصحيح من سيرة الأمام علي(ع) السيد جعفر مرتضى العاملي ج97ـ الكامل في التأريخ: 2 / 323، الطبقات الكبرى : 2 / 266، السيرة النبوية لزيني دحلان: 2 / 306. 8 ـ الطبقات الكبرى: 2 / القسم الثاني: 53 ـ 56. 9 ـ السيرة النبوية لابن كثير: 4 / 518. 10 ـ الارشاد : 1 / 187 واعيان الشيعة : 1 / 295 . 11 ـ الطبقات الكبرى : 2 / 291 . 12ـ شرح نهج البلاغة 19/195.13- بحار الأنوار ج13 ص17 و 18 و 367 وج22 ص512 وج32 ص280 وإكمال الدين ص17 و 18 وبشارة المصطفى للطبري ص428. ص1814- بحار الأنوار ج22 ص 546 وج78 ص304 عن الطرائف ص 44 و45 ومستدرك الوسائل ج2 ص198 وجامع أحاديث الشيعة ج3 .15 ـ سيرة الرسول المصطفى ص402 (بتصرف). كذ لك 110 مناشدات للإمام علي(عليه السلام) في مجلس الشورى.تأليف العالم الفاضل زينة نجد وتهامة (الحسين بن إسماعيل بن جغمان)رحمه الله ص 93.16 ـ كتاب ثم اهتديت للمستبصر الدكتور محمد السماوي التيجاني ص246-247.17- نهج البلاغة 1: 30، الخطبة 3، المعروفة بالشقشقية.18 ـ [محمّد : ٩]19 ـ موسوعة الأمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ محمد الريشهري / المجلد الثالث ن القسم الرابع /باب ١ / ١٦ ـ ١ كراهة اجتماع النبوّة والخلافة فى بيت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك