المقالات

حكاية من الزمن الاغبر علبة ببسي كولا

1036 14:08:00 2012-02-20

عادل العتابي- كاتب واعلامي

لم يكن صديقي ميثم مصدقا لخبر انه سيصبح ابا بعد اشهر معدودة، لقد طار من الفرح وكان يقفز منتشيا بذلك الخبر، لاسيما وانه يحب زوجته الى ابعد الحدود لان ذلك الزواج جاء كثمرة لسنوات من الحب الجميل بين اثنين من الاقارب، ارتبطا سوية برباط زوجية مقدس، كان صديقي يتابع حالة حمل زوجته بكل جدية وغالبا ما كان يعرضها على الاطباء للتأكد من سلامة الحمل اولا، ومن ان الزوجة تتمتع بصحة جيدة ثانيا، بأعتبارها ذلك الوعاء الانساني الكبير المملوء بالحنان والدفء، والذي يغذي الجنين حتى ينمو ويخرج الى الدنيا بعد ان يقضي الفترة التي كتبها الله له وهو في رحم امه.في واحدة من الحالات التي لاتخص الاطباء او اصحاب جهاز السونار او الاجهزة الطبية الاخرى التي تحدد جنس الجنين، ارادت الزوجة في يوم من الايام الحصول على علبة معدنية من المشروب الغازي ببسي كولا، وهنا فقد صديقي صوابه لكونه كان يعتقد بان الطفل من خلال وحام امه سيخرج الى الدنيا وهو عبارة عن اعلان او دعاية مجانية لببسي كولا، لان العلامة ستظهر على الطفل الذي ينتظره، فاذا كان صبيا قام اصدقاؤه في المدرسة باطلاق الالقاب المختلفة عليه، اما اذا كانت صبية فهي الطامة الكبرى فمن يقبل بالزواج من فتاة تحمل في جبهتها او وجنتها علبة ببسي كولا؟احتار الصديق في كيفية الحصول على علبة واحدة من مشروب ببسي كولا، اجتمع بالسر مع عدد من الاصدقاء لمعرفة طريقة الحصول على العلبة، لان مجرد الحديث في ذلك الزمن الاغبر عن المشروبات الغازية بأنواعها وهي كانت ممنوعة التداول في البلد بقرار من مجلس قيادة الثورة المنحل، قد يلقي بصاحبه الى غياهب السجون، وبعد مدولات ومشاورات استمرت لايام دلنا احد الاصدقاء على احدهم ممن يبيع علب المشروبات الغازية بالسر وهو يقف على حافة احد الارصفة في شارع فلسطين، وبعد ساعات كنا هناك وما ان سمع الرجل بالطلب حتى فز مذعورا وشتم من كان يجلس في السيارة وكيف يعرفون انه يبيع مشروب الببسي كولا! وانه بريء من هذه التهمة براءة علي كيمياوي من جريمة حلبجة!وبعد ان تأكد الرجل منا واننا بحاجة فعلا الى علبة واحدة فقط لنسد بها توحم حامل قد تشوه الطفل الذي سيشرف الدنيا لاحقا، اعتذر الرجل اولا من كل كلمة غير مؤدبة قالها بحقنا ثم قام بارشادنا الى احدهم ممن يبيع المشروبات الغازية الممنوعة وهو في تقاطع المنصور قرب مطعم الساعة.توجهنا على الفوز وبالسرعة القصوى الى المكان وكأننا نريد القبض على اعتى المجرمين، وعندما وصلنا الى الرجل قلنا له اننا بحاجة الى علبة ببسي كولا وان فلان قد ارسلنا اليك، نظر الرجل الينا بعين الريبة والحذر ثم استدار الى الخلف والى الجهات الاربع لمرات وقال بعد صمت طويل :العلبة سعرها ثلاثة الاف دينار!وافقنا على الفور الا انه بعد ان استلم المبلغ طلب ان نبقى جميعا في السيارة وان نسير ببطء في حافة الطريق وهو يلحق بنا بعد برهة، ونحن ننظر اليه، وضع الرجل احدى العلب في كيس اسود، ثم سار خلفنا وهو يتلفت وما ان وصل الى الباب الخلفي للسيارة حتى القى بالعلبة من النافذة الى داخل السيارة، وطلب على الفور ان ننطلق باقصى سرعة وما ان علم الصديق الزوج بأن علبة الببسي كولا استقرت في السيارة، حتى اقلع بسيارته باتجاه مدينة الحرية ليقدمها باردة، منعشة، لذيذة الى الزوجة التي توحمت بتلك اللعبة في ذلك الزمن الاغبر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيـــد مغير
2012-02-21
أخي عادل إسمح لي أن أزيد من الشعر بيتا ً . جائني صديق وسألني أيام النظام البعثي الجاهلي , أتعرف ما الفرق بين الأنقلاب والبقلاوة ؟ فلت له لا توجد أي علاقة ..لماذا ؟؟ قال حسب قرار بطيحان يعاقب بالأعدام كل من صنع حلويات زلابية ,بقلاوة وما شابه . إذا الذي يعمل الحلويات كأنما قاد إنقلاب على النظام ..في وقت كان الدجال صديم يستورد لنفسه شخصيا ً أشهر الحلويات ..لعنة الله عليه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك