بقلم \ عبد الناصر جبارالناصري
في القمة العربية المزمع عقدها في بغداد نهاية هذا الشهر يتبجح من يؤيدون هذه القمة بأن القمة مفيدة جداً وذلك لأن القمة سوف تعترف بالعراق ! وهذا العمل والأعتراف العربي يتطلب من الحكومة العراقية أن تعمل كل ما بوسعها من أجل الحصول على الأعتراف العربي بالعراق ولذلك نرى أن الحكومة العراقية صرفت الملايين من أجل تزيين شوارع بغداد ولم يكن هذا التزيين دائم حتى ندعمه ولكنه تزيين وقتي يليق بمستوى حكام العرب وبعد ذهاب الحكام العرب فسوف يزول هذا التزيين لأن الحكومة تعتقد بأن التزيين لايتناسب مع الشعب بل يتناسب مع الكبارفقط من أمثال حكام العروبة وهنا من حقي أن أسأل هل العراق بلد غير معروف ؟ هل العراق بلد ناشء للتو؟ هل العراق محافظة كانت مع بلد آخر وأستقلت عنه وتسعى للأعتراف بها ؟ هل العراق مليشيا دموية تسعى للأعتراف بها من قبل الآخرين ؟ هل العراق أقل حجماً من هذه الدول العربية لكي نسعى من أجل أن تعترف بنا هذه الدول ؟ هل العراق لايمتلك حضارة حتى يسعى لأن تعترف به بلدان تمتلك الحضارة ؟ هل العراق لايمتلك أي مورد ويسعى للتقرب من بلدان الموارد؟ هل العراق فقير حتى يسعى للأستجداء من الدول الغنية ؟ والأجابات واضحة على هذه الأسئلة وغيرها لأن العراق من أعرق البلدان وأقدمها حضارة وتمدن وكل ماهوجديد كان يصدر من العراق ولانتعنصرالى العراق كونه بلدنا ولكن هذا هوالواقع العراقي فأن العراق أرض الأنبياء وأرض الأولياء وأرض الخيرات وكذلك أرض المفكرين والأدباء ولكنه أبتلى بالتناقضات السياسية التي حكمته وأنهكته على مر العصور بسبب قصر نظر من يتصدى لقيادة هذا البلد المعطاء وأستمرت هذه التناقضات السياسية في العراق منذ تأسيسه الى يومنا هذا ونحن نعيش هذه الأيام في أكثر فترة مليئة بالتناقضات ومليئة بعدم الجدية وغياب الستراتيجية الواضحة التي من شأنها أن تساهم في بناء عراق يتناسب مع حجمه التأريخي وحجمه الأقتصادي والمضحك في هذا الصدد أن الحكومة العراقية تبذل كل الجهود من أجل أستقطاب حاكم عربي حتى يحضر الى العراق وكذلك تتفاخرالحكومة العراقية عندما يعلن حاكم عربي بأنه يحضر الى قمة بغداد , وهنا أتساءل أيضاً ماقيمة هؤلاء الحكام العرب ؟ وماذا تتعلم الحكومة العراقية من حضورهم الى بغداد ؟ فهل نتعلم وتتعلم الحكومة العراقية من هؤلاء الحكام العرب أسس الديمقراطية ؟ أو أسس العدالة الأجتماعية أوأسس نبذ الطائفية ؟ حتى نرحب بهم الى هذا المستوى لكي يعلمونا مانجهله ؟ وللأسف الشديد أن الحكومة العراقية قبل غيرها تعرف دموية هؤلاء الحكام وتعرف أنتهاكاتهم التي دمرت الشعوب العربية وأخرجتها حتى من أنسانيتها وحكومتنا تعرف بأن الدول العربية حاربت التجربة العراقية الديمقراطية التي بنتها دماء الشهداء وتعرف الحكومة العراقية بأن هؤلاء الحكام لايعترفون بهذه الحكومة مهما حضروا أو لم يحضروا الى العراق لأنهم يعتبرون هذه الحكومة هي حكومة من مذهب آخر وتابعة الى أيران وهذه المعطيات يجب أن تكون الحكومة العراقية ملمة بها ولاأعرف أن كانت حكومتنا ملمة بها أو غير ملمة فأذا كانت الحكومة ملمة بتوجهات الحكام العرب فمن المعيب على الحكومة أن تستجدي حضور الحكام الى قمة بغداد وأن كانت حكومتنا غير ملمة بتوجهات الحكومة فهذا يدل على سذاجة العاملين بهذه الحكومة وضعف الدبلوماسية التي لاتعرف من هو صديق التجربة العراقية ومن هو عدوها فهنيئاً للحكومة العراقية هذه البشرى التي سوف يحصلون عليها نتيجة أعتراف العرب بالعراق لأن الحكومة العراقية تسعى للسير على نفس الخط العروبي الذي ذقنا منه الويلات ولم نجني منه سوى القتل والتعذيب والأضطهاد وكل ماهو مخالف لحقوق الأنسان , ولكن مهما سعدت هذه الحكومة ومها فرح من أسس لهذه القمة فأنا كمظلوم من هذه العروبة لاأتشرف بحضور هؤلاء الحكام لأنهم قتلوا الشعب العراقي وقتلوا شعوبهم وكرهونا بعروبتنا التي لولا هؤلاء الحكام لكنا فعلاً خيرأمة أخرجت للناس بسبب مانمتلكه من خيرات وموارد قل نظيرها في بقية البلدان ولكن تلك البلدان تطورت بسبب حكامها ونحن تخلفنا بسبب حكامنا , فواحدة من أهم بركات القمة العربية في بغداد هي معرفة العالم بأن العراق أسمه العراق ! .
https://telegram.me/buratha